حتى الآن، تظل هذه الخطوات مجرد أحلام، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المنظمين المعنيين بمكافحة الاحتكار مازالوا يعطون حصانة ضد منع الاحتكار وإن بحذر شديد، وأيضاً لأن توافق الآراء بين جميع أعضاء التحالف أمر يصعب تحقيقه. وإلى أن تثمر هذه التحالفات بشكل روتيني عائدات أعلى وكفاءة أكبر، على شركات الطيران أن تفكر في عقد مزيد من الاتفاقات الثنائية والمتعددة الأطراف التي لا تنطوي على عدد كبير من شركات الطيران إنما تحقق التآزر والتفاعل على نطاق أصغر ولكن فعّال. ويجعل هذا الأمر، في الواقع خطوط رحلاتها المترابطة بمثابة شركة طيران افتراضية، ويمكن أن يمهد الطريق أمام تحقيق البرامج المشتركة التي يصعب تنسيقها في إطار تحالفات كبيرة.
على الرغم من أن السياسات الوطنية لطالما وقفت ضد عمليات التوحيد الجدية العابرة للحدود في صناعة الطيران، يرجّح ألا تسمح القوى الاقتصادية للعولمة بالحفاظ على الوضع القائم إلى ما لا نهاية. يقول مجدلاني: «على مدى العقد المقبل، ستكون احتمالات حدوث تغيرات كبيرة في المواقف السياسية تجاه عمليات اندماج شركات الطيران الدولية مرتفعة بما فيه الكفاية بحيث يجب على كل لاعب رئيسي في هذه الصناعة الاستعداد لها. وستصبح المهارة في دمج الثقافات المتنوعة تحدياً تنافسياً حاسماًَ».
الواقع أن دمج شركتين أمر صعب بما فيه الكفاية إذا حصل في البلد نفسه، أما الاندماجات الدولية فهي أصعب. وحتى عملية التشارك ضمن القارة الواحدة يمكن أن تمثل صعوبات، مثل الجمع بين قواعد متباينة لأخلاقيات العمل. يضاف إلى ذلك أن على شركات الطيران أن تكون مستعدة للتعامل مع التعقيدات التي تسببها عمليات الاندماج في بعض المجالات، ومنها إدارة العمليات الأرضية وصيانة أنواع مختلفة من الطائرات. ولئن كانت السياسة تحمي الآن ربما صناعة السفر الجوي، فإن شركات الطيران التي لا تنجح في استباق المستقبل المعولم ستصاب بأضرار كبيرة... لقد أتاح الخيال والإبداع التحليق واجتياز أجواء المحيطات قبل نحو قرن من الزمان، وعلى شركات الطيران العريقة والراسخة أن تستعمل هاتين الميزتين من جديد في أيامنا هذه والآتي من الأيام
العدد 3099 - الثلثاء 01 مارس 2011م الموافق 26 ربيع الاول 1432هـ