العدد 3055 - الأحد 16 يناير 2011م الموافق 11 صفر 1432هـ

خسرنا أمام اليابان بقرار ظالم وأمام الأردن سلاحناالتاريخ والجماهير

الصحافي السوري قرقورا متحدثاً عن لقاء اليوم الحاسم وأسباب خسارة منتخبه أمام اليابان:

يخوض المنتخبان العربيان سورية والأردن مواجهة حاسمة اليوم لتحديد المنتخب المتأهل إلى الدور الثاني لبطولة كأس أمم آسيا التي تقام حالياً في الدوحة.

وكان المنتخب السوري خسر مباراته أمام المنتخب الياباني (2/1) على رغم الأداء الكبير الذي قدمه الفريق ولكنه لم يستفد من وضع الفريق الياباني عندما طرد الحكم الإيراني حارس المرمى من النقص ولم يضع المدرب طريقة اللعب المناسبة بعد هذا الهدف ولكن اليابان باغتت سورية بركلة جزاء قال السوريون عنها بانها ظالمه وتعويضية من قبل الحكم وبالتالي هذه الخسارة لم تخرج الفريق السوري من المعادلة ولكن أبقته حتى اللحظة الأخيرة .

فقرة «VIP آسيا» سلطت الضوء عبر الحوار المفتوح مع الصحافي الرياضي السوري في صحيفة الوطن والموقف الرياضي محمود قرقورة الذي لم يتردد في إجاباته على أسئلة «الوسط الرياضي» بقلب مفتوح فكان هذا الحوار.


خسرنا بقرار الحكم وقوة اليابان

حدثنا عن أسباب خسارة منتخبكم السوري من اليابان؟

- قياساً لظروف المباراة التي طرد فيها حارس اليابان ولعب نافضاً والتي أعطتنا الأفضلية ولكن لم تستفد منها. عموماً لو جئنا لركلة جزاء منتخبنا والأخرى لليابان ادلى فيها أكثر من خبير بصحة ركلتنا وعدم سلامة ركلة جزاء اليابان وعلى رأسهم جمال الشريف الذي يمتلك الخبرة الدولية في 3 مونديالات وأكد أن ركلة جزاء منتخبنا ارتدت من دفاع اليابان. بينما ركلة جزاء اليابان كانت لعبة عادية وليس فيها أي احتكاك يستوجب الخطأ. إذن الحكم الإيراني كان جريئاً في قراره في الركلة الأولى وخصوصاً عندما طلب من مساعدة بانزال الراية لتأكده من اللعبة. ولكن ركلة جزاء اليابان اعتقد انها تعويضية بوضوح إذ إن مهاجم اليابان لم يحتك مع دفاع منتخبنا وبالتالي كانت الركلة تعويضية.

أضف إلى ذلك أن اليابان فريق كبير ولديه الانضباط التكتيكي والعقلية الاحترافية والرغبة البطولية وكان في المونديال العالمي الأخير قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى ربع النهائي لولا ركلات الترجيح. لديه مدرب ايطالي صاحب خبرة واسعة وهو غني عن التعريف.

ولذلك كان المنتخب الياباني هو الأفضل فنياً في المباراة ولكن لا نعفي الجزء من أسباب الخسارة في الحكم الإيراني الذي احتسب ركلة جزاء ظالمة أحرز منها اليابان هدفهم الثاني والفوز. الأمر الآخر من الأسباب ان المدرب لم يقرأ المباراة في آخر الدقائق بعد هدف التعادل لفريقنا ولاحت لنا بوادر الفوز من الفرص التي سنحت لنا في آخر ربع ساعة وكان يجب من المدرب المحافظة على الرتم بعد الهدف لمدة 10 دقائق تقريباً لنكون متماسكين ونلعب على الكرات المرتدة وقد نخطف معها هدفاً آخر ولكن المدرب تسرع في طريقته وخرجنا خاسرين من منتخب كبير وقوي. بعد هذا الأداء الكبير مطالبون بان نتأهل إلى الدور الثاني بعدما دخلنا البطولة ونحن غير مرشحين قياساً لوجود اليابان والسعودية معنا في المجموعة وهذا أمر كان من مصلحتنا واستطعنا ان نصل إلى هذا المستوى من المنافسة.


علينا الاستفادة من أفضلية التاريخ والجماهير

هل تعتبر مباراتكم مع الأردن اليوم ديربي لقربكما جغرافياً وهل ستتأثر المباراة بهذا الوضع؟

- أولاً مباريات سورية مع الأردن لا تصنف بالديربي وانما مباريات سورية والعراق هي الديربي.

وتاريخياً الفريق السوري هو المتفوق الدائم على الأردن هذا قبل 10 سنوات نحن دائماً نهزم الأردن مع احترامنا لهم الا انه من العام 2004 لغاية 2011 لم نهزم الأردن ولكن اليوم ارى أن لدينا القدرة على الفوز مع يقيننا بان المنتخب الأردني فريق قوي مع وجود مدرب بحجم عدنان حمد صاحب الخبرة. عموماً مباراتنا مع الأردن هي مباراة مدربين وعلينا اللعب بحال هجومية وتحفظ دفاعي منظم ومدروس. وعلينا الاستفادة من الدعم الجماهيري الذي يعد رقم (2) بعد الجمهور القطري. ولذلك قد يعمد الفريق الأردني الى اللعب مدافعاً كخيار للحفاظ على التعادل باقل تقدير للتأهل ولكن على مدربنا ان يجد الخلطة المناسبة في الهجوم ولا ننسى ان الأردن يلعب بفرصتين ويأمل كتابة التاريخ ونحن نلعب بفرصة واحدة وتاريخياً لم نتخطى الدور الأول من قبل وبالتالي انا أعتقد أن صاحب الفرصة الواحدة قد تكون له الأفضلية في حسم المباراة لصالحة.


