العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ

خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي يحدق بالأطفال وسط نضوب التمويل في باكستان

تُسمع أصوات المطارق في جميع أنحاء المناطق المتضررة من الفيضانات في إقليم خيبر بختون خوا بشمال غرب باكستان. فالجميع يحاولون إصلاح منازلهم كرحمن أحمد الذي يحاول توصيل أجزاء من القماش ببعض قطع الخشب لتغطية ثغرات كبيرة في سقف منزله المكون من ثلاث غرف والواقع في قرية خارج بلدة تشارسادا.

وأخبر أحمد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: «المشكلة هي أنني لا أملك المال لشراء المواد المناسبة، ولكن يتحتم علينا منع البرد من الدخول بطريقة أو بأخرى».

ويعاني أطفال أحمد الثلاثة من السعال والحمى، وهو يخشى أن تتدهور حالتهم الصحية، حيث قال: «يقول الأطباء إنهم بحاجة إلى الدفء، ولكن كيف يمكننا توفير ذلك إذا لم يتم إصلاح منزلنا إلا جزئياً فقط بعد الفيضانات؟».

وقد انخفضت درجات الحرارة الدنيا في تشارسادا خلال الأسبوع الماضي إلى نحو خمس درجات مئوية، في الوقت الذي تفاقم فيه الرياح التي تهب ليلاً الإحساس بالبرودة. أما في منطقة سوات، فقد انخفضت درجات الحرارة بالفعل إلى ما دون الصفر. وقالت سايرة بيبي، من كابال تهسيل، وهي منطقة إدارية تقع في وادي سوات: «لقد تمكنا من بناء غرفة واحدة فقط في منزلنا، ولكن على الرجال النوم في الشرفة المحاذية لها. يعتبر العيش بهذه الطريقة غير مريح على الإطلاق بالنسبة لأسرة مكونة من 12 فرداً».


الأطفال معرضون للخطر

وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في جنوب آسيا، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) سارة كرو، إن «الشتاء سيجلب معه تهديدات جديدة للأطفال وأسرهم، فمن المحتمل أن تتقطع سبل الوصول إلى بعض المناطق وسيزيد البرد من حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة ويفاقم أثر معدلات سوء التغذية العالية، وهما أهم سببين لوفيات الأطفال... وقد بدأنا في محاولة لتلبية تلك الاحتياجات المتغيرة عن طريق توزيع الملابس الشتوية للأطفال، ولكن نقص الأموال يمنعنا من القيام بعملنا على نحو فعال».

وأضافت كرو أن «هناك شعوراً حقيقياً بأن العالم قد نسي الأطفال في باكستان. فالأموال التي كانت تصل ببطء شديد قد توقفت تقريباً الآن. هذا يحدث كثيراً عند حدوث الفيضانات، لأن هناك شعوراً بأنه بمجرد انحسار المياه، سيعود الناس إلى حياتهم الطبيعية مرة أخرى. (ولكن) هذا ليس هو الحال الآن، فحالة الطوارئ هذه لم تنتهِ بعد بالنسبة للأطفال هنا، بل بدأت للتوّ».

ويوافقها الرأي الأطباء على الأرض، حيث قال خاور خان، الذي يعمل كممارس عام في عيادة خاصة وصغيرة في تشارسادا: «لدينا المزيد والمزيد من الناس، لاسيما ضحايا الفيضانات، الذين يفتقرون إلى المأوى المناسب، ويأتون إلينا مصابين بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي وأمراض أخرى».


نقص الغذاء

من جهتها، المسئولة الإعلامية بمنظمة الصحة العالمية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قالت غول أفريدي: «نحن نستخدم الأموال المتبقية من مراكز علاج الإسهال على أساس كل حالة على حدة لدعم وحدات خاصة في المستشفيات لتوفير الرعاية الجيدة لمدة 24 ساعة يومياً، لاسيما للأطفال الذين يعانون من أعراض الالتهاب الرئوي. يتم توفير المدافئ والبخاخات والأوكسجين وفقاً لتقييم الاحتياجات. كما يتم توفير أدوية لعلاج الالتهاب الرئوي مقدماً تكفي لمدة ستة أشهر في المناطق التي قد تغطى بالثلوج».

وفي بيان صدر يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حذرت منظمة إنقاذ الطفولة بالمملكة المتحدة من أن الأطفال في المناطق التي ضربتها الفيضانات معرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي مع بداية فصل الشتاء. وقال محمد قازيلباش، المتحدث باسم المنظمة: «على الرغم من أن العديد من الأسر النازحة قد عادت الآن إلى قراها، إلا أنها مازالت تعيش في الخيام والمساكن المؤقتة. تأوي الخيمة الصغيرة بين ستة إلى ثمانية أشخاص، ولكن من الواضح أنها غير مجدية في الوقاية من البرد القارس. وهناك أيضاً نقص في الغذاء، ما يعني أن الأطفال يعانون من الجوع، وهو ما يزيد فرصة تعرضهم للالتهاب الرئوي وأمراض أخرى».

وفي الوقت نفسه، يواصل ضحايا الفيضانات اتخاذ تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة، حيث قالت سايرة بيبي، إحدى الناجيات من الفيضانات في كابال، وهي بلدة في منطقة وادي سوات: «أقضي وأخوات زوجي ساعات في محاولة جمع ما يكفي من الحطب لتدفئة الأطفال. وأحياناً نجلس طوال الليل ندلك أجساد أصغر الأطفال لتدفئتهم. وحقيقة أننا خسرنا كل ما نملك من الملابس الدافئة والأسرّة في الفيضانات ما يجعل الأمور أكثر صعوبة».

العدد 3031 - الخميس 23 ديسمبر 2010م الموافق 17 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً