العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ

جدل في التحالف الدولي بشأن قيادة العمليات في ليبيا

استمرت عمليات القصف التي يقوم بها التحالف الدولي ضد ليبيا والمعارك بين الثوار وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي أمس الثلثاء (22 مارس/ آذار 2011) بينما تصاعد الجدل بشأن هدف وتفويض العملية التي تجرى بمبادرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وتعالت أصوات متناقضة بشأن قيادة العمليات التي ترغب عدة دول في أن توكل إلى حلف الأطلسي، داخل التحالف الذي يشارك فيه الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا والدنمارك واليونان وإسبانيا، إذ طالب رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني بأن «تنتقل قيادة العمليات إلى الحلف الأطلسي». ورد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «نريد قيادة (...) تستخدم آليات الحلف بشكل يسمح بتنسيق سليم لكل الذين يريدون المشاركة من الخارج». لكن باريس تعتبر أنه إذا تولى الحلف التدخل، فإن الدول العربية لن تنضم إليه وربما تصل إلى حد إدانته.

من جهة ثانية، أعلنت تركيا أنها لن تشارك في العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف لكنها قد تشارك بمهام «مراقبة» المتوسط وعمليات إنسانية في بنغازي معقل المعارضة الليبية.


مجلس الأمن ينعقد لدراسة الموقف غداً مع استمرار القصف المتبادل

جدل بشأن هدف وتفويض العملية في ليبيا

طرابلس، بنغازي - أ ف ب

استمرت عمليات القصف التي يقوم بها التحالف الدولي ضد ليبيا والمعارك بين الثوار وقوات العقيد معمر القذافي أمس الثلثاء (22 مارس/ آذار 2011) بينما يتصاعد الجدل بشأن هدف وتفويض العملية التي تجرى بمبادرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وأفاد صحافي من وكالة «فرانس برس» عن سماع إطلاق مضادات الطيران تلاه دوي انفجارات مساء أمس الأول (الاثنين) في طرابلس قرب مقر الزعيم الليبي. والليلة قبل الماضية دمرت صواريخ مبنى في هذه الثكنة الواقعة جنوب العاصمة. وقال شهود عيان إن قاعدة بحرية تقع على بعد عشرة كيلومترات شرق طرابلس أصيبت بالقصف كما ذكر شهود عيان رأوا ألسنة لهب. لكن كثافة الهجمات وعددها تراجعت منذ بداية العملية مساء السبت.

وقال قائد التحالف، الجنرال الأميركي كارتر هام للصحافيين مساء الاثنين «إذا لم يحدث شيء غير عادي أو غير متوقع، قد نشهد تباطؤاً في وتيرة الهجمات»، مشيراً إلى «انخفاض كبير في الضربات بصواريخ توماهوك بين الليلة الأولى والليلة الثانية». وأضاف أن «توسيع منطقة الحظر الجوي من الحدود (المصرية) إلى الحدود (التونسية) يجب أن يتيح لنا حرية كبيرة في الحركة». وأكد مسئولون كبار عدة أن التحالف لا يسعى إلى استهداف العقيد القذافي مباشرة.

من جهته، أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما أمس الأول أن «الموقف الأميركي هو أن القذافي يجب أن يرحل». ولم يخف رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أنه «يعتقد أن ليبيا يجب أن تتخلص من القذافي»، مؤكداً أنه يعود إلى «الشعب الليبي اختيار مستقبله». وصادق البرلمانيون البريطانيون بشبه أجماع على مشاركة القوات البريطانية في العمليات الجارية في ليبيا. وداخل التحالف الذي يشارك فيه الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا والدنمارك واليونان وإسبانيا، ترتفع أصوات متناقضة بشأن قيادة العمليات التي ترغب عدة دول في أن توكل إلى حلف شمال الأطلسي.

وحالياً تجري عمليات التحالف على المستوى الوطني بالتنسيق من مقري القيادة الأميركيين في رامشتاين (غرب ألمانيا) ونابولي (جنوب إيطاليا). وأكد أوباما أن «الحلف الأطلسي سيلعب دوراً» في المرحلة العسكرية الجديدة في ليبيا، موضحاً أن بداية هذه المرحلة مسألة «أيام وليس أسابيع». وطالب رئيس الحكومة الإيطالية، سيلفيو برلوسكوني بأن «تنتقل قيادة العمليات إلى الحلف الأطلسي». ورد كاميرون «نريد قيادة (...) تستخدم آليات الحلف بشكل يسمح بتنسيق سليم لكل الذين يريدون المشاركة من الخارج». لكن باريس تعتبر أنه إذا تولى الحلف التدخل، فإن الدول العربية لن تنضم إليه وربما تصل إلى حد إدانته. وأعلنت النرويج أن ست طائرات «أف-16» أرسلت أمس الأول إلى المتوسط للمشاركة في العملية لن تبدأ مهمتها قبل توضيح مسألة القيادة. وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً غداً (الخميس) لمناقشة الوضع في ليبيا. وعلى رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنه القذافي، تواصلت أعمال العنف الاثنين وأسفرت عن سقوط أربعين قتيلاً و300 جريح في مصراتة (200 كيلومتر شرق بنغازي)، كما قال المتمردون.

وفي جنوب غرب طرابلس، تقصف القوات الموالية للقذافي منذ ثلاثة أيام منطقة الجبل الغربي وخصوصاً مدينتي الزنتان ويفرن اللتين يسيطر عليهما المتمردون، على حد قول سكان في المنطقة تحدثوا عن غارات «مكثفة جداً».

وقال النظام الليبي أن التحالف شن منذ السبت غارات على طرابلس وزوارة ومصراتة (غرب) وسرت واستهدف الاثنين سرت وخصوصاً المطارات ما أدى إلى سقوط «عدد كبير من الضحايا» المدنيين.

وأكد ناطق باسم الثوار الليبيين في مصراته إن خمسة أشخاص بينهم 4 أطفال قتلوا أمس بنيران القوات التابعة للزعيم الليبي في مصراته. وقال الناطق «صباح اليوم قامت الدبابات والقناصة بإطلاق النار عشوائياً وسقط خمسة شهداء منهم أربعة أطفال كانوا على متن سيارة مع عائلتهم». وأضاف الناطق أن «الشهيد الخامس سقط في قصف ثانٍ».

وكان ناطق باسم الثوار ومصدر طبي في مصراته أعلنا أمس الأول أن أربعين شخصاً على الأقل قتلوا في المدينة وأصيب مئات آخرون بنيران قوات القذافي

العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً