العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ

بين كونداليزا رايس و نانسي عجرم

واحدة من النوازع التي كشفها ملف «الوسط» الشهري، في الساحة المحلية، أن عدداً ممن لم يتمكنوا من ضبط ايقاع سلوكهم، عدا عن ضبط ايقاع قصيدة ووزنها، مهّدوا ومنّوا أنفسهم كي يكونوا ضيوفا على صفحة «ريضان»!

«الملفات» «فاتتهم»، وستفوتهم، لأنهم أقل من أن يكونوا عبرة لمن لا يعتبر، كما هو الحال في زاوية سابقة دشنّاها في مجلة «قطوف» أيام عزها وهيمنتها، وكانت تحت عنوان «قبل الوزن»، «بعد الوزن»، إذ تصلنا «إشاعات قصائد»، ونسعى في المجلة المذكورة، لبذل كل جهدنا لتدخل جراحي غاية في التعقيد، لا يقل عن تدخل جراح تجميل لتحويل شكل وملامح وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، إلى شكل وملامح المطربة اللبنانية نانسي عجرم! إذ مهما أوتي المرء من إمكانات وموهبة لن يتمكن من تحقيق واحد من المستحيلات الألف. كذلك هو الأمر بالنسبة إلى بعض الشعراء الذين منوا أنفسهم باحتلال مساحات ليسوا أهلا لها، إذ يحتاجون على أقل تقدير إلى «ألف سنة إلا خمسين عاماً» كي يثبتوا أن لهم علاقة بـ (الف باء) الشعر!

بعضهم عمد إلى سلوكيات هي من شيم نساء مريضات نفسيا وأخلاقيا، وبتوقيت تناول الشاي الإنجليزي، يقمن بتحضير قائمة يومية بأسماء من سيتم اغتيابهن، ويتم الإشارة إلى جانب الاسم على أن المهمة قد أنجزت، مع حفظ كلمات إنجليزية ثلاث لزوم الوجاهة (Who is next!!)

الملف سيستمر، وبتصور وإخراج مختلفين خلال الأيام القليلة المقبلة، ومازلنا على وعدنا بتحويله إلى صفحتين، ستزيد من حجم المسئولية أكبر من ذي قبل، ما يعني أن الخيارات ستخضع إلى مزيد من الفحص والقراءة، ولن يُقدّر لها أن تتم برشوة أو اغواء من أي نوع، كما هو الحال مع بعض المجلات الشعبية التي تعمد إلى استحصال مبالغ خرافية، كي يتصدر شويعر لا طعم ولا لون و لا رائحة له غلاف مطبوعتها.

بعض الملاحظات التي وصلتنا بشأن الملف الشهري، تتركز حول ترتيب الحضور لضيوف الملف، على رغم التفاوت في عمق وأهمية وحضور كل منهم، وهنا لابد من توضيح، علّه يزيل بعض اللبس أو الوهم أو ربما التحامل.

المتابعون للملف باصداراته السبعة الماضية، حفظوا تقسيمته. إذ يبدأ الملف بمقال رئيسي، يعمل المحرر على تحضيره لمدة أسبوعين على أقل تقدير، باختيار محور محدد أو جانب من تجربة الشاعر، ثم نماذج من شعر شخصية الملف يتم اختيارها من قبل الشاعر نفسه. ولمحدودية المساحة، يُترك لمعد الصفحة هامش من اختيار ثانٍ على الاختيار الأول.

تطورت الفكرة الى استقطاب كتّاب، إضافة الى قراءة محرر الصفحة، ليدخل الملف في مرحلة ثالثة تتركز في نشر شهادات لمجموعة من الشعراء يتم اختيارهم بشكل عشوائي، إذ يدلي كل شاعر برأيه بغض النظر عن مدى اتفاقه أو اختلافه، اعجابه أو استهجانه للتجربة.

تبقى المسألة المهمة بهذا الشأن مرتبطة بالمعد، فتبعا لاشتغاله وتوفره على مراجع لقراءة وتقديم وتحليل التجربة، يتحدد شاعر الملف الذي تم رصده ضمن الملف، بغض النظر عن كونه من الصف الأول أو الثاني، إلا أن الأمر مع ملف شهر أبريل/ نيسان المقبل، ستخضع فيه التجربة تبعا للأولويات من حيث التقديم والقراءة، ضمن اجتهاد وتقدير يحددهما تتبّع ورصد المعد لجانب كبير من تجربة الشعر النبطي في منطقة الخليج، اشتغل عليها طوال أكثر من عاماً، وهو اجتهاد وتقدير يظلان يحتملان الخطأ والصواب.

لم أعمد الى اختيار عنوان المقال بمحض المزاج أو المصادفة، لأنه لدينا شعراء وقصائد لا «تسر» في شكلها ومضامينها، وهي نسخة مكتوبة من كائن كان بلا ذمة مازال ماثلا الذي لا يجرؤ أحد على توهم وسامته، ولدينا قصائد - على الأقل - في شكلها، وملامحها قريبة من نانسي عجرم، هذا إذا منحنا لأنفسنا الحق في اعطاء ملامح مختلف على مقارنتها بأقطاب سياسية وفنية

«ألا بالشكر تدوم النعم»... ومن نعم الله على المرء، تواصل يحظى به من دون احتساب. يبقى أن أسجّل كلمة شكر وتقدير إلى الزميل الشاعر الخلوق والمتميز محسن الحمري، على هداياه الرائعة والنبيلة.

هذا العدد يحفل بأكثر من هطول جميل ورائع وملفت... فقط اقرأوا النصوص التي خصنا بها الزميل االحمري، لعدد من الشواعر اللائي تقدمهن «ريضان» للمرة الأولى على مستوى النشر الصحافي المكتوب. نصوص غاية في الرهافة والعفوية. لدينا في هذا العدد، نورة الدوسري، ونين ، من دون أن ننسى الرائعة ، منيرة سبت. لك، ولهن جميعا تحية اكبار واعتزاز

العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً