تعرض حامل اللقب الآسيوي (العراق) إلى الخسارة في أولى مبارياته أمام إيران في المجموعة الرابعة بعدما كان متقدماً بهدف خلال الشوط الأول ولكن النتيجة انقلبت رأساً على عقب ليخرج حامل اللقب خاسراً للمباراة ولكن لم يفقد الأمل بعد وخصوصاً بعد تعادل الإمارات مع كوريا الشمالية ومازالت الفرصة تحدوه للعودة إلى جو المنافسة من جديد ولكن بشرط الفوز في مباراتيه المقبلتين. هذه الخسارة جعلت الصحافة العراقية والشارع الرياضي هناك يغلي ويصب جامع غضبه على مدرب المنتخب وتحميله المسئولية الكاملة نتيجة التكتيك الفني الذي قال عنه العراقيون إنه خارج الحسابات ما أعطى الإيرانيون الفرصة للانقضاض عليهم خلال الشوط الثاني وخصوصاً مع التبديلات غير الموفقة التي انقلبت بالسلب على أسود الرافدين.
فقرة «VIP آسيا» سلطت ضوء الخسارة العراقية من إيران ووقف «الوسط الرياضي» عند أسبابها مع المدرب العراقي هاتف شمران الذي أدلى بدلوه وتحدث بكل صراحة عن هذه المباراة في هذا الحوار:
كيف تقيم أداء العراق أمام إيران؟
- في مباراة منتخبنا أمام إيران طغى الحماس الكبير على حساب الفنيات وكما تعرف في عالم كرة القدم بأن الحماس لا يفيد مقابل التكتيك والفنيات. والأمر الآخر وللأسف أن المدرب قام بالتغيير الكبير في التشكيل إذ نقل مهدي كريم من الجهة اليمنى إلى اليسرى كما فعلها في خليجي (20) مع وجود لاعب متخصص في هذا المركز هو باسم عباس وشاهدنا هدف إيران الأول جاء بهذا الخطأ الفني الذي ارتكبه المدرب.
أما الأمر الثالث فإن التبديلات التي أجراها سيدكا كانت فائدتها عكسية على الفريق وخصوصاً عند إخراج عماد محمد الذي كان مصدراً للخطورة وإشراك ثامر سعيد قليل الخبرة وهو ليس في مستوى وحجم هذه المباريات وكان يحتاج للخبرة وبالتالي الإبقاء على عماد كان ضرورياً للحفاظ على هوية الفريق وتسبب ثامر في هدف إيران الثاني.
الأمر الرابع هو أن منطقة الوسط لم تكن ذات فاعلية وكان الأولى بالمدرب إشراك كرار اللاعب الموهوب والفاعل في هذه المنطقة ولكن المدرب لم يفعل ذلك. عموماً كانت هناك أخطاء تكتيكية يتحملها المدرب إذ كان بإمكانه الفوز وسنحت للفريق الكثير من الفرص لم يستفد منها نتيجة عدم استقرار التشكيل في هذه المباراة.
لاحظنا أن الجانب البدني في الفريق العراقي هبط بصورة واضحة في الشوط الثاني كما كان في خليجي (20) في رأيك ما الذي يجعل الفريق يتعرض إلى هذا الجانب مع أن مدربه سيدكا معروف عنه الشدة في اللياقة البدنية؟
- نعم بكل تأكيد هذا الأمر لاحظناه في بطولة الخليج ولكن قلة الإعداد والاعتماد على المحترفين المرتبطين بأنديتهم لم تعطهم الفرصة لرفع المعدل البدني والذي يحتاج تقريباً لفترة زمنية لا تقل عن 10 أيام ولكن المجموعة لم تكن تحت يد المدرب وبالتالي أثر هذا الأمر على الجانب البدني. كما أن المحترف في ناديه عليه أن يأتي جاهزاً بدنياً ولكن ما لاحظناه هو أن معظم المحترفين لم يكونوا كذلك. حتى اللاعب الموجود في الدوري العراقي المحلي لم يتم تدريبه قبل فترة مع المدرب وصار ينتظر حتى وصول المحترفين في الخارج فكانت الفترة قصيرة جداً للإعداد البدني. وبالتالي أنا أحمل الاتحاد العراقي للكرة المسئولية في عدم تجميع اللاعبين من الداخل على أقل تقدير حتى وصول المحترفين.
