أحبطت الصراعات التي لم تحل بعد في أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق محاولات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لاعتماد صلاحيات جديدة الأسبوع الماضي ليعود زعماء العالم إلى بلادهم بخفي حنين بعد أول قمة تعقدها المنظمة منذ أكثر من عشر سنوات.
ولم تستطع المنظمة المكونة من 56 عضواً الاتفاق على «خطة عمل» جديدة للتعامل مع الصراعات بعد يومين من المحادثات التي استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح في عاصمة كازاخستان. واكتفت الدول بتوقيع إعلان أستانة التذكاري الذي جدد التزامها السابق بمبادئ الأمن في مجتمع ديمقراطي حر من فانكوفر إلى فلاديفوستوك.
وتوجه 38 من زعماء الدول إلى كازاخستان أول جمهورية سوفياتية سابقة ترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكان كثيرون قد غادروا بالفعل قبل أن تنتهي المحادثات المطولة تاركين مندوبين لتوصيل بعض الرسائل اللاذعة بشأن عدم إحراز تقدم.
وقالت الولايات المتحدة إن تبني إعلان له أهمية أكبر تعثر بسبب صراعات قديمة من بينها منطقة ترانسدنيستريا المتمردة في مولدوفا والمنطقتان المتمردتان في جورجيا والنزاع بين أرمينيا وأذربيجان على ناجورنو قرباخ.
وقال ممثل للوفد الأميركي في تصريحات ختامية «لم نستطع قبول أي خطة عمل في أول قمة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ 11 عاماً التي فشلت في التعامل بشكل مناسب مع أخطر التهديدات وأكثرها استمراراً بالنسبة لأمننا».
ويبرز الإخفاق في تمكين منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الشكوك بين كثيرين في أن التركيبة التي تجمع الديمقراطيات الغربية مع الجمهوريات السوفياتية السابقة لديها الصلاحيات أو مجرد الإرادة لمنع الصراعات وضمان الالتزام حتى بحقوق الإنسان الأساسية.
وقال الوفد التشيكي ملخصاً موقفه في بيان «كان يجب أن تحدد خطة العمل طريقة عملية لمواصلة استعادة الثقة بين الدول المشاركة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا». وأضاف «هذه الفرصة ضاعت. وكذلك المغزى من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
وقال ممثل للوفد الروسي «بات التوصل إلى حل وسط مستحيلاً بسبب النهج الصارم لبعض المشاركين تجاه عملية التفاوض».
وتعرضت روسيا لضغوط خلال القمة من جورجيا ومولدوفا لعدم سحبها قواتها من المناطق المتمردة الموالية لموسكو وهو التزام تعهد به الكرملين خلال قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الأخيرة التي عقدت في أسطنبول العام 1999.
وبعيداً عن الهدف المعلن بتضييق هوة الخلاف بين أذربيجان وأرمينيا بشأن منطقة ناجورنو قرباخ المنشقة قوبلت القمة بانتقادات حادة من الجانبين بعد عام شهد أسوأ مناوشات بين الجانبين منذ وقف إطلاق النار العام 1994.
العدد 3014 - الإثنين 06 ديسمبر 2010م الموافق 30 ذي الحجة 1431هـ