اندلعت اشتباكات اليوم الجمعة بين جماعات صغيرة من المؤيدين للحكومة اليمنية والمحتجين حيث خرج عشرات الآلاف من المطالبين بسقوط الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى الشوارع رافضين عرضه بإجراء اصلاحات.
وتدفق اليمنيون على الشوارع والأزقة المحيطة بجامعة صنعاء في أكبر
احتجاج تشهده العاصمة منذ بدء المظاهرات في يناير كانون الثاني. وقتل
نحو 30 شخصا منذ ذلك الحين.
وتبادل العشرات من الجانبين التراشق بالحجارة خارج الجامعة فيما أطلق
سكان النار في الهواء في محاولة لفض الاشتباك. وقال محتجون يقفون على مقربة من
الاشتباكات لرويترز ان نحو عشرة اشخاص يتلقون العلاج من اصابات طفيفة.
وتجمع عدة آلاف من الموالين لصالح أيضا في ميدان التحرير في صنعاء رافعين
صور الرئيس.
وقال احد الأئمة للمتظاهرين "واجبكم هو الحفاظ على الاستقرار. اعلم ان
الكثيرين منكم يعانون من صعوبات اقتصادية لكننا كمسلمين نختلف عن غيرنا
فالرزق يأتينا من الله وبالدعاء."
لكن أعداد المحتجين المعارضين للرئيس اليمني كانت اكبر بكثير من اعداد
المؤيدين حيث قدر مراسلون لرويترز اعداد المحتجين المطالبين بسقوط صالح بنحو 40
الف شخص. ونظم عشرات الآلاف مسيرات في تعز وإب إلى الجنوب من العاصمة.
واصيب ثلاثة اشخاص في مدينة عدن الساحلية الجنوبية بالرصاص فيما سقط
ستة مصابين آخرين بسبب الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الشرطة
لتفريق الآلاف الذين خرجوا في مسيرة مناهضة للحكومة.
وفي منطقة أخرى في الجنوب قال مسؤولون إن مسلحين مجهولين قتلوا أربعة جنود
كانوا في دورية بمدينة الهجرين في جنوب شرق اليمن. والقى المسؤولون باللائمة
على تنظيم القاعدة.
وأدت موجة من الاضطرابات التي تستلهم جزئيا الانتفاضتين الشعبيتين في مصر
وتونس إلى اضعاف قبضة صالح على الحكم. ويحكم الرئيس اليمني البلاد منذ 32
عاما.
ولم يعر المحتجون خلال اليوم الذي أطلقوا عليه "جمعة اللا عودة"
اهتماما لما عرضه صالح أمس الخميس من صياغة دستور جديد يجري
الاستفتاء عليه هذا العام وإجراء إصلاحات انتخابية.
وقال أحد المتظاهرين ويدعى علي عبد الرحمن "لا نريد مبادرات بل
نريده أن يرحل."
وقال محمد صالح وهو من أبناء القبائل "نحن أبناء القبائل هنا الآن
حتى نطالب هذا الرجل بالرحيل. سئمنا منه."
وانقلب العديد من القبائل اليمنية الكبرى على صالح وكذلك بعض رجال
الدين ونواب الحزب الحاكم.
وقال مسؤول حكومي كبير طلب عدم نشر اسمه "حدوث عصيان مدني
كبير ليس سوى مسألة وقت... من المرجح أن يعلن صالح قانون الطواريء
لكني لا أظن أنه سيتمكن من البقاء."
وفي محافظة مأرب بوسط اليمن قال سكان لرويترز إن مئات اليمنيين خرجوا إلى
الشوارع احتجاجا على عدم حصولهم على مقابل مادي لحضورهم كلمة صالح في صنعاء
أمس.
وذكرت صحيفة مأرب برس أن المحتجين كانوا قد تلقوا وعودا بالحصول على 50
ألف ريال يمني (233 دولارا) لكنهم حين لم يحصلوا عليها بدأو يهتفون "الشعب
يريد إسقاط النظام".
وفي مقابلة من المقرر أن تنشرها مجلة مدعومة من الدولة غدا السبت
حث السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين المحتجين على المشاركة في حوار مع الحكومة
بشأن مستقبل اليمن.
وتساءل السفير "سؤالنا دائما.. إذا رحل الرئيس صالح فما الذي سوف
تفعلونه في اليوم التالي؟"
وتخشى الولايات المتحدة أن تؤدي الإطاحة بصالح إلى فراغ في السلطة
يستغله المتشددون الإسلاميون في البلاد.