أين اتحاد الكرة في العراق من هذه الأخطاء التكتيكية والفنية والبدنية. ألم يعقد اجتماعاً مع سيدكا قبل البطولة الآسيوية؟
- المشكلة التي نعاني منها أن الاتحاد العراقي مقسم في تواجده، فهناك من يقيم خارج العراق في عمان بالأردن ومنهم من هو في بغداد والمحترفون أيضاً خارج العراق والمدرب خارج العراق أيضاً وبالتالي هذه مشكلة كبيرة في علاج السلبيات عبر عقد اجتماع خاص مع اتحاد الكرة بالمدرب وطرح كل النقاط السلبية والاستفادة من خبرة الإعلام العراقي في طرح هذه النقاط بالأسلوب العلمي والهادف ولكن هذا الأمر لم يكن أيضاً.
الآن ما الذي يمكن فعله لتدارك الأخطاء؟
- الآن الأمر تحصيل حاصل ولا يمكن فعل أي شيء خارج المكان في الدوحة ولدينا مباراتان ولكن علينا التفكير مستقبلاً لكي نعيد التخطيط المدروس بعيداً عن التخبط وإذا بقينا على هذا الأمر فسوف نخسر كل مبارياتنا فلابد أن يكون هناك اتحاد قوي يحافظ على هيكلته الجديدة ولابد من تواجده في بغداد.
هل ترى فعلاً أن الأخطاء الفنية تسببت في الخسارة؟
- نعم بعدما كنا نعول خلال الـ 25 دقيقة الأولى على أداء الفريق المتميز وأحرز من خلالها هدفاً بأن يواصل على نفس المنوال ويزيد من غلة الأهداف ولكن في الشوط الثاني يقوم المدرب بالتبديلات عندما أخرج سلام شاكر وأشرك أحمد وأخرج عماد محمد وأشرك ثامر سعيد وهذه التبديلات أعطت المنافس القوة والخطورة والعودة إلى المباراة من جديد بل والتقدم علينا والفوز في نهاية المطاف وخصوصاً أن من أشركهم هم قليلو خبرة وبالتالي هذه الأخطاء الفنية تسببت في خسارتنا يوم أمس الأول.
إذن أنت ترى أن المدرب يتحمل مسئولية الخسارة؟
- نعم وبكل تأكيد يتحمل الخسارة الكاملة وخصوصاً ما فعله في الشوط الثاني، إذ كانت التبديلات غير موفقة ولم تكن لدينا القدرات المتوازنة بين الدفاع والهجوم والغريب في الأمر أن المدرب قام بإخراج مهاجم وإشراك مدافع ما يؤكد اعتمادنا على القدرات الدفاعية وهي أسباب أساسية في الخسارة ويتحملها المدرب بنفسه.
إذن في ظل هذه الظروف مع الخسارة الأولى كيف ترى الأمر الذي يجب أن يكون؟
- في مثل هذه الظروف لابد أن نحافظ على وحدة الفريق ولا نسمح لأي لاعب أن ينتقد طريقة اللعب في الإعلام ولا يتهجم على المدرب ويجب الابتعاد عن هذا الأمر. على اتحاد الكرة الجلوس مع المدرب ومناقشته في طريقة وأسلوب اللعب والجلوس مع اللاعبين لتحفيزهم ورفع المعدل المعنوي في نفوسهم حتى نستطيع أن نعيد الفريق إلى المنافسة مرة أخرى إذ مازال الأمل يحدونا هذه المرة ولم نفقده.
