أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في لقاء خاص بـ «الوسط» أمس، أن البحرين استطاعت أن تتحول الى «ملتقى للحوار وليس للخلاف»، وذلك من خلال تنظيم مؤتمر الأمن الإقليمي السنوي « حوار المنامة»، الذي يبدأ غداً الجمعة (3 ديسمبر/ كانون الأول 2010) وتفتتحه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وفي الوقت نفسه، أوضح الشيخ خالد أن تقارير «ويكيليكس» لم تؤثر على سمعة وموقف البحرين مع الأصدقاء والحلفاء، معلقاً «ويكيليكس لم تحرجنا وليس في سياستنا ما نخفيه في مواقفنا مع إيران أو غيرها». وقال «إن مضمون هذه الوثائق هو يخص الولايات المتحدة لكن هذا المضمون هو نقل حواراً وليس بالضرورة دقيقاً وفيه نوع من التحليل، فإن تبني مواقف أو اتخاذ مواقف معينة مبنية على ما نشر في هذه التقارير سيكون خاطئاً ومضراً وهو ما نتفق فيه مع الولايات المتحدة».

وبالنسبة لقمة دول التعاون في أبوظبي، قال الشيخ خالد إن جدول الأعمال يشمل موضوع إقرار «رؤية البحرين» التي سبق أن تم طرحها في القمة الماضية».

في حوار مفتوح مع «الوسط»...

وزير الخارجية: البحرين ملتقى لحل المشاكل... وما أورده «ويكيليكس» ليس صحيحاً

المنامة - ريم خليفة

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن البحرين استطاعت أن تتحول الى «ملتقى للحوار وليس للخلاف»، وذلك من خلال تنظيم مؤتمر الأمن الإقليمي السنوي «حوار المنامة»، الذي يبدأ غداً الجمعة (3 ديسمبر/ كانون الأول 2010) وتفتتحه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وفي الوقت نفسه، أوضح الشيخ خالد أن تقارير «ويكيليكس» لم تؤثر على سمعة وموقف البحرين مع الأصدقاء والحلفاء، معلقاً «ويكيليكس لم تحرجنا وليس في سياستنا ما نخفيه في مواقفنا مع إيران أو غيرها».

جاء ذلك في حوار مفتوح خصه الوزير لصحيفة «الوسط» أمس أجري في مكتبه بمبنى وزارة الخارجية بالمنامة، مبدياً مواقف البحرين في عدد من القضايا الخليجية والعربية مثل السودان واليمن والعراق، ومرحباً بأهمية طرح الملفات الأمنية الخليج كجزء من المسئولية الدولية، على اعتبار أنها أكبر منطقة مصدرة للطاقة وأمنها يهم المجتمع الدولي. وفيما يأتي الحوار:

بداية لنتحدث عن أهمية مؤتمر «حوار المنامة» وصداه الإقليمي والدولي... وهل يعني احتضان «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» أن البحرين بدأت تلعب دوراً مؤثراً في دفة السياسة الإقليمية والدولية بشكل محوري؟

- أعود الى بدايات تبلور الفكرة التي ترجع في فترة تولي مهماتي الدبلوماسية آنذاك كسفير لمملكة البحرين في المملكة المتحدة، إذ جرت لقاءات بين ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع مسئولي المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وبحث هذه الفكرة لكون أن المنطقة تفتقر الى «حوار» أو « اجتماع» يتعلق بأمنها، على اعتبار أنها منطقة مهمة ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى الدولي، بحكم أنها مصدر الطاقة في العالم وفي قلب الأحداث أيا كانت، لذا فإن استقرارها يهم دول العالم. البداية انطلقت هكذا، وهي مستمرة حتى اليوم، وها نحن اليوم نرى اكبر تجمع واكبر مشاركة لـ «حوار المنامة» يحدث مع المؤتمر السابع هذا العام الذي من المقرر أن ينعقد يوم غد (الجمعة) في العاصمة البحرينية التي كانت ومازالت «ملتقى للحوار لا للخلاف».

وحقيقة، هذا يعكس طبيعة البحرين من مختلف الجوانب على أساس أنها بلد «تعايش» وبلد «مختلف الآراء» وبلد «حل مشاكل» وليس صنعها.

هل نجحت البحرين في استقطاب جميع المهتمين والمؤثرين في أمن الخليج؟

- بلاشك، وهنا لا ننسى أن ننوه مرة أخرى الى دور سمو ولي العهد في إطلاق خطوة التواصل مع المجتمع الدولي .

أمن الخليج... مسئولية مشتركة

هل تتوقعون طرح مقترحات جديدة أو العمل في تنفيذ بعض المقترحات التي ذكرت في المؤتمرات السابقة لـ « حوار المنامة»، وما رأيكم بالمقترح الإيراني بتشكيل لجنة أمنية إقليمية مشتركة لدول المنطقة دون قوى خارجية أخرى؟

- كدول مجلس تعاون خليجي، لدينا تعاون ورؤية مشتركة بين الدول الست وحتى فيما يتعلق بالشراكة وطريقة التعامل مع باقي دول المنطقة. وإيران أيضا لديها رأي في مسألة العمل المشترك، إضافة الى ما يتم التطرق إليه من أطروحات دولية مثل الورقة الروسية ورؤيتها في امن المنطقة هي أيضا تجمع دول المنطقة في منحى أوسع.

ما أود قوله هو أن «أمن الخليج» لم يعد مسألة إقليمية بصراحة، فنحن جزء لا يتجزأ من العالم ولاعب رئيس في العالم كدول منفردة أو كمجموعات. وإذا تحدثنا من جانب إقليمي فقط فإننا لن نعطي الصورة كاملة ولا نعطي امن المنطقة حقه، وذلك لأن مسألة امن الخليج هي مسألة دولية تدخل فيها جميع الدول الكبرى مثل دول مجلس الأمن الدائمة العضوية والاتحاد الأوروبي وأصدقاؤنا في آسيا... جميعهم يهمهم امن واستقرار الخليج، وهو الذي يجب أن نركز عليه في الوقت الراهن من خلال إيجاد تفاهم عالمي إقليمي وهذا قمة ما نطمح إليه من خلال «حوار المنامة» والجهود الأخرى.

«ويكيليكس»... و «حوار المنامة»

لكن «حوار المنامة» سيبدأ في وقت مازالت تضخ فيه تقارير موقع «ويكيليكس» عبر صحف عالمية كبرى أسراراً وتعليقات لزعماء ودول ربما خلقت حرجاً... ألا تعتقدون بأن تبعات ذلك ستكون سلبية على قضايا معينة في جلسات «حوار المنامة» المرتقبة؟

- أولاً هذه الوثائق التي تسربت هي تخص الإدارة الأميركية والولايات المتحدة وملكيتها تعود إليها، لذا فإن مسألة مضمون هذه الوثائق عائد الى المسئولين الأميركيين، كما هو الحال مع أية وثائق تعود لأي بلد، فهذا رأيهم وهي محاضر وتحليلات ومواقف كتبها أشخاص، ولكن هل هذا الشخص أو هذا التقرير يعطي المعنى الكامل... هذا كله يعتمد على طريقة الكتابة التي تختلف من موضوع إلى آخر ومن شخص إلى آخر كما من بلد إلى آخر. وهذه الوثائق تعود بالدرجة الأولى الى الولايات المتحدة وكيفية تفسيرهم وفهمهم لموضوع ما.

لكن سياستنا واضحة وسوف تلاحظين في «حوار المنامة» أن كلامنا الذي نقوله أثناء الاجتماعات هو نفسه، وهذا هو تحدٍ رئيسي، فلا يوجد هناك ما نخفيه في مواقفنا إن كان ذلك فيما يخص علاقتنا مع إيران أو مع دول أخرى... سياستنا واضحة حتى فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني أو غيره.

بلاشك ترد في هذه المحاضر والتقارير مواقف غير صحيحة، وهنا أود الإشارة الى ان ما ورد من كلام على لسان سيدي صاحب الجلالة ملك البحرين غير صحيح وهو ما تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية عن طائرات «رفال»، بل بالعكس لم ترد هذه النقطة وعلاقتنا قوية مع فرنسا وكان لدى البحرين رغبة المشاركة في معرض الطيران الجوي أي التشجيع بالمشاركة من قبل الشركات الأميركية فقط لا غير.

لكن أن تفسر بهذه الطريقة... ليس من طبعنا أن نسيء لحلفائنا وأصدقائنا في المنطقة إن كان بالسر أو بالعلن فليس لدينا ما نخفيه ولهذا صدر بيان النفي لأننا نعلم انه سيقرأ من قبل الفرنسيين والأميركان وسيعرفون هذا الذي قلناه.

موقع «ويكيليكس» ذكر أنه سينشر المزيد من التقارير وما نشر حتى الآن قليل بالنسبة لما يتوافر لديه... فهل تتوقعون مشاكل وإحراجات في ملفات أخرى غير ما نشر حتى الآن؟

- نحن لا نعلم بشيء من ذلك، وهذا ربما الموقع يعلمه، ونحن لسنا خائفين من أية إحراجات، نحن نعلم ما نقوله وأي شيء يقال أو يكشف ما قلناه سواء كان رسميا أو سياسيا بين دولتين حليفتين وليس هناك شيء نخفيه في العلن. لذلك نحن لا نتوقع أية إحراجات حتى لو كانت هناك تقارير لم تنشر.

إيران ودول الخليج

جاءت ردود متباينة بشأن «ويكيليكس»، فهناك من قال إنها ستعرض أناسا للخطر أو تخلق أزمة دبلوماسية بينما البعض ذهب الى وصفها بتقارير «طائشة» مثل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد. هل تعتقدون بأنه ستكون هناك حساسية بين بعض دول الخليج مع إيران في جلسات «حوار المنامة» وخاصة فيما يخص الملف النووي الإيراني؟

- أبداً، لن يخلق أية حساسيات والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إذا علق على هذه التقارير بهذا الوصف فهذا الأمر يعود للرئيس الإيراني ولن يخلق لنا إحراجات مع القيادة ولا الشعب الإيراني ولا مع حلفائنا ولا مع جيرانا، بل تعليقه فيه شيء إيجابي وما هو موجود في المنطقة اكثر ما أن تؤثر عليها من وثائق ولا ندري مدى صحتها أو دقتها لا نعلم إن تم التلاعب بها، لذا من السابق لأوانه ان نتكلم عن المضمون الذي يخص الولايات المتحدة.

لكن هناك من يقول إن مضمون هذه التقارير قد تستفيد منه بعض العناصر والجماعات في استهداف بعض الدول ومواقع أميركية - بحسب ما ذكره بعض مسئولي الإدارة الأميركية - ما رأيكم بمثل هذا الكلام؟

- اتفق بأن مضمون هذه الوثائق هو يخص الولايات المتحدة لكن هذا المضمون هو نقل حوارا وليس بالضرورة دقيق وفيه نوع من التحليل، فإن تبني مواقف أو اتخاذ مواقف معينة مبنية على ما نشر في هذه التقارير سيكون خاطئا ومضرا وهو ما نتفق فيه مع الولايات المتحدة. وفي النهاية فهذه وثائق تخص الولايات المتحدة ولا تخصنا وهنا لابد من التنويه.

قمة أبوظبي... وربط المصالح

خليجياً... ماذا عن قمة مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي؟ هل ستستفيدون من بعض ما سيطرح في «حوار المنامة» في القمة الخليجية المنتظرة؟

- أجندة قمة أبوظبي لا تتأثر بمؤثرات سريعة إلا إذا كانت تخص أو تهدد أمن دول الخليج. أما هذه القمة فجدول أعمالها معد، وتم بحثه ويتعلق في المقام الأول بالتكامل الخليجي والأمور التي تخص المواطن مثل المواضيع الاقتصادية والكهرباء وصولا الى موضوع إقرار «رؤية البحرين» في هذه القمة التي سبق أن تم طرحها في القمة الماضية. ولن يكون هناك أي شيء متعلق بـ «حوار المنامة».

وهل سيطرح موضوع الضرائب في الخليج من خلال رفع الدعم عن السلع؟

- لا يوجد هناك رفع للدعم، ولكن توجيه، وهناك من لا يستفيد من هذا الدعم، فرفع الدعم ليس تخفيضاً ولا تقليلاً، ولكن من المهم أن تذهب للمحتاج. ومسألة الدخول الى الضرائب في الخليج مسألة نتركها للشأن المالي وهي لم تبحث الآن.

لكن المواطن الخليجي غير راض عن أداء المنظومة الخليجية... ما رأيكم في ذلك؟

- المواطن الخليجي دائما يطلب المزيد من مجلس التعاون، وفيما يتعلق بالعمل العربي المشترك فإن المواطن العربي يطلب إصلاح المنظومة. وهو ما يعني أننا حققنا وشعوب الخليج تطالب بتحقيق المزيد... وهذا فرق كبير.

ماذا عن العملة الخليجية الموحدة؟

- أربع دول خليجية أكدت عليها هي السعودية والكويت وقطر والبحرين، أما الإمارات فهي جزء مهم وثاني اكبر اقتصاد في دول المجلس مهم وحيوي، أما عمان فارتأت أن تكون لها نظرة خاصة ولم تعترض عليها ولم تعقها لكن أرادت أن تكون خارج الموضوع، ونحن نرى أن موضوع توحيد العملة قادم ولكن يجب أن تتخذ الخطوات الصحيحة فيما بين الدول حتى يتم إطلاقها بأقرب وقت.

كيف هي العلاقات البحرينية القطرية؟ كما وشاهدنا في الفترة الأخيرة قضايا جديدة مثل مشكلة الصيادين وغيرها، فما هي وجهة النظر الرسمية؟

- قطر دولة جارة ويربطنا بها تاريخ طويل ومسألة الصيادين لا يجب أن تكون بين الأشقاء، ولكن نحن دولتان وبيننا حدود، وهناك ادعاء باجتياز الحدود من قبل الصيادين البحرينيين، وما نريد أن نتوصل إليه نظرة مشتركة وقد كتبنا ذلك لدول المنظومة في مذكرة رسمية من خلال التواصل الثنائي في هذا الشأن من خلال تنظيم مهنة الصيد واجتياز الحدود وهو موضوع مطروح مع الأشقاء القطريين.

ولا أعتقد بأن هذه الأزمة تتفاقم لتصبح أزمة رئيسية. وما يهمنا في تقوية العلاقات ما بين البلدين من خلال اللجنة المشتركة وهي الموجه الرئيسي، وما يهمنا مصالح مشتركة مثل موضوع «جسر المحبة» ومد «الغاز الطبيعي» واستيراده ونحن بحاجة له. وهو تطلع ليس بحرينياً بحتاً، ولكن بحريني - قطري.

وماذا عن مفاوضات البحرين مع إيران بمدها للغاز الطبيعي؟

- إن مسألة توفير الطاقة وربط الغاز موضوع مهم للبحرين ولباقي دول المنطقة وربط المصالح بين الدول هو عامل مهم لتقليل الخلافات وسد أية ثغرات.

هناك توجه عالمي لتوفير طاقة بديلة عن النفط. كيف هي استعدادات البحرين ودول الخليج في هذا الجانب؟

- بعد النظر في هذا الموضوع ودول الخليج لها استراتيجية بعيدة المدى وهذا الجانب إيجابي ودول الخليج جادة ولا نبقى رهائن لطاقة النفط والغاز، لأنها قد تتبدل في كل زمن وفي كل مرحلة. ونحن لسنا متخلفين بل نكون مستعدين.

ماذا عن التعاون الخليجي مع دول آسيان؟

- هناك اجتماع ثالث سيبدأ قريبا في أبوظبي ودول الخليج تشجع مشاريع التكامل الاقتصادي وهي فكرة بدأت أولا بين البحرين وسنغافورة وها هي اليوم تتطور في مسار يخدم تكتلات اقتصادية بين الخليج ودول جنوب شرق آسيا.

اليمن والعراق

ماذا عن اليمن والعراق؟ هل توصلتم الى قناعات مشتركة فيما يجري في اليمن؟ وما هو تقييمكم بشأن تشكيل الحكومة الجديدة في العراق؟

- هناك موقف موحد من قبل دول مجلس التعاون تجاه اليمن ولاسيما أن امنه واستقراره يهم دول الخليج وهي اهم قضية نتعامل معها الآن من قبل المنظومة الخليجية، وحتى من قبل المجتمع الدولي لكونه بلدا لديه حدود مع دول المجلس. واستقراره واحد من اكبر أوليات دول الخليج.

ومساعدة اليمن من الخروج من أزمة الإرهاب والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تؤثر على شعبه كل يوم وهو بلد لا يتجزأ من شبه الجزيرة العربية.

