أضاع لاعب الحد أحمد عبدالرسول أغلى فرص المباراة في الوقت بدل الضائع لإدراك التعادل في مرمى الرفاع عندما خطف الكرة من مدافع الرفاع وانفرد بها مواجهاً حارس المرمى لعبها قوية أرضية زاحفة ولكن حارس الرفاع الدوسري أمسك بها على دفعتين، منقذاً مرماه من هدف التعادل المحقق والمؤكد ليخرج الرفاع فائزاً بهدفي «الولد الذكي» عبدالرحمن مبارك خلال الشوط الثاني في الدقيقتين 51 و58، مؤكداً أنه قادم بقوة في صدارة الهدافين وتكرار سالته القوية لمدربي المنتخب بأنه قادر على تمثيله ورفع شأنه في المستحقات المقبلة ورفع رصيد فريقه الى (6 نقاط) من 3 مباريات. في المقابل، أحرز هدف الحد جليانو إثر كرة ثابتة في الدقيقة 76. شهدت المباراة طرد لاعب الحد عيسى جاسم في الدقيقة 67. وقبلها أيضاً أضاع بولت فرصة أخرى وهو قريب جداً من المرمى ولكن تماطله في لعب الكرة فوت عليه إدراك التعادل في الدقيقة 88. الحد مع هذه الخسارة بقي على رصيده السابق (3 نقاط).
لم يرتق الشوط الأول إلى الأداء المتوقع من الفريقين وخصوصاً من الرفاع الذي مازال يبحث عن نفسه في الحال الهجومية لغياب صانع الألعاب على رغم وجود العجيمي وعبدو، إلا أن الكرات الهجومية لم تكن بالصورة المطلوبة وكان الحد نداً للفريق الرفاعي حتى في الفرص الضائعة وفي الوصول لمرمى الرفاع.
اعتمد الرفاع في هجماته على تحركات العجيمي وعبدو بشكل واضح في صناعة الكرات الأمامية مع مساندة جانبية من نضال إسماعيل في الجهة اليسرى وداوود سعد في الجهة اليمنى، على أن يقوم راكع وحسن يعقوب بدور التغطية الدفاعية وبدء الهجمات من خلالهما. كل ذلك لم يكن ذا فاعلية ولم نر كرات عرضية من الجانبين إلا في الدقيقة 26 من نضال إسماعيل عندما لعب الكرة أمام المرمى فاتت من عبدو القريب من المرمى.
وقع عبدالرحمن مبارك وبوجان كثيراً في مصيدة التسلل ولم يعمدا إلى التركيز في الهروب منها وضاعت كل الكرات الهجومية. الثغرة في عمق دفاع الرفاع كانت واضحة والدليل كرة أحمد عبدالرسول الذكية التي مررها من العمق من دون أن يستطيع إيقافها لتصل إلى عبدالوهاب المالود الذي أطاح بها بعيداً من المرمى عند الدقيقة 8 من البداية.
أما الحد فاعتمد على تحركات أحمد عبدالرسول وعيسى جاسم مع انطلاقة يوسف جاسم في الجهة اليمنى وعلي راشد في اليسرى. وقام عبدالله عبدالمجيد بمساعدة عيسى جاسم في التغطية الدفاعية ولكن كل هذه الأمور أيضاً لم تكن ذات فاعلية. وحاول إيجاد المساحة لنفسه ولكن ومع وجود ثغرة في دفاع الرفاع لم نره يستفيد منها وأصر الانطلاقة من الجانبين ولكنه لم يترك دفاع الرفاع في هاتين الجهتين الفرصة للحد لصناعة كراته. للحد صانع ألعاب جيد هو أحمد عبدالرسول ولكن لم يفعل كراته بالصورة الجيدة لعدم مساندته ومساعدته من زملائه في الوسط. جليانو والعبيدلي كانا جيدين في العمق واستطاعا أن يحكما منطقتهما جيداً ويكشفا عبدالرحمن وبوجان في مصيدة التسلل كثيراً وكانا متفاهمين في منطقتهما. حارسا المرمى في الفريقين لم يلاقيا أية صعوبة في حراسة مرميهما. عموماً، كان شوطاً متوسطاً غابت عنه الأفضلية من أي فريق.
تغير الحال خلال مجريات هذه الشوط لصالح أفضلية الرفاع الذي صار يلعب على أخطاء وثغرات دفاع الحد التي كلفته هدفين عن طريق الولد الذكي عبدالرحمن مبارك الأول عند الدقيقة 51 من كرة أخذها بصدره بين الدفاع الحداوي ولعبها فوق الحارس داخل المرمى والثاني جاء في الدقيقة 58 بعد ارتكاب حارس الحد لخطأ لا يغتفر عند خروجه خارج منطقة الجزاء ثم الخطأ في الإبعاد ليجد عبدالرحمن مبارك نفسه أمام الكرة الجانبية ليلعبها أرضية زاحفة في القائم الأيمن لتدخل الكرة إلى المرمى.
