اتجهت إسرائيل إلى دول البلقان مع تدهور علاقاتها المميزة مع تركيا التي بقيت لفترة طويلة حليفتها الاستراتيجية الوحيدة في المنطقة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، يغال بالمور لوكالة «فرانس برس»، «هناك تحسن مدهش وثابت في علاقاتنا مع اليونان وقبرص وبلغاريا ورومانيا وغيرها التي تعزز تعاوننا معها على كل المستويات».
إلا أن بالمور أكد أن «هذا التحسن يشكل تطوراً طبيعياً يثير ارتياحنا وليس إجراءً بديلاً موجهاً ضد اي بلد آخر».
وتدهورت العلاقات بين إسرائيل وتركيا اللتين كانتا بلدين حليفين في الماضي، منذ مقتل تسعة أتراك برصاص وحدة إسرائيلية خاصة هاجمت سفينة تركية كانت تنقل مساعدات إنسانية مرسلة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
ويرتبط البلدان منذ 1996 باتفاقات مهمة في قطاعي الدفاع والتكنولوجيا المتطورة. وقد قامتا بدعم من واشنطن، بمناورات عسكرية جوية وبحرية مشتركة.
وفي مؤشر على الثقة المتبادلة بينهما، جرت مفاوضات سلام سورية إسرائيلية غير مباشرة بوساطة من أنقرة، توقفت بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة شتاء 2008-2009.
وشجع الرئيس الأميركي، باراك أوباما مؤخراً إسرائيل وتركيا «الحليفتان الأساسيتان للولايات المتحدة» على أن «تفعلا ما بإمكانهما لإعادة العلاقات بينهما» إلى سالف عهدها. وقد بدأت محادثات ثنائية في هذا الاتجاه مطلع الشهر في جنيف.
لكن، رداً على سؤال بشأن توجه أنقرة إلى الدول العربية، وخصوصاً إيران العدوة اللدودة لإسرائيل، اعترف مسئول إسرائيلي في جلسة خاصة أن «العلاقات مع تركيا لن تعود إلى سابق عهدها أبداً».
وأوضح نتيجة اقتصادية لذلك ظهرت في قطاع السياحة نحو 300 ألف سائح إسرائيلي كانوا يتوجهون إلى تركيا سنوياً لم يعودوا إليها في 2010.
إلا أن القطيعة ليست كاملة.
فحجم المبادلات التجارية الثنائية ارتفع بنسبة ثلاثين في المئة في الأشهر الـ 11 الأخيرة بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2009.
وقد بلغت الواردات الإسرائيلية من تركيا 1,6 مليار دولار والصادرات 1,2 مليار (مقابل 1,2 مليار من الواردات و974 مليون دولار من الصادرات في 2009).
ولا تشمل هذه الأرقام الأسلحة.
لكن في الوقت نفسه استفادت إسرائيل من التوازن الجديد في السياسة الخارجية لليونان المؤيدة للعرب تقليدياً والمعادية لأنقرة، الذي تحقق بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين إلى اثينا في أغسطس/ آب.
وتلى أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلية إلى اليونان، توقيع عدة اتفاقات بين البلدين.
وتنوي الدولة العبرية تصدير الغاز الطبيعي المستخرج من حقول اكتشفت قبالة سواحلها المتوسطية، إلى أوروبا عن طريق اليونان.
من جهة أخرى، وقع اتفاق دانته تركيا، بين قبرص وإسرائيل يحدد المناطق الاقتصادية للبلدين في المتوسط.
ومع حرمانها من المجال الجوي التركي لتدريباتها، تقوم إسرائيل التي تمتد على أراض ضيقة، بتدريبات جوية مشتركة مع اليونان ورومانيا وبلغاريا.
وقال سفير إسرائيل السابق في أنقرة، ألون ليل لوكالة «فرانس برس» إن «علاقاتنا مع تركيا في أدنى مستوى لذلك بحثنا عن أصدقاء جدد في البلقان. هذا مهم جداً، لكن هذا هو السبيل الوحيد لأن إسرائيل تقع في الشرق الأوسط».
وأشار إلى أن تركيا وقعت مؤخراً اتفاقاً رباعياً «مهماً جداً» للتعاون الاقتصادي والثقافي مع سورية ولبنان والأردن، وحذر من «عزلة إقليمية لإسرائيل إذا بقيت عملية السلام تراوح مكانها».
العدد 3035 - الإثنين 27 ديسمبر 2010م الموافق 21 محرم 1432هـ