العدد 1229 - الإثنين 16 يناير 2006م الموافق 16 ذي الحجة 1426هـ

طلبة الكويت: حزن على رحيل «الشيخ» وسفر عاجل «للديرة»

وفاة الشيخين (جابر وفيصل) جمعت قلوب الشعبين على المواساة

قبل أيام، تلقت البلاد نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة طيب الله ثراه كالصاعقة المذهلة لتكتسي بحلة الحزن وتنكس الأعلام لفقده، ولم تلبث تلتقط أنفاسها أو تغلق مجالس التعزية لفقيد المملكة وتتنفس الصعداء لتصدم بخبر وفاة سمو أمير دولة الكويت الشقيقة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الصباح فجر أمس الاول لتختتم بذلك عيداً تكلل بحزن عم البحرين والكويت مرورا بحوادث حجاج بيت الله الحرام. الجانب المضيء في هذه الظروف هي روح الأسرة الواحدة التي تجمع أهل الخليج، وهنا، وقف أهل البحرين وأهل الكويت في محنة واحدة لفقد العزيزين... ولتأكيد مشاركتنا الوجدانية لأهل الكويت في مصابهم من جهة وعرفانا منا لجميلهم بمواساتنا بفقيد المملكة ننقل خلال هذه السطور مشاعر الطلبة المغتربين الكويتيين بالمملكة لنؤكد بذلك على الوحدة الخليجية في الضراء قبل السراء... كيف تلقوا الخبر، ردة فعلهم حياله ومشاعر ودوا أن ينقلوها عبر «الوسط» إلى بلدهم الكويت كلها مشاعر وجدانية لمسناها من خلال هذا التقرير:

توقعت الخبر وسلمت لقضاء الله

تلقى الطالب الكويتي بالدراسات العليا بقسم الإعلام والعلاقات العامة بجامعة البحرين الشيخ مشاري الصباح والذي تلقى خبر وفاة الشيخ جابر من مكالمة هاتفية مصدرها بلده فجر أمس الأول ليصف لنا ردة فعله فيقول: «أغلقت الهاتف وصمت مستسلما لقضاء الله وقدره ومتوقعا الخبر أكثر من كوني مصدوما به وليس بيدنا حيلة سوى الترحم له». ويرد على سؤالنا عن مشاركته حزن بلده في الغربة، مشيراً إلى أنه اعتاد أن يسمع الأخبار السيئة والمفرحة على حد السواء عن الكويت منذ 7 سنوات وهو بعيد عنها لارتباطه بالدراسة ما يجعله دائما في حال إحساس بالغربة وإن كان وسط أهله وناسه البحرينيين على حد قوله. وقطع الزوجان الطالبان بكلية الطب بجامعة الخليج العربي أحمد العسلاوي وحرمه أنوار عبداللطيف إجازة العيد بعد سماعهما بالخبر ليشدو الرحال لبلدهما الكويت لمشاركته أحزانه فيصفان لنا على لسان حالهما وقع الخبر عليهما لاسيما بعد انتهاء فترة الامتحانات واستعدادهما للعيد وقضاء إجازته بالمملكة ليكون عيداً ممزوجا بحزن على فقد الشيخ فيصل لينتهي بحزن أعظم بفقد الشيخ جابر فتقول أنوار: «علمت بالخبر من زوجي هاتفيا ولم أصدقه وعلى غرار كل يوم قصدت الدوام لأصدم بزميلاتي يزفن لي هذا الخبر المحزن ومازلت في حال صدمة وذهول ولا أخفى، حزنت بالغ الحزن فالشيخ جابر لم يكن مجرد قائد للكويت بل للأمة العربية وأفضاله يشهدها الجميع وخسارته خسارة عربية لا كويتية فحسب». ومن خلال «الوسط» ينقل العسلاوي وحرمه بالغ وعميق أساهم لشعب الكويت والخليج والوطن العربي كافة متمنين أن يكون آخر الأحزان على الجميع.