الشيء نفسه ينطبق على العراق واستقراره يهمنا كما يهمنا أن يكون حراً في اتخاذ قراراته الداخلية ومتماسك وثابت فيه حكم مركزي قوي. لذا فإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين المعنية بتأخير الحكومة العراقية هي مبادرة أثرت وسرَّعت في اتخاذ القرار العراقي ونتطلع الى تشكيل حكومتهم بأسرع وقت ممكن.

وماذا عن الدور البحريني للعراق؟

- البحرين داعمة للعراق منذ العام 2003 حتى اليوم وقد تمثل دورها في دعم العراق في مختلف المجالات الدبلوماسية بما فيها فتح خطوط الطيران لأربع مدن عراقية وحتى عبر فتح سفارة وقنصلية بما فيها فتح قنصلية في مدينة النجف الأشرف ولا يوجد أي بلد فتح قنصلية هناك عدا البحرين لأهميتها لأهل البحرين. وهناك أفعال كثيرة وليس بحاجة الى طرح أفكار لأن العراق جزء من المنظومة العربية.

جوبا «2» والانتخابات المصرية

عربيا... كانت هناك نية لاستضافة مؤتمر «جوبا 2» في المنامة الشهر الماضي، لكنه وبسبب التطورات في الملف السوداني قد تأجل. كيف تقيمون الخطوات التي يسير عليها السودان واتجاهه نحو التقسيم؟

- السودان من ست سنوات اتخذ قراراته بنفسه في إقامة استفتاء بإقامة دولة موحدة أو تقسم وهذا قرار سوداني أصيل ونحن دعمنا السودان بعيد النظر وإعطاء الشعب قرار تقرير مصيره ونحن بلاشك مع وحدة السودان وندعو جميع الإخوة السودانيين في هذا الاتجاه. ولا نفرق الشعوب على أساس عرقي ونحن نأتي من بلد مثل البحرين فيه تعدد الأعراق فإننا لا نفرق على أساس عرقي. لهذا نحن دعينا الإخوة السودانيين لعقد مؤتمر في البحرين (جوبا 2) على أن تكون فيه مشاركة سياسية وأيضا مشاركة من القطاع الخاص.

لكن الموضوع لم يتقدم بالطريقة الصحيحة لذا ارتاينا أن نؤجل المؤتمر ولا نلغيه لنعطي فرصة للسودانيين للتفكير حتى بالنسبة لإعمار الجنوب هو موضوع مطروح بعد الاستفتاء وان قرر السودان الانفصال فان الجنوبيين سيكونون أيضا أشقاء مع البحرين.

كيف تقيمون الانتخابات المصرية الأخيرة؟

- مصر اهم بلد عربي وهو عمود الاستقرار في المنطقة العربية وما رأيناه حاليا هو الجزء الأول فهناك جزء ثان وهو موضوع وقرار مصري أصيل من الحكومة والشعب لكننا نتطلع ونأمل أن تأخذ هذه لانتخابات هذا البلد الى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية وهذا ما يتطلع إليه المواطن ورجل الشارع في مصر وخصوصا في جانب التنمية والحياة الأفضل. ويكفي ان مصر ركزت على الجانب الاقتصادي منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد فقد خرجت مدن مثل شرم الشيخ التي تحولت الى مقصد سياحي عالمي.

أما الوضع السياسي فإننا نرى أن الشعب المصري أدرى بأموره ونحن لا نتمنى لهذا البلد إلا الخير ولا ننسى أفضال هذا البلد الذي دائما يقف مع البحرين ويدعمها في مختلف القضايا.

تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك في المنامة كانت لافتة بشأن الملف الفلسطيني والمفاوضات مع إسرائيل... ما رأيكم في ذلك؟

- تحقيق السلام في الشرق الأوسط طريق متعدد العوامل وما يطرحه المصريون لا يخرج من إطار المبادرة العربية. وإسرائيل خالفت بعدم وقف الاستيطان ورسم الحدود الذي تطرحه مصر، وهو ما تطالب به للخروج من مأزق الاستيطان لأنها تعوق السلام. ومصر هي الصوت الأعلى في موضوع الحدود وهو طرح واقعي والبحرين تتفق في ذلك.