كثر الحديث من المنتخب السعودي بطل كأس آسيا في ثلاث بطولات (1984، 1988 و1996) والوصيف في بطولات (1992، 2000 و2007) والسر وراء خروجه المبكر من آسيا 2011 التي تقام حالياً في الدوحة بعد تلقيه خسارتين مرتين جعلته يجهز حقائبه للعودة إلى الرياض حتى مع المدرب الوطني الجوهر بعد إقالة بيسيرو بعد مباراة سورية التي خسر فيها (1/2).
السعوديون بكل طوائفهم الرياضية شنوا حملة غضب كبيرة على المنتخب ومنهم من حمل الاتحاد السعودي هذا الإخفاق ومنهم من حملها المدرب وآخرين اللاعبين وهناك آخرون وضعوا اللوم في استراتيجية الاتحاد من كل مسابقاته وإعداده للبطولات.
وهذه المرة الأولى التي يخرج فيها الأخضر السعودي من دون أن يحرز هدفاً في مباراتيه ما زاد من معاناته الكبيرة ووضع علامات استفهام وتعجب كبيرة. والكل صار يدلو بدلوه من إعلاميين سعوديين للبحث عن الأسباب الأكيدة ولكن إلى الآن لم نر في الأفق من توصل إلى الحلول الكفيلة بإعادة الكرة السعودية إلى الخط المعهود عنها.
«VIP آسيا» وكعادته وضع النقاط على الحروف مع المدرب الوطني السعودي محفوظ حافظ الذي ذكر بعض النقاط اعتبرها أساسية فيما حدث للأخضر في مباراتيه بكأس آسيا بالدوحة في حوار مفتوح مع «الوسط الرياضي» فكان هذا الحوار:
ما أسباب الخسارتين للأخضر السعودي في كأس آسيا؟
- كان الشارع الرياضي السعودي على أمل كبير بالمنتخب وتوقع بأن تكون نتائجه أكثر من إيجابية. وهناك المحللون الذين انتقدوا المدرب بيسيرو باختيار اللاعبين وبطريقة اللعب والأخطاء الواضحة التي ارتكبها في الفترة التي كان فيها مع المنتخب ولكن جاء القرار الصائب متأخراً في إقالة بيسيرو ولكن بعد خراب البصرة كما يقولون. وخرج الأخضر ولم يترك بصمة حتى في الأهداف كما كان الهند في إحرازه هدفين. طريقة المدرب من البداية كانت خاطئة. أنا لا أضع اللوم بأكمله على المدرب ولكن هناك الجانب الإداري الذي يتحمل المسئولية الأكبر الذي أعطى المدرب الفرصة في البقاء بأخطائه ثم الجهاز الإداري في المنتخب واللاعبين الذين لم يقدموا العرض المطلوب. من تصفيات كأس العالم لم تظهر على السطح استراتيجية المدرب الواضحة ووضحت تخبطاته والذي أوهم المدرب بأنه سيدخل بطولة الخليج بالفريق الأولمبي حفاظاً على الفريق الأول وهذا قرار خاطئ. وبطولة الخليج كانت تعتبر محطة تجربة مفيدة لوضع طرق اللعب والتشكيلة الأساسية والتكتيك وتفادي الأخطاء ولكن المدرب لم يسعَ إلى البطولة وهذه أخطاء فنية أثرت على الفريق فكانت نتائجها السلبية في البطولة الآسيوية وللأسف أن المشكلة إدارية فنية وثم اللاعبين. إلى ذلك هناك مشكلة أخرى في المدرب بأنه وضع طريقة 4/4/2 وليس لديه في الطرفين من يجيد الاختراق السريع وهذا أمر صعب في تطبيق هذه الطريقة إن لم يكن لك لاعب يمتاز بالسرعة.
الأمير سلطان بن فهد رئيس اتحاد الكرة السعودي ذكر في إحدى تصريحاته أربع نقاط من أسباب الخسارتين وواحدة من الأربع لجنة التطوير. هل فعلاً تحمل هذه اللجنة المسئولية في الخسارتين؟
- نعم المعلومة لدي مبكراً من قبل المدرب الوطني حاتم خيامي مدرب الوحدة إذ تقابلت معه في استديو تحليل لإحدى المباريات وتطرق إلى هذا الموضوع وقال كنا في اجتماع بحضور الأمير نواف بن فيصل بن فهد الذي تبنى استمرارية المدرب ولكن حاتم وعادل البطي عارضوا هذا التوجه والقرار ولكن هناك بعض الفنيين أمثال الشنيف والقروفي وعبدالرزاق أبوداوود غيروا أراءهم التي كانوا عليها قبل الاجتماع وأيدوا ما ذهب إليه نواف بن فيصل باستمرارية المدرب وهذه مجاملة يجب أن لا تكون على حساب المنتخب وأعتقد أن نواف بن فيصل أراد بعدم تغيير المدربين من أجل الاستقرار لمنحه الفرصة والأغلبية وقفوا معه باستثناء حاتم والبطي. وكان من المفترض بما أن هؤلاء من الفنيين أن يقولوا رأيهم بصراحة ومن دون مجاملة لأن الأمير نواف لم يخترهم إلا أنه يريد أراءهم بكل صدق وأمانه بعيداً من المجاملة. والرأي الصادق دائماً ينجي صاحبة. وهذان الاثنان قالوا رأيهم بأريحية وهذا هو الصحيح والسليم. والأمير نواف لم يطرح رأيه حتى تجامله وأنا أعرفه جيداً إنسان يحترم الآخرين ويستمع للآخر ويناقش ولديه الرؤية ولا أعتقد بأنه سيكون مخالفاً للرأي الصائب.
هل إقالة بيسيرو بعد المباراة الأولى حتمية وفي صالح الفريق؟
- أعتقد أن استمراريته لن تؤدي إلى شيء ولم يظهر الفريق أمام سورية وخسر المباراة ولو لعب أيضاً أمام الأردن لن يصل إلى أي جديد وستكون النتيجة هي نفسها. الإقالة جاءت من أجل إنقاذ الحالة النفسية للفريق مع أننا نعلم أن الوقت لا يسمح للمدرب الجديد في وضع بصماته ولكن للأسف هذا هو الحل الأخير. فطريقة اللعب وأسلوبه كانت عقيمة وهناك 5 لاعبين أشركهم وهم قادمون من الإصابة أمثال ناصر الشمراني والهزازي وعبدو عطيف بالإضافة إلى تيسير الجاسم وأسامة المولد مع أن هناك وجوها وأسماء قوية لم ينظر إليها. كان هناك مهند العسيري من الوجه ومحمد الراشد من التعاون لديهم القدرة في إبراز موهبتهم داخل الملعب ولكن للأسف نحن نقيس اللاعب بناديه الذي يلعب فيه وليس بعطائه. فهناك لاعبون في الدرجة الثانية متميزون من الممكن اختيارهم أمثال ريان بلال وعبدالمجيد عبدالله (الرائد) وماجد بلال فكان لهم صيت كبير في الدرجة الثانية. للأسف الشديد نحن نعول دائماً على النجوم في الأندية الكبيرة ولكنها لا تكون بالأداء المطلوب. فلابد من مناقشة الأمر بالشكل العلمي لعدم وجود لاعبين يمتازون بالسرعة أو بالضربات الرأسية وفقط لدينا اثنان هما هزازي وأسامة المولد وغيرهم لا يوجد يعني أن هناك خطأ ما يجب علاجه. وبالتالي أصبح اللاعب السريع عملة نادرة لدينا وليس هناك من يخترق من الظهيرين ومن موجود معنا في المنتخب لا يصلحون إلا لمباريات سداسية في الصالات لأنهم لا يمتلكون السرعة مثل نواف العنزي ووليد علي في الكويت.
هل أن دوري زين المحترفين في السعودية تراجع مستوه وأثر على نتائج المنتخب الأول للكرة؟
- دوري زين تعتمد فيه الأندية على جلب المحترفين من أندية أخرى. فالنادي الذي يمتلك المال له القدرة على المنافسة إذ إنه يستطيع أن يجلب 4 محترفين على مستوى عالي ورفيع مثل الهلال والاتحاد والنصر والشباب من رأس حربة ولاعب وسط ودفاع فهذه الخانات مهمة فالأندية الكبيرة فقط هي من تستطيع ذلك.
من هذه النقطة أؤيد تقليص عدد المحترفين في الأندية من 4 إلى اثنين فقط حتى نعطي المواهب السعودية في أخذ الفرصة الكاملة لإبراز الموهبة. البقاء على هذا القانون فإنه حتماً يقتل المواهب.
الاحتراف في السعودية أفاد المنتخب وأعطى أكثر من نادي في الدخول بقوة في المنافسة وصارت الفرق الأخيرة تقارع من في المراكز الأولى بل وتفوق عليها وهذا أمر جيد ويجب للدوري. ولكن نحتاج إلى التأني في اختيار المحترف الأجنبي ونوعية المدربين ولابد من وقفه جادة في هذا الأمر.
ما التصورات التي تعيد الأخضر إلى سابق عهده؟
- أولاً يجب أن يكون اختيار المدرب بدقة واقترح أن يكون من أوروبا لأن فيها التنوع التدريبي في الكرة الحديثة ومنبع علم التدريب في أوروبا.
وأنا دخلت في دورات تدريبية في أميركا اللاتينية وفي أوروبا فوجدت أن أوروبا تمزج بين العلم والمهارة وبالتالي أتمنى من الاتحاد السعودي هذه المرة أن يتجه إلى المدرسة الأوروبية.
الأمر الآخر أن يكون اختيار اللاعبين للذين لديهم العطاء من دون النظر إلى النادي الذي ينتمي إليه اللاعب وعدم الاعتماد على الأسماء الكبيرة في العطاء مثل ياسر القحطاني المصاب وتم إشراكه وأنا لا ألومه ولكن ألوم صاحب القرار لأنه مصاب وكان يجب إشراك اللاعب الجاهز القادر على العطاء بغض النظر عن اسمه وناديه كما قلت.
الأمر الآخر أيضاً أن يكون هناك تخطيطاً منظماً مدروساً وعلمياً في اختيار المدرب واللاعبين والمباريات الودية والمشاركات الرسمية ولابد من مناقشة الأخطاء مع وجود إدارة واعية وجهاز فني يوضح الرؤية الفنية في علاج الأخطاء السابقة وخصوصاً أمامنا كأس العالم 2014 وبعد سنتين ستبدأ تصفيات كأس العالم ولابد من دراسة هذا الوضع بدقة. ومن الآن يجب أن تكون البداية والإسراع بالتعاقد مع المدرب.
العدد 3057 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ
طلعووووه
السعوديه باي باي انتهو افضل الاعبين كانو متواجدين ولاكن الفرق التي لعبت معهم اقوى منهم تحياتي طلعووووه