قبل هدف الرفاع الثاني أجرى مدرب الحد تبديلين هجوميين من أجل إصلاح الوضع الهجومي وكانت لديه بعض المحاولات الجادة ولكن الهدف الثاني بالإضافة إلى حالة الطرد التي تعرض لها لاعب الفريق في الوسط عيسى جاسم عند الدقيقة 67 ليكمل الحد المباراة بعشرة لاعبين، ومع ذلك لم نر الرفاع يلعب بالضغط الشديد والمحاولة للتقدم للهجوم. ولكن ما شاهدناه أن الحد صار يحاول جادا الوصول للمرمى، وحصل على كرة ثابتة في الدقيقة 31 ونفذها البرازيلي جليانو الذي لعبها واصطدمت بالحائط البشري ومالت الكرة عن الحارس إلى الجهة اليسرى، بينما ذهب الحارس إلى اليمنى محرزاً الهدف الأول للحد.
لم يلجأ الحد إلى الدفاع لسد النقص العددي بل شاهدناه أبقى طريقته على 4/3/2 مع رجوع بولت من الهجوم لمساندة الوسط عند الحال الدفاعية ونجح لحد ما في تنفيذ هذه الطريقة. في الدقيقة 34 كاد الرفاع يدرك الهدف الثالث عندما تهيأت الكرة أمام المرمى للعجيمي الذي لعبها قوية اصطدمت بالقائم الأيمن لداخل الملعب. عاب الحد في الدقائق الأخيرة التسرع والاستعجال وعدم التركيز في بنائه الهجمات فكانت معظم الكرات مكشوفة للرفاع السماوي.
الحد مع النقص العددي كان يسعى كثيراً إلى الهجوم وكاد من واحدة يدرك التعادل لولا تماطل المالود وهو على قرب من المرمى حتى تم إبعادها سريعاً من المرمى في الدقيقة 34.
أشرك مدرب الرفاع جعفر طوق في الدقيقة 17 بدلاً من عبدو وأشرك حسن فريد صالح بدلاً من الهداف عبدالرحمن مبارك في الدقيقة 87 وأشرك حسن البري بدلاً من العجيمي على أساس المحافظة على الحال الدفاعية في الدقائق الأخيرة.
في الدقيقة 91 من تسديدة قوية اطلقها حمد راكع ارتطمت بالعارضة لخارج المرمى. في الدقيقة 93 خطف أحمد عبدالرسول الكرة من إسماعيل صالح ولعبها أرضية قوية أمسك بها حارس الرفاع على دفعتين وانقذ فريقه من هدف التعادل. عموماً، على رغم الفوز الرفاعي لم يكن في الحال التي كنا نعرفها عنه جيداً.
أدار المباراة الحكم (درجة أولى) علي العصفور الذي نجح في إدارتها بمساعدة الدولي ياسر تلفت والدولي عبدالإمام محمد والحكم الدولي زكريا إبراهيم حكماً رابعاً.
تقام اليوم مباراتان في ختام الأسبوع (5) من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، إذ يلعب في الأولى الأهلي (8 نقاط) أمام المنامة (8 نقاط) عند الساعة 6.00 مساء بينما يلعب في المباراة الأولى مباشرة، وتقام
المباراتان على الاستاد الوطني.
تعتبر مباراة الأهلي والمنامة الطريق نحو الصدارة المبكرة على أساس أن الفريقين كانا في الصدارة المشتركة خلال الأسابيع الماضية، وبالتالي يسعى كل فريق لأن يخرج اليوم بأفضل النتائج لينفرد بالصدارة لوحده.
الأهلي الذي بدأ الموسم بفوز صعب على الحد (2/1) وتعادل مع المالكية (1/1) بعد عرض هزيل وتعادل مع الحالة (1/1) أيضاً بعرض غير متوقع كاد فيه أن يقع في المحظور وفي الأسبوع (4) فاز على الشباب (المنهك) بنتيجة (2/1).
الأهلي دخل هذا الموسم لكونه حامل اللقب ويسعى للحفاظ عليه وقام بعدة محاولات لتعزيز الفريق بوجوه محلية واستغنى عن البعض، وبالتالي كان ذلك من أجل البقاء في الصدارة التي هو فيها، ولكن قبل 3 شهور لم يكن الأصفر في الوضع الذي يستطيع أن يواصل مسيرته بنفس ما يريد.