كيف رأيت المدرب سيدكا قبل بطولة آسيا في الإعداد الفني؟
- أقولها بصراحة وضع سيدكا في مباراتي السعودية والصين التشكيل الممتاز والذي صاحبه التكتيك والحال البدنية واستقر فيه وكان واضحاً وصرنا نأمل بأن يبدأ البطولة الآسيوية بما كان فيه أمام السعودية ولكن نجهل لماذا قام بالتغبير أمام إيران وإثر ذلك على الأداء الفني ولكن أملنا أن يعود الفريق بقتاليته المعروفة وصاحب النفس الطويل والعودة إلى جادة الانتصارات.
هل تعتقد أن التفكير لدى اللاعبين بأنهم أبطال النسخة الماضية وحاملو اللقب كان له الأثر السلبي والنفسي المعاكس في مباراة إيران؟
- من المؤكد أن الجانب النفسي أمر مهم في أي فريق وارتفاع المعنويات ضرورة لخوض المباريات ولكون الفريق قدم مباراتين جيدتين أمام السعودية والصين في التجريبية حملت معنا الأمل للفوز ولكن الأخطاء الفنية أبعدتنا عن الفوز ونأمل بأن نعوض ما فاتتا.
من خلال حديثك نؤكد أن طريقة اللعب لم تكن متوافقة مع قدرات اللاعبين؟ أليس كذلك؟
- نعم هو الأمر كذلك. ومن غير المعقول أن تقوم بتغيير عناصر قوية من جهة إلى جهة أخرى لتكون ضعيفة في غير مركزها مع أنك تملك العناصر في هذه المراكز ولكن لا ندري لماذا فعل المدرب ذلك وصارت غير متوافقة مع قدرات اللاعبين وعطلنا الجهتين وصرنا مثل الطائر بلا جناح بين الجهتين.
في الفريق العراقي نجوم لم نر منهم التميز الفردي لانقاذ ما يجب إنقاذه؟
- هناك الكثير من النجوم لم يظهروا بالأداء الفردي المعروف عنهم لأنهم لم يحصلوا على فرصة الاحتراف الخارجي مثل نشأت أكرم الذي احترف متأخراً في الوكرة القطري ومهما كان اللاعب يحمل الفنيات الكبيرة والجانب البدني هابط فهذه مشكلة ولكن الأمل في أن يلعبوا بخبرتهم لتعويض ما فات. وكنا نعول على مستوى الأفراد بنجوم الفريق أمثال يونس محمود البعيد عن مستواه وعلاء عبدالزهراء وهوار محمد ونشأت أكرم ولكن هؤلاء كانوا بعيدين عن مستوياتهم الحقيقية وحتى الحارس كان في وضع غير مستقر والذي نعرفه سابقاً باستثناء سلام شاكر في الدفاع وأخرجه المدرب. قصي منير في الوسط بالإضافة إلى عماد محمد.
هل أنت مع من يدعو لإقالة المدرب سيدكا بعد خسارة إيران؟
- مازالت هناك مباراتان في البطولة ومن الصعب أن نقوم بهذه الخطوة حالياً. ولكن علينا الإبقاء على المدرب حالياً. اللوم الذي نوجهه لمساعده ناظم شاكر الذي على علم تام بالفريق وخصوصاً أنه قاده في فترة من الفترات في العام الماضي عندما ذهب معه إلى الإمارات وفاز بالبطولة الرباعية هناك والمدرب جديد على الفريق ولابد للمساعد أن يقوم بدور تنوير المدرب بالكثير من المعلومات عن الفريق وإلا فلا فائدة من تواجد المساعد إن لم يقم بهذه المهمة. وأكرر بأن الوقت غير مناسب لإقالة المدرب.
كيف كانت الصحافة الرياضية والشارع العراقي بعد خسارة إيران؟
- الصحافة تغلي والشارع الرياضي في العراق غاضب على الفريق بعدما كان الكل يعول على عبور البوابة الأولى إلى الدور الثاني بنسبة 70 في المئة لو فاز الفريق في هذه المباراة. الصحافة حملت المدرب مسئولية الخسارة وبرأت اللاعبين لأن المدرب لم يضعهم في مكانهم الطبيعي.
العدد 3051 - الأربعاء 12 يناير 2011م الموافق 07 صفر 1432هـ