أصبحت تقنية المعلومات مرتكزاً أساسياً من مرتكزات التنمية كما أنها غدت قوة مؤثرة في مختلف المجالات سواء العلمية منها أو التجارية أو الاقتصادية. لذا فإن معظم الدول المتقدمة وكثيراً من الدول العربية اتجهت إلى تطبيق الأنظمة الحديثة في جميع مجالاتها ومؤسساتها.
وفي ظل التطور الاقتصادي والتقني الذي تشهده البحرين كان لزاماً أن يكون هناك تأثير للتقنية في جميع مجالاتها ومنها الانتخابات النيابية والبلدية التي شهدتها البلاد منذ العام 2002.
وكما هو معروف فإن للتقنية تأثيراً كبيراً في العملية الانتخابية شاملة بذلك عملية التصويت والفرز وغيرها. بالإضافة إلى استخدام التقنية في زيادة فاعلية العملية الانتخابية من حيث تنظيم العملية الانتخابية داخل مراكز الاقتراع وتسهم في تخفيض تكاليف العملية الانتخابية كتقليل الأيدي العاملة، وثمن الورق المستخدم، وتكاليف إدارة العملية ككل.
ويمكن استخدام تقنية المعلومات كأداة فعالة من أجل التواصل مع الناخبين فإنها تتيح للمرشحين استخدام مجموعة واسعة من التكنولوجيا المختلفة للتواصل بين المرشحين والناخبين. فبعد أن كان المرشح يعتمد اعتماداً كلياً على الأساليب التقليدية كالخيام واللوحات الإعلانية والمنشورات أصبح يستخدم التقنيات الحديثة لما لها من تأثير فعال على الناخبين. فالتقنية الحديثة تحمل ميزة المرونة والسهولة في اختيار المرشح.
ولأهمية هذا الموضوع قامت الطالبات في قسم نظم المعلومات بكلية التقنية بجامعة البحرين وهم: منى عماد، فردوس خميس، انتصار محمد ومروة الفيحاني، بإعداد مشروع التخرج بعنوان « أثر تقنية المعلومات في تعزيز الانتخابات في مملكة البحرين» وهو بإشراف الأستاذ المساعد بجامعة البحرين جفلة العماري، ويهدف البحث إلى:
دراسة واقع الانتخابات الحالي في مملكة البحرين من حيث التقنيات التقليدية والحديثة المستخدمة في العملية الانتخابية مبرزاً السلبيات والإيجابيات المترتبة على استخدام تلك التقنيات.
إعداد دراسة مقارنة بين الحملات الانتخابية التي استخدمت التقنية التقليدية وتلك التي اعتمدت على التقنيات الحديثة.
وقد قامت الطالبات بتوزيع الاستبانة على 300 ناخب و100 مرشح من جميع المحافظات والدوائر الانتخابية. وكانت الاستجابة 230 ناخباً و70 مرشحاً وهذه تعد نتيجة طيبة ومشجعة لأن العملية الانتخابية بدأت في فترة وجيزة وكان المجهود الذي بذل من قبل الطالبات مضنياً وشاقاً ويستحق التقدير والثناء.
ولقد بينت نتائج البحث أن أكثر المرشحين كانوا من الرجال نحو (88 في المئة) أما بالنسبة للناخبين فلقد تقارب عدد الذين شاركوا في البحث من الرجال والنساء تقريباً (50 في المئة و48.8 في المئة). كما كانت نتائج البحث تشير إلى تقارب آراء الناخبين والمرشحين بالنسبة لأسلوب الانتخابات المفضل لديهم، حيث كانت النتيجة (45 في المئة) يفضل التصويت الإلكتروني، و(45 في المئة) يفضل التصويت عبر مراكز الاقتراع.
أما عندما سئل المشاركون عن رأيهم في إيجابيات التصويت الإلكتروني اتفق الأغلبية على أنها توفر الجهد والوقت (64 في المئة)، وتخفف من الازدحام أمام مراكز الاقتراع (62 في المئة)، وتقلل من التزوير في الانتخابات (20 في المئة) هذا بالإضافة إلى التصويت الإلكتروني ينفرد بالدقة والإتقان (18 في المئة).
كما بينت نتائج البحث أن أكثر التقنيات التي استخدمها المرشحون في الدورة الأولى والثانية كانت الخيام واللافتات التقليدية (88.7 في المئة و92.3 في المئة) تبعتها المنشورات التقليدية (64.4 في المئة). أما التقنيات الحديثة التي استخدمت بكثرة في الدورات السابقة فكانت الرسائل النصية (69.2 في المئة). أما بالنسبة للموسم الانتخابي الحالي 2010 فبجانب سيطرة بعض التقنيات التقليدية كالخيام والملصقات والمنشورات إلا أن حضور التقنيات الحديثة كالرسائل النصية (77.5 في المئة)، البريد الإلكتروني (60 في المئة)، والمواقع الإلكترونية (48 في المئة)، والشبكات الاجتماعيةFacebook 62 في المئة كان بارزاً.
الجوانب الإيجابية: أما بالنسبة لأهم إيجابيات استخدام التقنيات التقليدية كانت معرفة المرشح عن قرب (75 في المئة) وإمكانية إخبار المرشح بطلبات الناخبين بصورة مباشرة (50 في المئة).
الجوانب السلبية: كانت صعوبة تجديد معلومات المرشحين باستمرار (46 في المئة) وبطء التواصل مع المرشح (35 في المئة).
الجوانب الإيجابية: أهم إيجابيات استخدام التقنيات الحديثة كانت توفير الوقت والجهد في معرفة المرشح عن قرب (58 في المئة) والحصول على معلومات أكثر وأدق ومتجددة دائماً عن المرشحين (57 في المئة) وإبداء آراء وأفكار الناخبين بدون قيود (52 في المئة).
الجوانب السلبية: أهم سلبيات استخدام هذه التقنيات كانت احتواء بعض المواقع على ألفاظ بذيئة تسيء إلى المرشحين ومحاولة تشويه سمعتهم (50 في المئة) ومضايقة الناخبين للمرشح بالرسائل النصية في أوقات غير مناسبة (44 في المئة).
كما أثبتت دراسة المقارنة أهمية استخدام تقنية المعلومات في تسهيل الوصول إلى المرشحين وتعزيز العلاقة مع الناخبين. إلا إنها لم تثبت أن استخدام تقنية المعلومات يمكن أن تحقق الفوز في الانتخابات.
العدد 3032 - الجمعة 24 ديسمبر 2010م الموافق 18 محرم 1432هـ