يحاول الأصفر اليوم إزاحة منافسة عن طريقه بوجوه الخبرة والشباب بقيادة قائد الفريق علاء حبيل وشقيقه محمد حبيل الذي كاد يلتحق بركب الاحتراف بالعربي الكويتي لولا بعض الأمور التي أعاقت الرحيل. عموماً، الأهلي يحتاج إلى التنظيم في منطقة الوسط والفاعلية في الهجوم وإبعاد نفسه عن اللعب المكشوف وخصوصاً أنه سيواجه فريقاً صعباً وان مرت به بعض المشكلات وخصوصاً مع المدرب موسى حبيب إلا أنه جاهز لخطف النقاط.
المنامة من جانبه بدأ الدوري بفوز كبير فاجأ به النجمة بنتيجة (3/صفر) ولكنه في الأسبوع (2) تعادل مع الحد (2/2) ولكنه عاد من جديد للفوز على الرفاع (3/2) واستطاع أن يؤلم المحرق بالتعادل (1/1) بعدما كان هو المتقدم والأفضل. ولكن الوضع قبل 3 شهور يختلف عن اليوم والذي يحتاج إلى إبعاد نفسه عن المشكلات الداخلية والتي لو لم يتحرر منها لأبقى نفسه في الوضع المحرج. المنامة دائماً في مواجهاته مع الأهلي تراه متألقاً بأدائه الجاد فكيف لا وهو يواجه الأصفر هذه المرة من أجل الصدارة. يحتاج مدرب الفريق موسى حبيب لأن يحسن وضع التشكيل الأساسي للفريق قبل أن يضع طريقة وأسلوب اللعب بحسب إمكانات لاعبيه لمباراة اليوم والذي سيدخل بقيادة حميد درويش وأحمد حسان ومسعود قمبر وباقي اللاعبين المتميزين.
المحرق × البسيتين
أما المباراة الثانية والتي تجمع المحرق والبسيتين فهي الأخرى لا تقل أهمية عن الأولى، إذ يسعى كل فريق إلى معالجة أخطائه وسلبياته ووضعه في ترتيب الدوري من أجل أن يكون قريباً من الصدارة والتعادل لن يخدم الفريق.
المحرق منذ الموسم الماضي لم يكن في حال الطبيعي دخل هذا الموسم وبدأه بجرح كبير عندما أصاب كبرياءه المالكية بنتيجة (صفر/3) وتبعه بتعادل مع الحالة (1/1) ولكنه في الأسبوع (3) انتفض بأدائه الجاد ليحقق الفوز الكبير على الشباب (5/1) وختم الأسبوع (4) بتعادل آخر مع المنامة (1/1).
المحرق مازال يعاني الكثير وخصوصاً في الوجوه الشابة القليلة الذين وان زج بهم المدرب إلا أنهم يحتاجون للخبرة بعد غياب طويل من اللحاق بالفريق الأول لغياب الاستراتيجية للنادي في هذا المجال. ولكن المحرق بعد 3 شهور قد يكون مختلفاً وخصوصاً أنه كان في الدورة التنشيطية جاداً بأدائه بعد استعادة حسين علي لمستواه في الهجوم وسانده من الخلف لمحمود جلال ودفاع قوي بالتعاقد من جديد مع بني ياسين الذي كان يوماً من الأيام مع المحرق، وبالتالي لابد للأحمر من انتفاضة لكي يعيد نفسه مع الكبار كما اعتاد من قبل.
أما البسيتين فهو الآخر في كل موسم تراه مع البداية لا يكون بالصورة الفاعلة ولا المطلوبة ما يعيق حركته نحو المتصدرين. فهو بدأ الدوري بفوز جيد على الشباب (2/صفر) وتعادل مع النجمة (1/1) بعد عرض باهت وهزيل وتعادل مع الحد أيضاً (3/3) أيضاً بعد أداء غير طبيعي. وتأجلت مباراته أمام الرفاع ليلعبها يوم 16 من فبراير/ شباط الشهر الجاري.
من الوهلة الأولى تؤكد لنا المؤشرات أن البسيتين لابد له من المنافسة نتيجة الدعم اللامحدود الذي تبديه الإدارة للفريق، ولكن مع وجود بعض النجوم إلى جانب الوجوه الشابة المتميزة فإنه غير قادر على اللعب المتوازن وهو اليوم أمام فرصة كبيرة للعودة إلى الصدارة ولكن في مواجهة فريق له خبرته وسمعته وتاريخه الكبير، وبالتالي سيلاقي صعوبة بالغة في الاجتياز ما لم تكن لديه طريقة وأسلوب لعب تحرم المنافس من الاقتراب للمرمى.
لمن الكلمة الحاسمة ستكون في نهاية المطاف بعد 3 شهور من النتائج الباهتة للفريقين؟
العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