رأى محللون ومسئولون في قطاع الطيران، أن منطقة الخليج تهيئ نفسها لكي تكون سوقاً ضخمة لصناعة الطيران في العالم، يساعدها في ذلك موقعها المتوسط بين الشرق والغرب، في وقت تعاني منه العديد من شركات الطيران في العالم من خسائر؛ الأمر الذي دفعها إلى شن حرب غير معلنة على الناقلات الوطنية في دول الخليج باعتبارها منافساً شرساً يجب محاربته.
وذكروا، أن الحرب تتركز على ناقلتين هما «طيران الإمارات» المملوكة إلى حكومة دبي وجارتها «طيران الاتحاد»، والتي مقرها في أبوظبي وتعد الناقل الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. أما الشركة الثالثة فهي الخطوط الجوية القطرية التي تنمو بسرعة مثلها مثل زميلاتها في دولة الإمارات. كما أن الشركات في الدول الأخرى تسير في الاتجاه نفسه ولكن بوتيرة أقل.
يأتي ذلك، في وقت تستعد فيه البحرين لاستضافة المعرض العالمي للطيران، وهو المعرض الثاني والذي يقام مرة كل عامين، وتحضره أكثر من 40 شركة من 30 دولة، من ضمنها الشركات العالمية الرئيسية المصنعة للطائرات.
فقد أوضح تقرير صدر حديثاً أن نمو قوة «طيران الإمارات» «يقلق» أوروبا، وأن العديد من شركات الطيران الغربية العريقة مثل «آير فرانس» و»لوفتهانزا» و»آير كندا» تعارض منح «طيران الإمارات» حقوق الهبوط في المزيد من مطارات الدول الأوروبية وأميركا الشمالية. وذكر التقرير الذي صدر عن «لوموند» أن «القوة المتنامية لـ «طيران الإمارات» تثير مخاوف أوروبا.
ونسب التقرير إلى رئيس شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، وولفجانغ ميرهوبر، القول: «البعض يتهم القطاع الخاص بدولة الإمارات، كونه الناقل الوطني لدولة منتجة للنفط، من الحصول على الوقود بأسعار مخفضة، والتي تمثل نحو ثلث تكاليف الخطوط الجوية. كما أن آخرين يتحدثون عن الإعانات الخفية والمنافسة غير المشروعة».
وأضاف «آير فرانس ولوفتهانزا وآير كندا تعارض إعطاء الإمارات منافذ هبوط جديدة في المطارات الأوروبية أو أميركا الشمالية. لكن السلطات المسئولة تحجم عن عدم تفضيل زبون كبير في صناعة الطيران.
أما رئيس شركة آي آيه دي إس ، وهي الشركة الأوروبية للدفاع الجوي والفضاء، لويس غالوا، فأفاد بأنه «يحب جميع زبائنه على قدم المساواة». وكان يرد على الانتقادات التي وجهت إليه بأنه يفضل «طيران الإمارات» على بقية منافسيها في أوروبا.
وذكر التقرير، أن موقع المنطقة المتوسط بين أوروبا ودول الشرق الأقصى يجعلها تتميز بمنافسة شديدة خلافاً لشركات الطيران العالمية الأخرى، وكذلك سنغافورة. وشرح التقرير أن «المنطقة تقع في منتصف الطريق بين الغرب والشرق، ونقطة توقف بين أسواق أوروبا وأسيا».
كما أن مطار دبي، الذي تقوم بتشغيله اتحاد النقل الجوي الوطني (دناتا)، يخدم 126 طائرة. و»داناتا» هي شركة شقيقة لـ «طيران الإمارات»، وقامت بتحويل مطار دبي إلى مركز ضخم للسوق الحرة، وأصبح المطار ثالث أكبر المطارات في العالم ينافس مطار هيثرو في لندن ومطار هونغ كونغ الدولي، وأن مطار دبي أكبر من مطار شارل ديغول بالعاصمة الفرنسية (باريس) من حيث عدد المسافرين الدوليين الذين يستخدمونه.
وبالإضافة إلى «طيران الإمارات»، فإن كلاً من أبوظبي وقطر ليست بعيدة عن الركب؛ إذ إن كلتاهما تقومان بتوسيع شركتي الطيران والمطارات فيها بسرعة. وتعد الخطوط الجوية القطرية الزبون الأول لطراز A350 آيرباص، ووضعت طلبات لشراء لنحو 80 طائرة. وستكون هذه الشركات الدولية الثلاث قادرة على نقل أكثر من 180 مليون مسافر في غضون ثماني سنوات.
لكن منتقدين أفادوا، أن شركات الطيران الخليجية تدفع أجوراً منخفضة لموظفيها، وكذلك الأجور المتدنية التي تدفع إلى الملايين من العاملين، ومعظمهم من الهند وباكستان، لبناء مطارات ضخمة.
وقد بيَّن تقرير صدر عن Aviation Business أن دول الشرق الأوسط احتلت المرتبة الثانية من حيث النمو في الرحلات الجوية، في وقت سعت فيه العديد من دول الخليج العربية مثل دبي وأبوظبي والبحرين وقطر العمل كمركز رئيسي للرحلات الجوية المتوجهة من الدول الأوروبية إلى دول الشرق الأقصى وبالعكس.
وأفاد «في ظل الاستثمارات الضخمة لشركات الطيران في هذه الدول، فإن المنطقة حققت نمواً هذا العام بلغ 17,6 في المئة، وأن هذا النمو يتوقع أن يستمر لفترة طويلة، في وقت تسعى فيه 3 شركات رئيسية هي طيران الإمارات المملوكة إلى دبي، وطيران الاتحاد المملوكة إلى أبوظبي، والخطوط الجوية القطرية، إلى زيادة أساطيلها توقعاً لنمو كبير في حركة السفر إلى المنطقة».
ونسب التقرير إلى اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) أن خسائر صناعة الطيران بلغت نحو 10 مليارات دولار في العام 2009، لكن الأمور تحسنت بشكل كبير خلال العام الجاري، ويتوقع أن تصل الأرباح إلى 2.5 مليار دولار في نهاية 2010. أما في العام 2011 فيتوقع أن يستمر النمو، وخاصة مع تعافي الأسواق العالمية من الأزمة المالية.
وأضاف «في أقل من عقد من الزمن، يمكن أن تصبح «الإمارات» أكبر شركة طيران في العالم وستضم أسطولاً مكوناً من أكثر من 400 طائرة، بما في ذلك نحو 100 طائرة آيرباص A380 سوبر جمبو. وتعد الخطوط الجوية بالفعل أكبر زبون لطائرات B777 وكذلك طائرات A380. ومن المتوقع بحلول العام 2020، أن تقوم الإمارات بنقل نحو 80 مليون راكب سنوياً.
وبيَّن التقرير، أنه في وقت كانت فيه معظم شركات الطيران في جميع أنحاء العالم تحقق خسائر فادحة، حققت «طيران الإمارات» أرباحاً بلغت مليار دولار، مدفوعة بانخفاض تكاليف الوقود وارتفاع كفاءة التشغيل، وهذا جعل بعض شركات الطيران الدولية، التي هي أكثر رسوخاً في السوق، عصبية نتيجة دخول شركة الطيران ومقرها دبي القطاع الدولي للمسافات الطويلة.
من ناحية أخرى تساءل تقرير لوموند «أي شركة طيران تستطيع طلب 62 طائرة جامبو في شهرين، كلفتها تبلغ 20 مليار دولار؟» وأجاب «دولة خليجية صغيرة يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. إنها الإمارات الناقل الوطني في دبي التي قامت بالتسوق في معرض برلين الجوي في شهر يونيو/حزيران واشترت 32 طائرة A380، وهي احدث طراز من طائرات آيرباص، لتصبح أكبر زبون. كما قامت في معرض فارنبورو الجوي في يوليو/تموز بطلب 30 طائرة بوينغ 777 - 300ER».
غير أن تقرير «لوموند» تحدث عن الخوف من حدوث فقاعة جديدة كما فعلت الفقاعة السابقة بصناعة الإنشاءات في العام 2009، عندما أرغمت دبي على طلب المساندة من جارتها الغنية، إمارة أبوظبي، للحصول على 10 مليارات دولار. وقد قامت دبي ببناء عشرات الفلل والأسواق التجارية التي ظلت خالية من دون قاطنين.
وتساء التقرير: «هل صناعة النقل الجوي في منطقة الخليج، التي ترزح تحت ديون ثقيلة، ستكون الضحية التالية نتيجة للطاقة الزائدة؟».
وتعمل 9 شركات طيران في دول الخليج الست، التي يبلغ عدد سكانها نحو 32 مليون نسمة؛ إذ توجد 3 شركات في الإمارات، وشركتان في البحرين، وشركة واحدة في كل من سلطنة عُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والكويت، بالإضافة إلى العديد من الشركات التي تقدم خدمات الطائرات الخاصة للأثرياء وأصحاب الأعمال.
العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ
...
انا امبي طائرة مثل المركبة الصغيرة اللي في عدنان ولينا اللي صارت عند قبطان اللي شنبه طويل . لو تستوي جذي حليوة نوعا ما . ع ف ر .