العدد 3059 - الخميس 20 يناير 2011م الموافق 15 صفر 1432هـ

الصحراء تزحف في كل مكان وبسرعة (2 - 2)

كانيا دالميدا - وكالة إنتر بريس سيرفس 

20 يناير 2011

ويتحمل الفقراء في الصين وإفريقيا جنوب الصحراء وآسيا الوسطى حالياً أقسي التداعيات. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية في العام الماضي إلى أن زحف التصحر في تلك المناطق قد يجبر ما يصل إلى 50 مليون شخص على النزوح عن أراضيهم بحلول العام 2020.

كما شدَّد الخبراء على ضرورة التأهب لمواجهة سلسلة من الأزمات الوشيكة، كالهجرات الجماعية، وموجات النازحين، والمشردين، واللاجئين الفارين من تغير المناخ والجفاف والمجاعة، والتي لا يمكن تجاهلها.

وصرح يوهانس كامب، من الجمعية الملكية لحماية الطيور، لوكالة إنتر بريس سيرفس، بالقول: «نعمل في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في مجال الأراضي الجافة، ولاشك أن التنوع البيولوجي هناك على ارتباط شديد باستخدام الأراضي. سلوك الإنسان في تلك المناطق يأتي بتأثيرات كبيرة على حياة الحيوانات والطيور وخاصة ماشية الرعي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرعي الجائر والزراعة».

وقال: «إنه على رغم أن نظامنا البيئي بأكمله يعتمد على التوازن الدقيق بين الأراضي الرطبة والأراضي الجافة، فقد كانت الزراعة الصناعية دائماً، ولاتزال حتى الآن، أكبر مرتكب لجريمة التصحر في العالم.

من جانبه تحدث الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر، لوك غناكاديا، عن خطورة الآثار السياسية والإنسانية لظاهرة لتصحر،

وشرح لوكالة إنتر بريس سيرفس أن «التغيير المناخي هو أحد الأسباب الجذرية الكامنة وراء الصراع السياسي، من العراق إلى أفغانستان».

وأكد «أن الأزمات في تلك المناطق ليست بمحض الصدفة؛ إذ تسببها الظروف المعيشية المضنية، ونقص فرص الحصول على الأراضي المنتجة والمياه من أجل العيش. بالتأكيد فإن أي معركة على الضروريات تؤدي حتماً إلى صراعات».

وكما هو الحال بالنسبة إلى معظم الكوارث الأخرى المتصلة بالمناخ، تدفع الأقليات العرقية والمجتمعات البدوية وغيرها من الفئات المهمشة الفقيرة في مختلق أرجاء العالم، أعلى ثمن لهذه المشكلة التي هم أقل من ساهم في خلقها.

وبالإضافة إلى ما سبق، أفادت تقارير مؤتمر جامعة الأمم المتحدة عن التصحر أن «إفريقيا قد تكون قادرة على إطعام مجرد 25 في المئة فقط من سكانها بحلول العام 2025، إذا استمر تدهور التربة في القارة بوتيرته الحالية.

كذلك فإن نحو 75 في المئة من القارة الإفريقية قد يضطر إلى الاعتماد على نوع ما من المساعدات الغذائية بحلول ذلك الوقت. «لقد سبب البشر في الخمسين عاماً الماضية أضراراً تتجاوز الأضرار التي لحقت بالأرض على مدى تاريخ البشرية مجتمعة، ما قد يحتم زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 70 في المئة بحلول العام 2050».

العدد 3059 - الخميس 20 يناير 2011م الموافق 15 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً