العدد 3041 - الأحد 02 يناير 2011م الموافق 27 محرم 1432هـ

مصر تخشى من تزايد التوتر بين المسلمين والمسيحيين

بعد الاعتداء على كنيسة في الإسكندرية

مصري مسلم وبعض المسيحيين في محاولة لوقف مسيحيين من دخول المسجد        (رويترز)
مصري مسلم وبعض المسيحيين في محاولة لوقف مسيحيين من دخول المسجد (رويترز)

تخشى مصر تفاقم التوتر الطائفي بعد الاعتداء الذي أسفر عن سقوط 21 قتيلاً أمام كنيسة قبطية في الإسكندرية وترجح السلطات المصرية فرضية تورط الإرهاب الدولي وتنظيم «القاعدة» فيه.

وما زالت آثار الدماء واضحة صباح الأحد على واجهة مبنى كنيسة القديسين في الإسكندرية، لكن الهدوء عاد بعد الصدامات بين شبان مسيحيين والشرطة السبت.

وما زالت مشاعر الحزن والتوتر واضحة على المؤمنين الذين كانوا يحضرون قداس الأحد.

ومساء السبت شارك خمسة آلاف شخص على الأقل في تشييع ضحايا كنيسة القديسين. وأقيمت مراسم التشييع في دير مارمينا في كينج مريوط على بعد نحو30 كلم من المدينة المتوسطية.

ورفعت حشود المشيعين شعارات من بينها «بالروح بالدم نفديك يا صليب»، ورفضت تقبل تعازي الرئيس المصري، حسني مبارك.

وأمس، حضت الصحافة المصرية بكافة اتجاهاتها المسيحيين والمسلمين على الوقوف صفاً واحداً.

وكتبت صحيفة «روز اليوسف» الموالية للحكومة «هناك من يريد أن يفجر هذا البلد وأن يشعل النار بين أبنائه. علينا أن ننتبه وندرك المؤامرة» التي ترمي إلى «حرب أهلية دينية طائفية».

وأضافت «علينا ألا نعطي هذا الإرهاب سلاحاً إضافياً» هو الانقسام «وألا نطعن أنفسنا».

من جهتها، رأت صحيفة «الشروق» المستقلة في افتتاحيتها أن «لا أحد يستطيع لوم الإخوة المسيحيين إذا شعروا بالغضب والقرف» بعد هذا الاعتداء.

وكتبت أن «الأخطر من هذه المجزرة هو أن ينغمس الإخوة المسيحيون في مشاعر الغضب والإحباط وتزداد عزلتهم وهنا بالضبط يكون مخططو الجريمة حققوا هدفهم الحقيقي».

وأضافت «فإذا سار المخطط كما هو مرسوم له، تزداد العمليات الإجرامية ضد أهداف ودور عبادة قبطية، ينفعل الأقباط ويبدأون في رد فعل يشتبكون مع جيرانهم المسلمين وتتطور الأحداث ونبدأ في الغرق في مستنقع شبيه بما حدث في لبنان في أبريل/ نيسان 1975»، في إشارة إلى الحرب الأهلية اللبنانية.

أما صحيفة «المصري اليوم»، فدعت من جانبها «الدولة إلى أن لا تستمر في معالجة هذا الملف الحساس بالمسكنات واعتباره ملفاً أمنياً فقط دون تنبه لأبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية».

وأضافت «لن يمكن احتواء آثار العمل الإجرامي المدان بجميع الأشكال إلا بمواجهة حقيقية وشجاعة لا ندفن فيها الرؤوس في الرمال». وتابعت «مع ترجيح البعض بوجود أصابع خارجية تقف وراء هذا الإجرام، إلا أننا نؤمن بأن نسيج الوطن لو كان محصناً بما يكفي لما نجح أي طرف خارجي في النفاذ إليه وإشعاله».

وكتبت «المصري اليوم» أن «إدارة حوار مجتمعي جاد بشأن هذا الملف الحساس تبحث فيه جميع المطالب وتتخذ من خلاله الإجراءات الناجزة لتحقيق العادل منها والمتفق مع صحيح القانون والمنسجم مع الإرادة الكبرى في تهيئة المناخ لإنهاء مسلسلات الاحتقان، هي السبيل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم».

والاعتداء الذي نفذ بعد نحو نصف ساعة من منتصف ليل الجمعة السبت بينما كان المصلون بدأوا الخروج من كنيسة القديسين في الإسكندرية (شمال) بعد القداس، نفذه على الأرجح انتحاري، حسبما أعلنت وزارة الداخلية التي استبعدت فرضية السيارة المفخخة.

وفي بيان تسلمت «فرانس برس» نسخة منه الجمعة، أفاد مصدر أمني في الوزارة «باستكمال عمليات الفحص لواقعة الانفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين ماري جرجس والانبا بطرس بمحافظة الإسكندرية، تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام».

ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الاعتداء، لكنه يأتي بعد شهرين من تهديدات أطلقتها مجموعة موالية لتنظيم «القاعدة» في العراق ضد الأقباط إثر تفجير كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وأسفر عن مقتل 44 مصلياً وكاهنين.

وطالب تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في تسجيل «بإطلاق سراح» امرأتين قبطيتين مصريتين زعم أنهما اعتنقتا الإسلام وأعيدتا بالقوة إلى الكنيسة.

وقال إنه في حال لم يفرج عن القبطيتين فإن «القتل سوف يعمكم جميعاً وسيجلب (بابا الأقباط) شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة». والسيدتان اللتان أشار إليهما الفرع العراقي لـ «القاعدة» هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وهما زوجتا كاهنين قبطيين أثار اعتناقهما الإسلام جدلاً في مصر. والأقباط يشكلون أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط. وهم يمثلون 6 إلى 10 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة، بحسب التقديرات.

ويشكو الأقباط الممثلون بشكل ضعيف في البرلمان من تهميشهم عن مواقع عدة في القضاء والجامعات أو في الشرطة.

وفي السادس من يناير/ كانون الثاني 2010، قتل ستة أقباط بيد رجال مسلحين لدى خروجهم من قداس في منطقة الصعيد يوم احتفال الأقباط بعيد الميلاد. ومن المقرر صدور الحكم في هذه القضية في 16 يناير الجاري.

العدد 3041 - الأحد 02 يناير 2011م الموافق 27 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً