العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ

تصريحات بوتين بشأن ليبيا تظهر تبايناً في المواقف الروسية

شهدت روسيا تغييراً في سياساتها بعد قيام الرئيس، ديمتري مدفيديف للمرة الأولى باتخاذ موقف متباين عن رئيس وزرائه عندما انتقد علناً أمس الأول (الاثنين) تعليقات فلاديمير بوتين بشأن النزاع في ليبيا.

وفي خطوة مفاجئة محت ثلاث أعوام من التناغم في الحكم، انتقد مدفيديف علناً بوتين على مقارنته قرار الأمم المتحدة الذي يجيز شن غارات جوية على ليبيا بـ «دعوة من القرون الوسطى إلى حملة صليبية». وقال مدفيديف للتلفزيون الرسمي إنه من غير المقبول استخدام تعابير مثل «حملة صليبية» في الإشارة إلى النزاع الجاري في ليبيا. وصرح «من غير المقبول تحت أي ظرف من الظروف استخدام عبارات يمكن أن تقود إلى صدام بين الحضارات، مثل عبارة (حملة صليبية) أو غيرها».

وأضاف «هذا أمر غير مقبول، وإلا فكل شيء سيصبح أسوأ بكثير مما هو عليه الآن. على الجميع أن يتذكروا ذلك». وكان بوتين اعتبر أن قرار مجلس الأمن بشأن ليبيا تشوبه عيوب ويشير بنظره إلى نزعة متزايدة لدى الولايات المتحدة إلى التدخل عسكرياً، وذلك في تناقض واضح مع قرار روسيا الامتناع عن التصويت ما أتاح تبني القرار في مجلس الأمن الدولي. وقال محللون إن الخلاف يعلن خصوصاً بدء حملة الانتخابات الرئاسية حيث يتوقع عديدون عودة بوتين إلى الكرملين بعد مغادرته عند انتخاب مدفيديف في العام 2008.

وبعد أن كانت أي خلافات بين المسئولين بالكاد تلاحظ، فاجأ هذا الخلاف المراقبين لسرعة حصوله في غضون ساعات وللهجته المباشرة. وأوردت صحيفة «فيديموستي» اليومية أن «الرئيس مدفيديف بعد موافقته على قصف ليبيا يجد نفسه إزاء ند يتمتع بالنفوذ هو فلاديمير بوتين». وعنونت صحيفة «غايزتا.رو» الإلكترونية «شرخ في الشراكة».

ومع أن بوتين صرح لعمال المصنع الذي أدلى فيه بتصريحه أن تعليقاته «شخصية»، إلا أن المحلل السياسي، غليب بافلوفسكي القريب من الكرملين أشار إلى أن هذا الأخير ارتكب هفوة سياسية نادرة. وقال بافلوفسكي لوكالة «انترفاكس: «يجب أن يؤخذ الرد الحاد لمدفيديف بمثابة تذكير بالحاجة إلى الولاء داخل الشراكة حيث لا يمكن للمشاركين فيها خوض حملات انتخابية متنافسة».

وأضاف «أن معارضي مدفيديف وبوتين على حد سواء وأي شخص يريد تفكيك الشراكة وزعزعة الاستقرار سيستغل خطأ بوتين». ودافع مدفيديف عن «تحسين العلاقات» مع الولايات المتحدة معززاً موقفه بصداقة شخصية قوية مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وهو ما لم يثر حماسة بوتين على الإطلاق.

ومن المصادفة أن الخلاف تزامن مع زيارة لوزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس إلى روسيا إذ من المقرر أن يلتقي مدفيديف في وقت لاحق. وكان بوتين صرح منذ فترة أنهما سيقرران معاً من منهما سيترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2012، إلا أن الخلاف أثار احتمال ألا يتنحى مدفيديف لصالح بوتين.

وقال مسئول في الكرملين لصحيفة «فيدوموستي» إن السياسة الخارجية في روسيا هي من نطاق الرئيس «وحده»، في حين أن تصريح رئيس الوزراء كان تعبيراً عن رأي شخصي. إلا أن مصدراً في الحكومة صرح للصحيفة أن تعليق بوتين لم يكن عرضياً، لأنه كان من الضروري «تصحيح» موقف روسيا بشأن ليبيا مضيفاً أن بوتين سيتحدث مجدداً خلال زيارة إلى صربيا وسلوفينيا هذا الأسبوع.

وكتبت صحيفة «كومرسانت» الليبرالية «السؤال الآن هو هل الأمر خلاف في الأسلوب داخل الشراكة أم أنه إشارة إلى انقسامات أعمق يمكن أن تزداد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية»

العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً