دشنت اللجنة العليا لحملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم بالتعاون مع جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، وجمعية المرسم الحسيني فعالياتها لموسم محرم للعام الهجري 1432 الجاري، وقال رئيس الجمعية البحرينية لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم إن مملكة البحرين تمكنت من حصد 18 ألف كيس من متبرعين بالدم عبر 40 حملة تم تنظيمها في المواسم الدينية المختلفة خلال الأحد عشر شهراً الماضية، فيما جمعت المملكة المغربية في فترة عام واحد 12 ألف كيس دم، على رغم أن عدد سكانها يفوق عدد سكان البحرين بأكثر من ثلاثين مرة. وأضاف أن حملات التبرع التي تقام في مختلف مناطق البحرين على مدار العام تساهم في سد ما بين 45 إلى 50 في المئة من احتياجات بنك الدم.

ونظمت اللجنة العليا للحملة أولى فعالياتها التي شملت تقديم خدمات طبية عامة في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول في مجمع البحرين التجاري، ووصل عدد المستفيدين فيها إلى أكثر من 220 زائراً، فيما اختتمت الحملة لتقديم الفعاليات الطبية التي شملت خدمات طبية وفحصاً طبياً بمجمع «ستي سنتر» مساء أمس الأول.

نتاج 40 حملة وبأكثر من 18 ألف كيس خلال 11 شهراً

الكاظم: البحرين في طليعة الدول في عدد المتبرعين بالدم بفضل عاشوراء

الوسط - أحمد الصفار

قال رئيس الجمعية البحرينية لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم لـ«الوسط» ان البحرين أصبحت في مقدمة الدول التي تعتمد على المتبرعين بالدم من مواطنيها، إذ حصدت البحرين من 40 حملة في المواسم الدينية المختلفة خلال الأحد عشر شهراً الماضية، 18 ألف كيس من متبرعين بالدم، فيما جمعت المملكة المغربية في فترة عام واحد 12 ألف كيس دم، على رغم أن عدد سكانها يفوق عدد سكان البحرين بأكثر من ثلاثين مرة.

وقال: تساهم حملات التبرع التي تقام في مختلف مناطق البحرين على مدار العام، في سد ما بين 45 إلى 50 في المئة من احتياجات بنك الدم، علماً أن الدم المتبرع به يعتبر من أجود الأنواع على اعتبار أن الغالبية العظمى من المتبرعين تبرعوا حباً في الإمام الحسين (ع)، هم من الفئات الملتزمة دينياً، لذلك فإن الأمراض المرتبطة بالكحول وغيرها من الممارسات تكاد تكون معدومة في فئات الدم المتبرع بها.

وقال أحد المتبرعين بالدم لـ «الوسط»: «انني أتبرع بالدم قربة الى الله تعالى وحباً للإمام الحسين (ع)، والسعادة تغمرني لأن الذين يستفيدون من الدم المتبرع به هم جميع فئات المجتمع البحريني ومن المقيمين، وبالتالي فإن دم المسلم يختلط مع المسيحي، ودم السني يتمازج مع الشيعي، ودم البحريني يسري في عروق جميع من يعيش على أرض البحرين، والغني يتلقى الدم من الفقير، وذلك تجسيداً لصورة اجتماعية تعبر عن أصالة هذا الشعب وطيبته، على رغم تباين أفراده وتوجهاتهم الدينية والفكرية والأيديولوجية».

ويعد موسم عاشوراء من أكثر المواسم التي تشهد حملات تبرع بالدم في البحرين، فمنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري جمعت الحملات 500 كيس، إذ حصدت حملة مأتم البدع الحادية عشرة 181 كيساً، وحملة الإمام الحسين (ع) في مجمع البحرين التجاري (جيان) 220 كيساً، بالإضافة لحملة الغدير الثانية101 كيس.

حملتان للرجال والنساء في ثامن وتاسع محرم

وخلال الأيام المقبلة سيتضاعف هذا العدد من إقامة حملات أخرى للتبرع بالدم، ومن بينها حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم، إذ أفاد رئيس الحملة أحمد السكري أنه «سيكون هناك حفل لتدشين انطلاق الحملة في يوم الثامن من محرم تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، سنجدد فيه التأكيد على ثوابتنا التي تدعونا لمثل هذا العمل».

وأضاف «في السنوات الأربع الأخيرة حرصنا على إقامة فعاليات مصاحبة، ففي العام الماضي وبعد أن حصدت الحملة رصيداً شعبياً، حرصنا على أن نوظفه لخدمة الإنسان في هذا البلد، فقمنا بإطلاق مشروع (نحو جيل بلا سكلر)، وفي هذا العام أدخلنا شريكين لنا هما جمعية البحرين لمرضى السكلر، والشريك الاستراتيجي وزارة الصحة، لترطيب العلاقة بين الجانبين اللذين يجمعهما هدف واحد وهو العناية بالمرضى».

وتابع السكري «خصصنا مساحة في كل مطبوعاتنا من أجل رفع التوعية تجاه المرض، كما حرصنا على أن تكون أسئلة المسابقة التي نقيمها متمحورة في هذا المرض، نظراً لتزايد ضحايا السكلر في كل عام، ولدينا مشروع سنطلقه بعد عاشوراء يتمثل في إعلانات سنضعها في الشوارع، تهدف لإيضاح مسئولية الجميع تجاه المرض سواءً الحكومة أو التجار أو الأعيان أو الأفراد أو المؤسسات غير الحكومية».

1000 متبرع بالدم في حملة الحسين العام الماضي

وعلى الصعيد ذاته، قال رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام في حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم سيدحسين الموسوي: «بدأنا اجتماعاتنا التحضيرية منذ نحو شهر، وقمنا بتوزيع اللجان وبدأنا العد التنازلي وكل الأمور جاهزة، ومن المؤمل تدشين الحملة في يوم الثامن (ليلة التاسع) من محرم للنساء من الثالثة عصراً إلى العاشرة مساءً تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية، ويوم التاسع (ليلة العاشر) للرجال من الواحدة ظهراً إلى الحادية عشرة مساءً تحت رعاية وزير الصحة فيصل الحمر». وذكر الموسوي أن «الحملة في العام الماضي جمعت ما يفوق 1000 كيس من الدم، من بينها 869 للرجال و140 للنساء، ونتوقع أن يفوق عدد المتبرعين هذا العدد في موسم عاشوراء لهذا العام».

ولفت إلى أن اللجنة المنظمة للحملة «التقت القائمين على عدد من الكنائس في البحرين، والذين أبدوا استعدادهم للحضور والمشاركة، كما زرنا بعض السفراء العرب والأجانب، فأكدوا عزمهم على المشاركة».

وواصل بقوله «البحرين هي البلد الوحيد الذي لا يستورد الدم، لأنها تعتمد على الحملات التي تنظمها الجمعيات الأهلية والمآتم الحسينية». وأوضح الموسوي أنه «في كل عام نطلق شعاراً معيناً، وشعار هذا العام سيكون (الحسين مُلهم الإنسانية)، على اعتبار أن الدم واحد على اختلاف مذهب المتبرع، وخصوصاً أن الحملة تجمع جميع مكونات المجتمع، فالحسين للجميع وليس لطائفة معينة، ووزارة الصحة تعطي الدم المتبرع به للمرضى على تباين جنسهم ومذهبهم وانتمائهم وهذا ما نسعى إليه».

ودعا في ختام تصريحه الجميع للمشاركة في هذه الحملة من الرجال والنساء، من أجل إنجاح هذا الحدث الإنساني الذي يجمع كل الناس على حب الإمام الحسين (ع)