قال الباحث والمحلل السياسي الكويتي خلدون النقيب إن أهم الإنجازات التي تحققت في مرحلة حكم أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح تمثلت في فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء المعمول بها منذ ثلاث سنوات. وأضاف النقيب في اتصال هاتفي أجرته «الوسط» أمس في مقره بالكويت قائلا «هذه التجربة كانت ناجحة ونأمل على المدى البعيد أن يكون منصب رئاسة المجلس من نصيب أفراد الشعب وذلك بصورة منتخبة». وأوضح النقيب انه بحكم الدستور الكويتي يتولى الحكم في البلاد ولي عهد الأمير الشيخ سعد العبدالله وذلك لضمان أي تغيير قد يحدث بينما استبعد أن تطرأ أية تغييرات في المستقبل القريب معلقا «لو حصل فلابد أن يأتي الصف الأول من أبناء الأسرة المتعلم يعين تبعا للكفاءة وليس بحسب انتمائه إلى العائلة فقط». في حين نوه النقيب إلى أن قراءة السياسة التي تمت في عهد الشيخ جابر عليها تترسخ خلال هذه الحقبة الجديدة المقبلة من مستقبل الكويت متمثلة في ترسيخ مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي المتمثلة في دعم سياسات الرعاية الاجتماعية كجزء لا يتجزأ من تقدم الدول وشعوبها. وكان الشيخ جابر قدم في العام 1996 اقتراحا في أول خطوة بإنشاء مجلس استشاري شعبي لدول الخليج العربية على غرار مجلس التعاون المعني بقادة دول الخليج إيمانا منه بأهمية ترسيخ الدور الشعبي لشعوب المنطقة وتم تضمين هذا القرار في البيان الختامي للمجلس في دورة دول المجلس في العام .1997 ومن جانب اخر قال النائب الكويتي السابق عبدالمحسن جمال لـ «الوسط» إن الإجراءات الدستورية الكويتية متينة وقد أصبح ولي العهد سمو الشيخ سعد العبدالله أميراً بعد وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد. وأوضح، انه بحسب الدستور فإن الأمير لديه فرصة سنة كاملة لتحديد ولي العهد من خلال التوافق داخل الأسرة الحاكمة على أن يعرض المرشح لولاية العهد على مجلس الأمة للموافقة عليه. وفي حال عدم الموافقة يسمي الأمير ثلاثة أشخاص يختار مجلس الأمة أحدهم. وأضاف، «لا أتوقع أن تكون هناك تغييرات في السياسة الخارجية، ولكن الإصلاحات الداخلية ستتواصل، خصوصاً فيما يتعلق بتعديل الدوائر الانتخابية والسماح بتراخيص للصحف حسب قانون أفضل، وهذا كان سيتناوله مؤتمر للقوى السياسية كان من المفترض أن يعقد الأسبوع المقبل، ولكنه سيتأجل خلال فترة الحداد». من جانبها اكدت مديرة الاعلام في صندوق التنمي الكويتي منى العياف أن الشيخ جابر كان حاكما داعما للمرأة الكويتية في كل طموحاتها اذ كانت هناك رغبة أميرية منذ العام 1999 نادت بإعطاء المرأة حق التصويت والترشيح التي رفضت آنذاك من قبل مجلس الأمة ولكنه في منتصف العام الماضي حصدته المرأة بعد فترة نضال وبدعم منه إذ إن الكويت خسرت بالأمس رجلاً كان أول من نادى بتلك الحقوق.