تمكن المعارضون في شرق ليبيا أمس السبت (16 أبريل/ نيسان 2011) من تحقيق بعض التقدم من أجدابيا باتجاه البريقة النفطية مستفيدين من غارات الحلف الأطلسي، في حين يتواصل القصف العنيف غرباً على مصراتة المحاصرة من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي المتهمة باستخدام قنابل عنقودية في هذه المدينة.
ويفيد مراسل «فرانس برس» في المكان أن المعارضين وصلوا إلى مسافة تبعد نحو 40 كلم عن مدينة البريقة النفطية أي منتصف الطريق بين أجدابيا والبريقة.
وأدى قصف قوات القذافي للمعارضين المتقدمين بصواريخ من نوع غراد إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة عشرين آخرين بجروح، بحسب ما أفاد مسئولون في مستشفى أجدابيا الذي نقل إليه الضحايا من قتلى وجرحى.
مصراته - أ ف ب
اتهم المعارضون الليبيون ومنظمة هيومن رايتس ووتش قوات الزعيم الليبي معمر القذافي باستعمال قنابل عنقودية محظورة في مصراته، غرب البلاد التي تتعرض إلى قصف كثيف منذ عدة أيام.
وقال متحدث باسم المعارضة إن قوات القذافي هاجمت مصراتة بمئة صاروخ غراد على الأقل في وقت مبكر أمس السبت (16 أبريل/ نيسان 2011).
وقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً الجمعة الماضي في مواجهات بين قوات القذافي والمعارضة وتواصل القصف كامل الليل قبل الفائت حسب مصادر طبية. وأفاد مراسل «فرانس برس» عن دوي انفجارات قوية ورصاص رشاش من وسط المدينة موضحاً أن طائرات حلف الأطلسي حلقت في الأجواء قبل القصف.
وتكثف تبادل الرصاص بأسلحة رشاشة وقذائف الهاون والمدفعية مع غروب الشمس. وسقط ثمانية قتلى على الأقل الجمعة حسب أطباء بنغازي، وهم على اتصال مع زملائهم في مصراته المحاصرة منذ نحو شهرين. وتسلم مستشفى الحكمة في مصراته خمسة قتلى و31 جريحاً ليل الجمعة السبت كما أفاد مصدر طبي ليلاً.
كما دوت انفجارت أمس في غرب مدينة أجدابيا الاستراتيجية في شرق ليبيا حيث حقق المعارضون تقدماً تحت غطاء غارات حلف الأطلسي على القوات الحكومية، كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وسمع مراسل «فرانس برس» على غرار صحافيين آخرين منعهم الثوار من التقدم في حاجز غرب أجدابيا، دوي انفجار عدة قذائف غرب المدينة.
وأكد المعارضون أنهم يسيطرون على منطقة مساحتها عدة كيلومترات أمام الحاجز في الصحراء على طول الطريق الساحلية المؤدية إلى البريقة (80 كلم غرب أجدابيا).
وأدان المعارضون الجمعة استعمال قوات القذافي قنابل عنقودية في المناطق الآهلة بالمدنيين في مصراته وأكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ذلك وقالت إنها شاهدت قنابل من هذا القبيل في المكان لكن النظام نفى ذلك. وأوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنها «لاحظت على الأقل ثلاث قنابل عنقودية تنفجر فوق حي الشواهدة في مصراته ليلة 14 أبريل».
ومن جهتها، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» استناداً إلى صور نشرتها، أن قوات القذافي استعملت قنابل عنقودية من عيار 120 ملم مصنوعة في إسبانيا سنة 2007، قبل سنة من توقيع هذا البلد المعاهدة الدولية حول القنابل الانشطارية، خلال معارك مع المعارضة.
وقالت «هيومن رايتس ووتش»: «يجب على ليبيا أن تكف فوراً عن استعمال تلك الأسلحة وان تبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين من هجماتها الدامية».
ونفت طرابلس استعمال قنابل انشطارية وقال الناطق باسم الحكومة موسى إبراهيم للصحافيين رداً على سؤال في هذا الصدد «لا قطعاً، إننا لا نستطيع أخلاقياً ولا شرعياً أن نفعل ذلك بحق شعبنا».
على الصعيد الإنساني عزز حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي تنسيقهما بهدف القيام بعملية إنسانية يعدها الأوروبيون في مصراته. وسيعقد اجتماع في هذا الصدد «خلال الأسابيع القادمة».
وقال الرئيسان الفرنسي، نيكولا ساركوزي والأميركي، باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون في مقال مشترك نشرته الصحف الجمعة إنه «يستحيل تصور مستقبل ليبيا مع القذافي (...) ولا يعقل أن يلعب شخص أراد إبادة شعبه، دوراً في مستقبل الحكومة الليبية».
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغي من «الأكيد» أن بهذا الموقف تخطت هذه الدول الثلاث قرار مجلس الأمن رقم 1973 حول ليبيا واقترح استصدار قرار جديد يتبنى مشروع الإطاحة بالقذافي.
من جانبها اعتبرت موسكو على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف أن حلف الأطلسي تجاوز مجدداً تفويض الأمم المتحدة مؤكداً أن «الأهم الآن هو الانتقال بشكل عاجل إلى مرحلة سياسية والمضي قدماً نحو تسوية سياسية ودبلوماسية» للأزمة الليبية.
أما وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون فأكدت أن التدخل العسكري الدولي في ليبيا حال دون وقوع مجزرة في بنغازي تشبه تلك التي وقعت في سربرينيتسا في 1995 في البوسنة.
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الجمعة أن مسئولين أميركيين كبار وفي الأطلسي أكدوا أن قوات الحلف تنقصها قنابل تصيب أهدافها بدقة وأنواع أخرى من الذخائر.
وأوضحت الصحيفة أن هذا النقص يعكس الحدود التي تحول دون استمرار المملكة المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى، على المدى الطويل، في عملية عسكرية متواضعة نسبياً، لكنها لم توضح سبب هذا النقص
العدد 3144 - السبت 16 أبريل 2011م الموافق 13 جمادى الأولى 1432هـ