أكد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيظ من بغداد التي وصل إليها أمس (الأحد) والتقى عدداً من المسئولين العراقيين على رأسهم رئيس الوزراء، نوري المالكي ووزير الخارجية، هوشيار زيباري، أن مصر ستشارك مشاركة فعالة في القمة العربية المزمع عقدها في بغداد في مارس/ آذار المقبل، معلناً سعي بلاده لافتتاح قنصليات جديدة لها في العراق.

وقال أبو الغيظ، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري على هامش الزيارة، إن «بلاده قررت زيادة فاعلية السفارة المصرية في بغداد وقنصليتها في محافظة البصرة»، مبيناً أن «الحكومة المصرية بصدد افتتاح قنصليات جديدة لها في العراق، وخصوصاً في مدينة أربيل». وأكد أبو الغيط أن «بلاده قررت المشاركة بفاعلية في القمة العربية المقرر عقدها في بغداد في شهر مارس المقبل»، لافتاً إلى أن «العراق موجود في الدول العربية بأحسن تمثيل وهو أمر مستمر ودائم». وأشار أبو الغيظ إلى أن «لقاءاته مع المسئولين العراقيين بحثت ملفات شرق أوسطية مهمة منها عملية السلام والتسوية والرؤية المصرية في هذا المجال والشأن السوداني ومسألة لبنان وكيفية تأمين الاستقرار له».

ووعد أبو الغيط، وهو المسئول العربي الأول الذي يزور بغداد بعد تشكيل الحكومة الجديدة بوضع جميع إمكانات وخبرات بلاده لدعم العراق.

وقال «زيارتنا للتعبير عن أواصر الأخوة ومؤازرة الشعب العراقي لتجاوز الفترة الماضية بكل ما كان بها من مآس».

وأضاف «سنقدم كل خبراتنا وإمكاناتنا للشعب العراقي، وسنزيد فعاليتنا في العراق». وتابع «سنمضي بدعم العراق وهو موقف مصري تقليدي على مدى عقود».

وأشار أبو الغيط إلى أن «مصر متمسكة بدعم العراق، وتأمل أن تشهد الفترة المقبلة تطوراً أكثر بهذا الشأن، لتأمين أكبر قدر في حرية الحركة الدبلوماسية العراقية».

لافتاً إلى أن «موضوع الديون المصرية على العراق تم بحثها مرات كثيرة بين الجانبين وكان هناك لجنة عراقية حضرت إلى القاهرة منذ أشهر لبحث الموضوع». وأوضح أبو الغيط أن «الديون لها أربع جوانب وهي ديون الأفراد والشركات والحكومة المصرية وبعض الديون العسكرية»، مبيناً أن «رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي أشار إلى نية مؤكدة للتوصل إلى تسوية عاجلة في هذا الملف»، مؤكداً أن «المستقبل القريب يحمل تطوراً إيجابياً بهذا الشأن». يذكر أن العلاقات العراقية المصرية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الفترة السابقة، من خلال تبادل زيارات المسئولين بين البلدين، حيث زار المالكي القاهرة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتقى الرئيس المصري، حسني مبارك وعدداً من كبار المسئولين لبحث تطوير العلاقات بين بغداد والقاهرة.

بدوره، قال زيباري، إن زيارة أبو الغيط إلى بغداد «تركت أثراً إيجابياً لدى الحكومة والمسئولين في الدولة».

وأكد أن «العلاقات العراقية المصرية تشهد قفزة نوعية وتطوراً في جميع المجالات من حيث التمثيل الدبلوماسي والسياسي والتجاري»، مشيراً إلى أن «مصر سوف تفتح مكاتب تجارية لعدد الوزارات المهمة في بغداد».

وأكد زيباري أن لجنة وزارية يطلق عليها اسم التعاون والحوار الاستراتيجي يرأسها مع نظيره المصري ستعقد اجتماعاً قريباً في بغداد.

وقال «لدينا قضايا ومشاريع مشتركة سنقوم بتفعيلها، و خصوصاً في مجال الاستثمار والتجارة والطاقة والكهرباء والإسكان».

وأضاف أن «عدداً من الوفود المصرية زارت العراق وهناك فرص جيدة لتساهم في مسألة إعادة بناء البلد».