خليج وشعب واحد

ومازال الحديث لهما لينقلا في هذه السطور حزنهما وسعادتهما في نفس الوقت لكون الخليج شعبا واحد في المصائب والأفراح فيقول العسلاوي: «البحرينيون شاركونا في حزننا وبادلناهم ذات الإحساس في حزنهم على فقيد الشباب الشيخ فيصل ولمسنا ذلك من خلال كلمات المواساة وتعميم الإجازة لمدة 3 أيام على فقد الشيخ جابر ولا يسعنا إلى أن نقول «ربنا لا يفرق هالأمه في السراء والضراء». ولم يكن حال الطالبة بقسم الحقوق وضحى دشتي مختلفاً عن سواها من الطلبة الكويتيين والتي عبرت عن حزنها بعبرات مخنوقة رثت من خلالها الفقيد وأملت أن تكون وسط أهلها وفي «ديرتها» ليتسنى لها مشاركتهم هذا المصاب وشكرت كل من وقف إلى جانبها من صديقاتها وأقاربها البحرينيين لتقول: «كفو والله ناسي وهلي وربي فديت الخليج ووحدة الخليج دايم». وكان وقع الخبر أقل سوءا على الطالب بقسم الإعلام والعلاقات العامة حمد الجابر والذي أسف على فقد الشيخ جابر إلا أنه توقع هذا الخبر على حد قوله وفي أية لحظه نتيجة تدهور حال الفقيد الصحية منذ فترة. بتلاوة الآية الكريمة من قوله عز وجل (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) بدأ الطالب بقسم الحقوق فواز العميري حديثه لنا بكلمات من كتاب الله الحكيم مواسيا بها نفسه وكل الشعب الكويتي ومعربا باسمه وأسم كل الطلبة الكويتيين بالبحرين عن إعلان الحداد لفقده وإن بعدت المسافة وتعذرت المشاركة الحقيقية في الوطن.

منتديات تعج بالرثاء

وكان للمنتديات الكويتية نصيب الأسد في نقل حزن أهل الكويت وكل الخليج بكلمات شعر أو رثاء وخواطر أدبية أو من خلال استعراض إنجازاته وتاريخ حياته الحافل في ملف خاص يحمل تارة إسم فقيد المملكة أو جابر الخير ووداعا «بومبارك» تارة أخرى كان للطالبة الكويتية عنود العلي جولة فيها حبت أن تعبر عن حزنها بكلمات أعجبتها من تلك المنتديات مفادها ما يأتي: للدار حكام على العز باقين اشيوخنا تاج على راس ما طال الله يعز الدار دار السلاطين دار المعزة دارنا دار الأبطال واخص أنا نسل الأحرار الميامين الشيخ جابر سيدي درب الأفعال اسمه شهر بالطيب بين البلادين يبقى على مرّ الزمن عبر الأجيال وعلى الصعيد ذاته كان للطالبة نادية المري اسم مستعار هو «عاشقة الوطن» أعربت فيه عن إحساسها بمنتديات الكويت مشيرة إلى أنها أفاقت من النوم على هذا الخبر وبدا لها كالكابوس إلا أنها صدمت.. لكنه قضاء الله وقدره. وتستمر الجولة لمشاركة إخواننا الطلبة الكويتيين والتي تعذر علينا الوصول للكثير منهم نتيجة سفرهم للوطن بعد سماع الخبر وإغلاقهم لهواتفهم النقالة بعضهم حجز على أقرب رحلة متجهة للكويت والبعض الآخر استقل سيارة قاطعا جسر الملك فهد لحضور مراسم العزاء كما فعل الطالب فواز العتيبي والذي كان عازما على السفر مسبقا لقضاء العيد مع أهله وأقاربه في وطنه ليصدم بقضائه في مجالس العزاء على حد قوله. وفيما يخص مشاركة البحرينيين إخوانهم الكويتيين أشاد العتيبي بعمق العلاقات البحرينية الكويتية والتي تجلت واضحة خلال الأيام المنصرمة مؤكدا على عدم وجود بحريني لم يأسف على موت فقيد الكويت وبالمثل لا يوجد كويتي لم يألم لفقد فيصل البحرين.

ناد للطلبة الكويتيين

وفي هذه المساحة انتهزت الطالبة بقسم الفنون الجميلة بشاير المطيري الفرصة لتدعو لإنشاء ناد للطلبة الكويتيين على غرار نادي الطلبة البحرينيين بالكويت ليكون متنفسا لهم يعبرون من خلاله عن أفراحهم وأحزانهم ويحيون مراسم احتفالاتهم وعزائهم. وتسترجع زميلتها لؤلؤة المريخي الذكريات إبان حرب الخليج والتي كانت على حد وصفها «حقبة سوداء» لا تقل سوادا عن فقد الشيخ جابر الآن والذي كان نعم القائد والأب، وتحتسب عند الله في الفقيد مسلمة أمرها إلى الله ومشيرة إلى أن الموت علينا حق ولكن يبقى وجع الفراق والذكرى ويكفينا حزنا فقده ويكفينا فخرا ذكراه الطيبة في العالم العربي

العدد 1229 - الإثنين 16 يناير 2006م الموافق 16 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً