العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ

ما أقواك رجّال

(أ) أيما شاعر ينهي قراءة هذا النص ولا يصاب بغيرة نهائية، لن تكون له علاقة بالشعر ولا بالشعور... هذا النص كتب لأكثر من قرن مقبل... وثمة بُعد نفسي، ورهافة ملفتة، وحرفنة عالية في الطريقة التي خرج بها الغامدي على الناس من خلال هذا النص الممعن في علوّه، والفاتن في غلوّه، والبعيد في دنوّه.

ريحة خيانه على صدرك وريحة مَرَه

شمّيتها في شْفاك ولا قويت اسألك

شمّيتها في عسام الليل قبل انثره

لا انا اعرفك زين وآصدّق ولا انا اجهلك

في عطرها اللي يلم الليل ويبعثره

لا يفضح الستر في وجدك ولا يزهلك

في شعرها اللي يلف الصدر من منحره

لا ناويٍ يعتق احساسك ولا يثكلك

في لثمها... في قليله فـَ اصدقه فـَ اكثره

في زفرة الشوق لا هزّت خلا معزلك

في لون برق الشرود وحرّه ومجمره

في دمعةٍ كنّها هلّتْ على اغلى هَلكْ

نامت مكاني على صدرك وانا مبهره

جدّلتْ شعري وظفّرته وهيّيت لك

وملّتْ سهرها بليلٍ كنت قبل اسهره

تفضحك ريحة مجادلها على مجدلك

ضمّتكْ بين الفرح والذنب والمغفره

لا لامتك من ضمير ولا نوتْ تقتلك

وانا اجمع الذنب انا وآعذّبه واكفّره

ليّاه يجرح بصدرك هامة آخر ملِك

وأبقى بعرفك هبال... ابقى بعرفك مَرَهْ

ما أقواك رجّال... حتى ما قويت اسألك

(ب) هي المرة الثانية التي أقرأ فيها للغامدي، ولكنني - وكذلك أنتم - ستشعرون بألفة معه وكأنكم التقيتم به قبل سنوات، صافحكم وصافحتموه... تبرّمتم منه فيما اكتفى هو بدلع لسانه في وجوهكم كطفل يكمن جانب من وسامته في جرأته التي كثيرا ما تكون صادمة

العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً