يستعد عضو هيئة التدريس في قسم علوم الحياة بكلية العلوم في جامعة البحرين عبدالأمير الليث، حالياً لإعادة دراسة سبق وأن قام بها قبل حوالي أربع سنوات عن تقبل البحرينيين للأغذية المعدلة وراثياً، وذلك «لقياس عامل التأثير الزمني على التغيرات في ظاهرة هذا النوع من الأغذية وإقبال الناس عليها» كما قال.

وأوضح الليث أنه قد أجرى الدراسة الأولى بين العامين 2006 - 2007، وخلصت إلى أن «استجابة البحرينيين للأغذية المعدَّلة وراثياً تشير إلى اعتقاد نسبة كبيرة منهم بتأثيرها السلبي على صحة الإنسان والبيئة، مما يؤثر بنسبة كبيرة على مدى إقبالهم على شراء واستهلاك هذه الأغذية».

وقال الليث: «يقف عامل الدين في مقدمة العوامل التي تتحكم في مدى استجابة البحرينيين للأغذية المعدلة وراثياً»، حيث أشارت نتائج الدراسة التي أجراها إلى أن «نسبة كبيرة منهم يرجعون لأحكام الدين قبل اتخاذ قرار شراء سلع تحوي مواد معدلة وراثياً».

كما ذكر الباحث «أن نتائج الدراسة كشفت أن نسبة كبيرة من البحرينيين ذوو معرفة محدودة بماهية الأغذية المعدلة وراثياً، مما يؤثر على إقبالهم عليها». موضحاً أن الأغذية المعدلة وراثياً «هي عبارة عن نباتات أو حيوانات تمت إضافة جينات وراثية عليها أثناء عمليات إكثارها، وذلك إما بهدف تحسين جودة المنتج، أو زيادة كمية الإنتاج».

ولفت الليث إلى «أن غالبية من أجريت عليهم الدراسة يرفضون رفضاً تاماً استخدام التعديلات الوراثية لإنتاج أعضاء بشرية، كما أن الدراسة أظهرت وجود قابلية أكثر لدى الإناث لشراء واستهلاك الأغذية المعدلة وراثياً».

وقال الليث «تهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى استجابة البحرينيين للأغذية المعدلة وراثياً والعوامل المؤثرة عليها؛ بغرض نشر الوعي بينهم حول هذه الأغذية، وتحذيرهم بالأضرار التي يمكن أن تسببها للإنسان والبيئة»، كما لفت إلى أن الدراسة «ستسهم في تعزيز التوجه نحو إصدار قوانين تنظم استهلاك الأغذية المعدلة وراثياً في البحرين بما يناسب صحة الإنسان، بالإضافة إلى دعم البحوث الغذائية في مجالات أخرى».

وأشار الباحث إلى أن الدراسة «طبقت على 788 مستجيباً، 396 منهم من طلبة الجامعة، و392 من العموم». مضيفا أنها «تأتي ضمن سلسلة اهتمامات بحثية يقوم بها حول سلامة الأغذية وعلاقة الإنسان بها».