نظام الاحتراف لا يساهم بالتطوير

هل ان نظام الاحتراف لديكم كان عاملاً مساعداً لما وصل اليه المنتخب الأول؟

- نحن في سورية طبقنا نظام الاحتراف من الموسم 2002/ 2003 وهذا الموسم التاسع للمحترفين ولكننا مازلنا نعاني من هذا النظام إذ لم تضخ فيه الأموال لحفظ حقوق اللاعب المحترف. إذ هناك 90 في المئة من لاعبي دوري المحترفين يتقاضون رواتب قدرها (500 دولار) شهرياً وهناك 10 في المئة فقط ممن يتقاضون 2000 دولار و6000 دولار وهناك من يحصل على 10 آلاف دولار وهي أندية الهيئات الحكومية وهي الشرطة والجيش الى جانب الكرامة والاتحاد. بينما الأندية التي رواتب لاعبيها ضعيفة هي النواعير والفتوة والمجد وأمية فهذه يتقاضى اللاعبون فيها (500 دولار) فقط وهذه مبالغ زهيدة جداً.

الاحتراف لدينا غير واقعي إذ يتم جلب المحترف الأجنبي الذي لا يمتلك المقومات الأساسية إلى ان يكون محترفاً نتيجة المردود المالي الضعيف. هناك أكثر من فريق ينافس على البطولة في الدوري والجماهير تحضر بكثافة ولكن الأموال هي ما تعاني منها الأندية الصغيرة لدرجة ان المدربين دائمي التبديل أكثر من مدرب لعدم وجود العقلية الاحترافية التي تقود إلى الاستقرار الفني وهو سر النجاح. أيضاً الداعمون مزاجيون يدفع ولكنه عندما يريد ان يترك حسب مزاجه ولذلك الأندية تكون رهن هذه الشركات الداعمة.


سلاحنا الروح القتالية

على رغم هذا التناقض في حال الأندية من شح الموازنة وتطبيق الاحتراف في شكله المذكور نرى المنتخب السوري يقدم العروض القوية. كيف كان ذلك؟

- في الحقيقة ان اللاعب السوري عندما يصل الى المنتخب الوطني الأول تراه يلعب بالدافع الوطني وبالروح القتالية من أجل الوطن وهذا أمر غير سهل ويلعب بكل ما يؤثر من أجل وطنه وخصوصاً أمام السعودية التي لعبت من دون روح ولديها الدوري المحترف والأموال ولكننا استطعنا ان نهزمهم بالروح القتالية ولدينا الحافز. وإلى الآن هناك اللاعبون يودون تمثيل سورية ويرونه أمرا مشرفا لهم ويتمنونه عاجلاً غير آجل.


تغيير المدربين أهم المشاكل

نعود إلى المنتخب الوطني وكيف كان قبل الذهاب إلى الدوحة؟

- صارت عدة مشاكل في تغير المدرب وهروب آخر بوتيتش حتى تعاقدنا مع المدرب الذي لم يعد الفريق سوى 15 يوماً وهي فترة غير كافية ولكن لكونه قاد الاتحاد السوري إلى البطولة الآسيوية أمام القادسية الكويتي فهو قريب جداً من الأجواء الكروية السورية وصرح أكثر من مرة بانه يمتلك الخبرة ويعرف أكثر من لاعب وهو جاهز لقيادة المنتخب ولهذا السبب تم منحة الفرصة وتحمل المسئولية وترك انطباعاً جيداً لدى الشارع السوري ولكن كما قلت بسلاح الروح القتالية وبالجماهير الغفيرة التي تتابع المنتخب وتحضر حتى تدريباته وبالتالي هي الداعم الأكبر للفريق. ومع بيننا استطعنا الفوز على السعودية والخسارة من اليابان بصعوبة بالغة وكانت لنا بوادر الفوز ولكن اهدرناها وسنكون أمام التاريخ في مباراة الأردن بفرصة التأهل الوحيدة.


حال المنتخبات العمرية لا يسر

كيف هو الحال في المنتخبات العمرية؟

- الحال لا يسر، ففي السابق كان دوري الفئات العمرية يقام في نفس مباراة الفريق الأول والذي تشهد الحضور الجماهيري الكبير ما يرفع من المعنويات والمستويات الفنية فانعكس ذلك على أداء منتخباتنا الوطنية. ويصبح هناك الاهتمام البالغ حتى من الصحافة الرياضية لهذا الدوري. منتخب الناشئين في السابق وصل قبل النهائي في آسيا والشباب خرج من الدور الأول في الدمام 2008 مع انه كان البطل في العام 1994 وصعد لكأس العالم أكثر من مرة. وبالتالي نأمل بان تعود مباريات الفئات العمرية لتقام في نفس يوم مباراة الفريق الأول.


متفائلون بالمستقبل بشرط!

كيف ترى مستقبل الكرة السورية؟

- نحن متفائلون بالمستقبل ولكن علينا استغلال الطفرة الحالية في الفريق واستثمارها جيداً نحو الأفضل وان تضخ الأموال لصالح الكرة والرياضة. والحكومة نراها توفر المستلزمات الأساسية ولكن القائمين على الرياضة هم الذين لا يقدمون ما هو مطلوب للتطوير ليكون المستقبل مزهراً، وبالتالي عندما تكون الموازنة كافية فإن المستقبل سيكون زاهراً.

العدد 3055 - الأحد 16 يناير 2011م الموافق 11 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً