أمام أعداد كبيرة من الجماهير التي ملأت قاعة مسرح قطر الوطني، قدمت فرقة مسرح الريف مسرحية «المجهول» التي تمثل مملكة البحرين في مهرجان المسرح الخليجي الحادي عشر للفرق المسرحية الأهلية بدول مجلس التعاون الخليجي، وهو الاحتفال الذي يأتي تتويجاً لاحتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.
ويأتي العرض البحريني الثاني من بين 6 عروض مسرحية خليجية تتنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح الخليجي للفرق الأهلية الذي تم تغيير موعده ليصبح أحد فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.
حضر العرض كل من وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد عبدالعزيز الكواري ومدير المهرجان فالح الهاجري ورئيس الوفد البحريني عبدالقادر عقيل، بالإضافة إلى رؤساء الوفود الخليجية وعدد كبير من حضور المهرجان.
وأثار العرض البحريني الذي يمثل عملاً تجريدياً تجريبياً يمتلئ بكثير من الرمزية وبقدر لا بأس به من العبثية، ردود فعل متفاوتة بين النقاد والجمهور على حد سواء. العمل الذي اتخذ طابعاً فلسفياً في مناقشته لفكرة المجهول، والخوف منه، وانتظار ما قد يأتي به، حصل طاقمه على إشادات كثيرة من قبل حضور الندوة التطبيقية التي تلت العرض، وتحدث فيها الفنان المسرحي العماني طالب البلوشي وتمت بحضور مخرج العمل حسين العصفور ومساعده جاسم محمد منصور وقد أدارها المسرحي القطري محمد أبوجسوم. الحضور أكدوا أن العمل يمثل تجربة جيدة وجهد كبير لشباب واعد في منطقة الخليج.
الفنان المسرحي طالب البلوشي أثنى على العمل وقال إن المسرحية تحمل الكثير من التأويلات وأن فضاء المسرح تكوم كله في طاولة تقول الكثير من الصور في حياتنا كما أنها تعني التفكير وتقرر مصير حياتنا.
وأشاد البلوشي بالموسيقى المصاحبة للعرض المسرحي والتي وضعها حسن المحاري خصيصاً للعمل المسرحي، مؤكداً أن الهدف من استعمال الفواصل والهوامش الموسيقية هو تنشيط ذرات التفكير وخاصة في ظل الديكور الذي تم اختياره والذي تحتله من خلاله الطاولة والتي تحيل على النفس.
الانتقاد الذي وجهه البلوشي للنص كان في نزوعه نحو السوداوية التي وجد أن لا مبرر لها وخاصة أن المخرج ينتمي الى جيل الشباب.
بعض حضور الندوة انتقدوا اختيار اللغة العربية «الفصحي» لتقدم العرض المسرحي لعدم وضعها في السياق الدارمي الذي يخدم العرض، كما انتقدوا مسألة النزوع نحو التجريب والإغراق فيه، وكذلك اللجوء الى العبث في العمل المسرحي وهو ما أدى لأن تحمل المسرحية صبغة سوداوية.
لكن مخرج العمل لم يتفق مع الرأي بسودواية عمله مشيرا إلى أن العرض يحمل كثيرا من الأمل، مدافعا عن عمله الذي يصفه تجريدياً يفيض بالرمزية معترفا بوجود لحظات عبثية داخل النص المسرحي رافضاً أن يوسم عمله بالعبث!
المسرحية من سينوغرافيا وإخراج حسين العصفور وبطولة عبدالحسين مرهون وحسن العصفور وابتسام القاضي وهديل كمال الدين وإبرهيم البيراوي، وضع موسيقاها حسن المحاري، أما إدارة الإنتاج فقد تولاها جاسم العالي.
انطلقت مساء الأربعاء 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري المسابقة الرسمية التي تأتي ضمن مهرجان الفرق المسرحية الأهلية بدول مجلس التعاون الخليجي، وتستمر حتى 28 من الشهر نفسه.
وكان وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري قد افتتح المهرجان مساء الاحد 19 ديسمبر الجاري، وذلك ضمن احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.
وتم افتتاح المهرجان بحضور أمين عام وزارة الثقافة والفنون والتراث مبارك بن ناصر آل خليفة ومدير إدارة الثقافة والفنون ومدير المهرجان فالح العجلان الهاجري وممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، نائب الأمين المساعد لشئون قطاع الإنسان والبيئة خالد الغساني.
شهد اليوم الأول للمهرجان تدشيناً لورشة مسرحية بمقر فرقة قطر، وافتتاح عرض مسرحي قطري قدم تحت عنوان «هالشكل يا زعفران» وهو من تأليف عبدالرحمن المناعي ومن إخراج فالح فايز ومن بطولة علي سلطان وفاطمة الشروقي.
كذلك تم افتتاح معرض توثيقي للمسرح القطري يصاحب المهرجان ويقام بقاعة مسرح قطر الوطني. ويسرد المعرض تاريخ الحركة المسرحية القطرية من خلال مجموعة من الصور والبوسترات التي توثق الأعمال المسرحية القطرية منذ بداية الحركة المسرحية فيها حتى اليوم. ويشرف على تنظيم المعرض الفنان القطري عبدالله أحمد.
اليوم الأول لانطلاق المسابقة الرسمية للمهرجان شهد عرض المسرحية القطرية «مجاريح» التي تمت بمشاركة بحرينية تمثلت في الفنان عبدالله سويد والفنانة فوز الشرقاوي، وتتواصل العروض الخليجية المتنافسة في المهرجان حتى 27 ديسمبر إذ تقدم المملكة العربية السعودية مسرحية «البندقية»، كما ستقدم سلطنة عمان مسرحية «مواء القطة» ثم مسرحية «نتانيا» لدولة الكويت وأخيراً «سلوقي» لدولة الإمارات العربية المتحدة.
العدد 3032 - الجمعة 24 ديسمبر 2010م الموافق 18 محرم 1432هـ
