أسفر الاجتماع الذي جمع وزيرة الصحة ندى حفاظ وعدداً من النواب أمس للتباحث بشأن ما أثير أخيراً عن قسم الطوارئ، إلى انقسام النواب بين مؤيد ومعارض لعقد الجلسة الاستثنائية لمناقشة أزمة الطوارئ. ورأى رئيس كتلة المستقلين النائب عبدالعزيز الموسى عدم الحاجة إلى عقد جلسة استثنائية بشأن الطوارئ، معللاً ذلك بضرورة انتظار ما سيسفر عن لجنة التحقيق التي شكلتها الوزيرة، في مقابل ذلك أكد ممثلو كتلتي الديمقراطيين والإسلامية تمسك كتلتيهما بخيار عقد الجلسة الاستثنائية. وشهد الاجتماع الذي سادته أجواء متوترة بحسب بعض النواب مشادات كلامية بين حفاظ والنائب عبدالنبي سلمان، ومشادة أخرى بين النائبين الشيخ عبدالله العالي وعادل المعاودة، ووجه بعض النواب اتهامات للموقعين على طلب عقد الجلسة الاستثنائية بأنهم يسعون إلى تصفيات شخصية. من جانبه ذكر العالي أن لقاء سيعقد اليوم (الأحد) يجمع الموقعين على طلب عقد الجلسة الاستثنائية، وذلك من أجل التباحث بشأن طبيعة الموقف الذي سيتم اتخاذه في أعقاب لقاء حفاظ.
القضيبية-علي العليوات
رأى رئيس كتلة المستقلين النائب عبدالعزيز الموسى عدم الحاجة إلى عقد جلسة استثنائية بشأن الطوارئ وذلك في أعقاب لقاء النواب مع وزيرة الصحة ندى حفاظ أمس، معللاً ذلك بضرورة انتظار ما سيسفر عن لجنة التحقيق التي شكلتها الوزيرة، وفي مقابل ذلك أكد ممثلو كتلتي الديمقراطيين والإسلامية تمسك كتليهما بخيار عقد الجلسة الاستثنائية. وشهد الاجتماع مواقف متباينة من قبل النواب بين مؤيد ومعارض ومتحفظ على عقد الجلسة الاستثنائية. وتم خلال الاجتماع التباحث بشأن ما أثير في الساحة المحلية من موضوعات مختلفة في وزارة الصحة، وما نُشر في الصحافة والوسائل الإعلامية من قضايا ذات علاقة بأداء الوزارة. وأبدت حفاظ استعدادها التام للتواصل المستمر مع رئيس وأعضاء مجلس النواب، مؤكدة حرصها على المضي قدما في تطوير الخدمات الصحية في الوزارة. وعبر المجتمعون عن استغرابهم من حضور رئيس قسم الطوارئ إلى الاجتماع، على رغم عدم توجيه الدعوة له لحضور الاجتماع.
مشادة كلامية بين سلمان وحفاظ
ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم كتلة النواب الديمقراطيين النائب عبدالنبي سلمان: «ركزت وزيرة الصحة خلال حديثها إلى النواب على أن لديها خطط وبرامج تطويرية في الوزارة، غير أن هذا الحديث شبع منه النواب، إذ إن هناك قضايا فساد وسوء إدارة متفشية في وزارة الصحة بحاجة لحلول جذرية، وقد بين النواب أن كل ما يحدث من تجاوزات وفساد لن ينتظر الخطط والاستراتيجيات». وحدثت مشادة كلامية بين حفاظ وسلمان عندما كان سلمان يتحدث عن المورفين، وأوضح سلمان «أخبرت الوزيرة خلال الاجتماع أن المعلومات تشير إلى زيادة كبيرة في استخدام المورفين في عهد الرئيس الحالي لقسم الطوارئ، غير أن الوزيرة أكدت في حديثها انخفاض نسبة استخدام المورفين بشكل كبير، وعندما خاطبت أحد النواب بأن ذلك غير صحيح، ثارت الوزيرة على ذلك، وطالبتها بضرورة احترام كل منا للآخر، واستشهدت بوثيقة من منظمة الصحة العالمية تذكر بأن قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي يعطون كميات كبيرة من المورفين، كما أخبرتها عن رسالة من الوزيرة إلى قسم الطوارئ تستفسر فيها عن سبب زيادة استخدام المورفين بشكل كبير، ورد القسم بأن الرئيس الحالي يطلب كميات كبيرة، وأخبرتها بأن ذلك ينافي حديثها». وأضاف سلمان «أخبرت الوزيرة بضرورة اتخاذ إجراء صارم ضد رئيس قسم الطوارئ لوجود الكثير من المأخذ عليه، وأخبرتنا الوزيرة عن وجود لجنة تحقيق في التجاوزات، غير أنني أخبرتها بأن هذه اللجان لا جدوى منها، إذ لا يعلم الرأي العام عن النتائج التي تتوصل إليها»، وأكد سلمان أن كتلة الديمقراطيين رفعت إلى الوزيرة أكثر من قضية فساد تعج بها الوزارة غير أن الوزيرة لم تتفاعل معها. وذكر سلمان «أن حضور الوزيرة لم يلب أي غرض وهي لم تجب على استفسارات النواب»، وطالب النواب باتخاذ موقف واضح بشأن ما يحدث في قسم الطوارئ، نافياَ ما تردد عن وجود تصفيات شخصية مع أي شخص في الوزارة. وأشار إلى أن تراكم هذه الأمور سيؤدي إلى تردي الوضع الصحي في البحرين، مضيفاً «نتطلع إلى خطوات عملية تصحيحية في الوزارة خصوصاً في الدوائر التي لا تحتمل الانتظار مثل قسم الطوارئ والعناية القصوى».
العالي: نواب اتهموا أطرافاً خارجية بتحريكنا
إلى ذلك تحدث عضو الكتلة الإسلامية النائب الشيخ عبدالله العالي عن حدوث مشادات بينه وبين النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عادل المعاودة، وذكر العالي أن بعض النواب وجهوا الاتهامات إلى الموقعين على طلب عقد الجلسة الاستثنائية بأن أطرافاً خارجية تحركهم. وأكد العالي أن خيار عقد الجلسة الاستثنائية لايزال قائماً، مشيراً إلى عقد اجتماع بين الموقعين على طلب الجلسة الاستثنائية اليوم (الأحد) بهدف تدارس الوضع والإعلان عن التحرك المقبل، وأضاف «لا نرى في ردود الوزيرة ما هو مقنع، ومازلنا متمسكين بخيار الجلسة الاستثنائية التي سنعلن فيها الكثير من الحقائق ، ونؤكد هنا أن الحل للخروج من هذه الأزمة هو بعقد جلسة استثنائية». وأوضح أن الوزيرة أقرت خلال الاجتماع بوجود أخطاء وتجاوزات في قسم الطوارئ وأكدت أنها غير راضية عن ما يجري، ولكن على رغم ذلك لم تكن ردودها مقنعة، إذ يجب التحدث بشفافية عن هذه الأخطاء». ونفى العالي أن يكون هذا التحرك ضمن تصفية حسابات أو قضايا شخصية، مؤكداً أن مجمع السلمانية الطبي يجب أن تكون الخدمات التي يقدمها على مستوى عال، منوهاً إلى أن شكاوى المواطنين أصبحت كثيرة بشكل ملفت للنظر ولا يمكن التغافل عنها. وأكد رئيس كتلة الأصالة النائب غانم فضل البوعينين «أن ما يثار عن وجود تجاوزات في قسم الطوارئ يجب أن يكون التحقيق فيها من مسئولية الوزارة في المرحلة الأولى، وفي حال استدعى الأمر يتدخل النواب، ولا يصح تدخل النواب في المرحلة الأولى كون ما يحدث خلاف إداري بحت». وفي تعليق له عقب الاجتماع قال رئيس كتلة المستقلين النائب عبدالعزيز الموسى: «استعرضت الوزيرة خلال الاجتماع برنامج تطوير الوزارة بشكل عام، وأوضحت الوزيرة ملابسات ما يجري في قسم الطوارئ وشكلت لجنة تحقيق بدأت عملها منذ أمس للتحقيق في التصريحات التي أطلقت». ورأى الموسى أن لقاء النواب مع حفاظ يغني عن عقد جلسة استثنائية، إذ لا حاجة لها، على حد قوله. وذكر الموسى «من الأفضل أن يتريث النواب للتعرف على النتائج التي ستخرج بها لجنة التحقيق التي شكلتها الوزيرة التي من المقرر أن تنهي عملها خلال أسبوعين، وإذا رأى النواب الحاجة لذلك يمكن طرحه في جلسات المجلس المقبلة».
العدد 1234 - السبت 21 يناير 2006م الموافق 21 ذي الحجة 1426هـ