العدد 3041 - الأحد 02 يناير 2011م الموافق 27 محرم 1432هـ

بعثة الأمم المتحدة تغادر تشاد بعد وصفها بـ «غير المفيدة»

غادرت بعثة الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى وتشاد، في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي تشاد بحصيلة متفاوتة في منطقة تشهد تغييرات كبيرة بينما تثير قدرة القوات التشادية على ضمان الأمن قلقاً.

وقال عضو في إحدى منظمات العمل الإنساني في تشاد طالباً عدم كشف هويته إن البعثة «مكلفة وغير مفيدة».

وانتقدت منظمات العمل الإنساني المتمركزة في تشاد في غالبية الأحيان غياب البعثة ميدانياً إذ أنها لم تنجح يوماً في نشر العدد المقرر من الجنود وهو 5200 بالكامل.

وقال شهود عيان إن هؤلاء الجنود يقومون بدوريات أقل من القوة الأوروبية «يوفور» التي حلوا محلها في مارس/ آذار 2009.

ووصف الرئيس إدريس ديبي الذي طلب رحيل القوة في فبراير/ شباط 2010، مهمتها بأنها «فاشلة».

وقالت سيلفيان نغيتورا من قسم الإعلام في البعثة «حتى وإن كان بعض الأشخاص يعتقدون أن بعثة الأمم المتحدة لم تفعل الكثير، إلا أنها ضمنت بشكل أو بآخر الأمن في شرق تشاد».

من جهته أشار ممثل المفوضية العليا للاجئين في تشاد، ستيفانو سيفيري إلى «كل العمل الذي أنجزه الفريق المدني في البعثة» و»تأهيل وحدة الأمن المدمجة» وهي قوة خاصة تشادية قامت القوة الأوروبية ثم قوة الأمم المتحدة بتدريبها.

في المقابل ورغم انتقادها بعثة الأمم المتحدة، تشعر منظمات العمل الإنساني بالاستياء من رحيلها.

ورأت منظمة العفو الدولية في مايو/ أيار أن رحيلها «سابق لأوانه» و»سيفاقم غياب الأمن في المنطقة ويقوض عمليات الإغاثة والإنقاذ».

وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول عبر ممثل اللاجئين السودانيين في مخيم جبل في جوز بيضا شرق البلاد، داود عبد الرسول عن قلقه قائلاً «بدأنا ننسى آلامنا عندما كانت بعثة الأمم المتحدة إلى جانبنا ونحن نتساءل الآن مع رحيلها، ما الذي سيحل بنا».

ويشكل السكان المحليون واللاجئون والنازحون الذين يعدون نحو 450 ألفاً وكذلك العاملون الإنسانيون، أهدافاً سهلة للسارقين وقطاع الطرق، في حين يتخوف البعض من أن يؤدي رحيل البعثة وتفكيك الفصائل المتمردة في جانبي الحدود من جعل المنطقة ملجأ للمسلحين.

وقال الممثل الخاص للرئيس التشادي لدى بعثة الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى وتشاد، الجنرال أوكي دقاش إن هذه البعثة «لم تعمل يوماً على ضمان أمن السكان». وتعد السلطات التشادية من جانبها أنها قادرة على تولي هذا الأمر، وخصوصاً من خلال قوات الأمن المدمجة.

وقال دبلوماسي غربي في نجامينا إنه «حتى وإن لم يكن الوضع على أحسن حال فإن الحالة الأمنية أفضل من ذي قبل. في الماضي كان الجنجويد يجتازون الحدود، وكان هناك متمردو حركة العدل والمساواة» الناشطة في دارفور المجاور لتشاد، بالإضافة إلى توغل المتمردين التشاديين.

وأضاف أن رحيل البعثة الدولية «يتزامن مع تحسن العلاقات بين تشاد والسودان. هناك الآن قوة مشتركة متمركزة على الحدود».

وقال إن «أموال النفط والتقارب مع السودان غيرا الوضع، والجيش التشادي أفضل تجهيزاً الآن بكثير». ولكن «نأمل أن لا تثير قوات الأمن المدمجة المجهزة أفضل من الشرطة والجيش الحسد وأن لا تحرم تدريجياً من إمكاناتها».

والسؤال الذي يبقى مطروحاً هو بشأن تمويل قوة الأمن المدمجة والمدنيين الذين سيحلون محل البعثة الدولية والذين تقرر تخصيص 20 مليون دولار لهم، في حين كانت موازنة البعثة الدولية تصل إلى 670 مليون دولار.

العدد 3041 - الأحد 02 يناير 2011م الموافق 27 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً