اعلنت السلطات العراقية السبت رفضها اي اقتراح بنقل مكان القمة العربية المقرر انعقادها في بغداد اواخر اذار/مارس المقبل الى مكان اخر، حتى لو كانت برئاسة العراق.وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري في اعقاب لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان فكرة انعقاد القمة في اي مكان اخر غير بغداد ليست مطروحة بالنسبة للعراق. واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع موسى "بحثنا انعقاد قمة برئاسة العراق في مكان اخر لكن القرار هو انعقادها في بغداد وليس في اي مكان اخر، اما انعقادها في دولة المقر او غيرها فهو امر ليس مطروحا بالنسبة للعراق". وتابع ردا على سؤال حول الهاجس الامني ان هذه المسالة "تحتل الاولوية في برنامجنا (...) لدينا لجنة امنية عليا لضمان امن القمة". بدوره، قال موسى "لا يصح ان يكون العراق غائبا او مغيبا عن العرب (...) واعبر عن ارتياحي البالغ للمحادثات المعمقة والواسعة" مشيرا الى ان الاستعدادات للقمة "على درجة عالية جدا من الكفاءة". وردا على سؤال حول التهديدات، اجاب "ان الجماعات التي تهدد الان كانت قبل فترة تتهم الحكومة العراقية بانها منعزلة عن محيطها العربي. وما هو المطلوب ان ندير ظهرنا للعراق او نعزله؟ ادعو الجميع الى التعقل". واعتبر ان التهديدات "يجب ان تزيد من اصرار القادة العرب على الالتئام ومناقشة الخلافات (...) اتهام الاخرين بالكفر ربما كان يصح في عصر من لعصور وليس الان، يجب احترام الاختلاف في وجهات النظر". وقد حذرت جماعة "انصار الاسلام" القادة العرب الذين وصفتهم ب"الطواغيت" من المشاركة في القمة العربية في بغداد مؤكدة استعدادها لتنفيذ "الواجب الشرعي باستهداف اي عنوان تجاري او سياسي".
وشنت الجماعة هجوما لاذعا على جامعة الدول العربية ووصفتها بانها "صنيعة بريطانية صليبية انشئت بهدف منع قيام الجامعة الاسلامية".
على صعيد اخر، اكد موسى ردا على سؤال حول الاعتداءات على المسيحيين في العراق ومصر "ما حدث مقلق لنا جميعا فهم جزء من النسيج العربي ومغادرتهم خسارة (...) يجب ان نضمن امنهم فالاعمال الارهابية يعترض عليها الجميع واكدت ان الراي العام العربي ضد هذه الجرائم الارهابية". وتابع ان "استغلال مثل هذه الاحداث لاي تدخل امر لا يمكن قبوله يجب ان نكون واضحين في الحديث مع اي قوى تريد ان تدلي برايها في ذلك. هناك فرق بين الاهتمام والتعاطف وبين استغلال المسالة لشيء اخر". واكد موسى "يجب على الدول العربية ان تتحمل المسؤولية وهي قادرة على ذلك". والتقى موسى في وقت سابق رئيسي الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي. وقال عقب لقائه المالكي ان "الحركة السياسية تسير الى الامام في اطار شراكة وطنية وتفاهم ووفاق تحدثنا مع رئيس الوزراء في القمة واهمية انعقادها في بغداد وستكون الزيارة فرصة لكي نتكلم عن البنود الرئيسية التي نعدها لتعرض على القمة". واضاف "هناك دراسة واعداد عراقي ايضا لبعض الامور التي يريد ان يعرضها العراق" مشيرا الى "دوره الريادي في الاطار العربي والذي يتحول بسرعة الى دور قيادي وان العالم العربي سيكون باييد امينة لما للعراق من ثقل في المنطقة".
من جهته، قال المالكي ان القمة "رسالة تؤكد التزام العراق بانتمائه العربي سنطرح على القمة موضوعات حول العراق او علاقته بالجوار ونحن ننتظر، لقد وعدنا (موسى) بانه سيبعث لنا مقترحات تطرح في القمة العربية".
واجاب ردا على سؤال حول الامن، "مشكلتنا ان الاوضاع الامنية ينظر اليها من خلال شاشات التلفزيون وليس من الواقع، فالشاشات تظهر شوارع مهدمة لكن العراق ليس هكذا هناك خروقات معينة لكننا سنحافظ على امن القمة والقادة والجامعة العربية".
وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا في نهاية اذار/مارس الماضي على هامش قمة سرت في ليبيا ان تكون القمة المقبلة برئاسة العراق، على ان تعقد في اراضيه اذا سمحت الاوضاع، او في دولة المقر اي مصر.
ولم يستضف العراق قمة عربية اعتيادية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 1978، لكنه استضاف قمة استثنائية في بغداد في أواخر أيار/مايو 1990.
لحد يروح
اللي مايبي روحه يروح.