العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ

محمية «محازة الصيد» تعيد الغطاء النباتي للمنطقة

توطّن الحيوانات والطيور النادرة

تعدّ محميّة «محازة الصيد»، التي تقع شمال شرقي محافظة الطائف، واحدة من خمس عشرة منطقة محمية، تمثل مختلف النظم البيئية الطبيعية في المملكة العربية السعودية بالإضافة لأربعة ملاذات لإعادة توطين الثروة الحيوانية التي تتمتع بها البلاد منذ قديم الزمان.

وتتربع «محازة الصيد» على مساحة تقدر بنحو 2190 كيلومتراً مربعاً، بالقرب من محافظة الخرمة، ومركز المويه، وتبعد 180 كيلومتراً عن الطائف، حيث تتبع إدارياً منطقة مكة المكرمة، وهي محاطة بسياج يبلغ محيطه 220 كيلومتراً، ما يجعلها ثاني أكبر محمية طبيعية مسيجة في العالم.

وأسهمت المحمية في إعادة الغطاء النباتي للمنطقة الذي كان على وشك الانقراض في فترة من الأزمان، حيث تزخر المنطقة حالياً بنباتات وحشائش موسمية وحولية تتخللها مجموعات متفرقة من أشجار السمر والسرح بالإضافة إلى بعض النباتات الصحراوية مثل الرمث والعوسج والثمام.

وكان الهدف من إنشائها هو إعادة توطين المها العربي فيها، حتى أنه أطلق 17 نوعاً منها في بداية العام 1990، تبعها إطلاق مجموعات أخرى صغيرة، إلى جانب أنه تم توطين غزال الريم فيها خلال العامين 1990 و1991، وكذلك الحبارى والنعام.

ومع ازدهار الغطاء النباتي في «محازة الصيد»، زادت أعداد الطيور المهاجرة وازداد ثراء المحمية من أنواع مختلفة من الطيور مثل النسور والعقبان والصقور والحدأة والرخمة المصرية التي تمثل أهمية بالغة لتوازن النظام البيئي حين تتغذى على الحيوانات النافقة والقوارض الصغيرة والحشرات.

كما شوهدت أعشاش طائر «نسر الأذون» فوق أشجار السرح في أكبر مساحة سجلت لهذا الطائر في شبه الجزيرة العربية كلها، إلى جانب ظهور الثعلب العربي والرملي، والقط الرملي والبري، وعدة أنواع من القوارض، وكذلك عدد من الزواحف والسحالي والثعابين، وأكثر من 500 نوع من الحشرات. وأعدت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، خطة وطنية لمنظومة المناطق المحمية تهدف إلى إقامة شبكة من المناطق المحمية يصل عددها إلى 103 مناطق تمثل النظم البيئية البرية والبحرية الموجودة.

وقامت الهيئة بإنشاء برنامجاً خاصة لإكثار المها العربي والعناية به، كمرحلة أولى ثم إعادة إطلاقه في موطنه الطبيعي، فيما يعتبر المها العربي المطلق في المحميات الآن نتاج طبيعي للجيل الثالث من هذا البرنامج.

وتم إطلاق أعداد من المها في «محازة الصيد»، بواقع (76 رأساً)، وذلك بين العامين 1991 و1994، ويبلغ عددها اليوم أكثر من 750 رأساً، كما تم إطلاق 176 رأساً في محمية عروق بني معارض جلبت كلها من محمية «محازة الصيد» ويبلغ عددها الآن 250 رأساً. والحباري الموجودة داخل المحازة يبلغ عددها (500 طائراً )، 130 منها، مجهزة بأجهزة رادار لرصد ودراسة تحركاتها، أما غزال الريم فقد تم إطلاقه في «محازة الصيد» بواقع (176) رأساً، ووصل عددها الآن 2000 رأساً.

وفيما يتعلق بطائر النعام فتم إطلاق (18) رأساً العام (94) في «محازة الصيد»، ويبلغ عددها اليوم في المحازة (250) رأساً، ونسر الأذون ويعتبر من الطيور المهددة بالانقراض، إذ يبلغ عدد الأعشاش في الجزيرة العربية 600 عش فقط، وتسعى الهيئة الوطنية إلى توفير المكان الآمن له للتكاثر حيث يوجد في المحازة 37 عشاً، وتعتبر محازة الصيد من الأماكن المسجلة عالمياً في الحفاظ على هذا النوع من الطيور الجارحة، ويعيش بشكل طبيعي في المحازة، كما أن وجوده في المحازة يساعد في حفظ التوازن البيئي داخل المحازة ويسمى النسر الوردي.

العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً