إذا نظرنا الى البيانات الإحصائية المتعلقة بعدد الطلبة في التعليم الحكومي بحسب نوع المدرسة والمحافظة والجنس في العام الدراسي الماضي 2004 2005 (باعتبارها أحدث إحصائية) سنجد أن المجموع الكلي يصل الى 123 ألفاً و237 طالباً وطالبة، موزعين على المراحل الابتدائية (55481) والابتدائية الإعدادية (12687)، والإعدادية (24891)، والإعدادية الثانوية (3948) والثانوية (2519)، والمعهد الديني (1001)، وهذه الأرقام تعكس أهمية التعليم الحكومي والقاعدة المهمة التي يمثلها في المسار المعرفي في المجتمع. وبالتالي، تثبت أهمية المعلمين والمعلمات من دون شك. من هنا، يلزم لتطوير هذا القطاع الحيوي، العمل بصدق لتغيير الأنماط التقليدية والتحول إلى أنماط متطورة في المسيرة التعليمية، لكن قليلون هم الذي يعملون بصدق وترى نتاجهم منتشراً وثمرهم يانعاً في المجتمع، وقليل هم أولئك الذي يحترمون عملهم ويسعدون به، فالعمل الجبار عادة ما يقف المجتمع منبهراً به ولضخامته متعجباً. هم وحدهم المعلمون الذي إن أردت للأمة خيراً وضعت لهم وزناً وجعلت لمهاراتهم التعليمية مكانة وسط كل المحافل، ووحدهم الذين يجعلون من الجيل أداة التطور والعطاء، وبعزمهم يكون عزم الجيل وعطاؤه وحبه للعلم، فلذلك نرى منظمة اليونسكو ترتئي لجمعية المعلمين البحرينية تنسيق إقامة منتدى التعليم للجميع بعنوان «بناء قدرات المؤسسات غير الحكومية العاملة في مجال التعليم للجميع لمنطقة الخليج والجزيرة العربية» في مملكة البحرين. في هذه الإطلالة مع أعضاء جمعية المعلمين البحرينية، سنقف على أولويات بدء برنامج التعليم للجميع واستعدادهم كجمعية لانطلاقة المنتدى في البحرين هذين اليومين:
«التعليم للجميع»... كشعار عالمي
يعمل أعضاء الجمعية بشكل آلي، لكنه منظم... في زحمة عمل الاستعداد للمنتدى، أبدى الأعضاء تجاوباً معنا، توقفنا مع رئيس الجمعية مهدي أبوديب الذي يقول: «لا بد من التوضيح عن تاريخ التعليم للجميع، إذ كان هناك مشروع عالمي وهو التعليم للجميع وتبنته اليونسكو وقد بدأ في تايلند ووضع إطار له في السنغال وحددت له ستة أهداف». في بيروت، شاركت الجمعية في أول اجتماع، لنرى ما الذي قاله عنه: «إن التعليم للجميع يقع بالمسئولية على الجهات الحكومية بدرجة أولى والمنتدى الوطني للتعليم للجميع الذي عقد في 2002 كنا أعضاء مشاركين في المنتدى من قبل جمعية المعلمين إذ تمت دعوتنا في بيروت إلى أول اجتماع يضم مؤسسات المجتمع المدني إلى جانب المؤسسات الحكومية». ويتطرق الى المنظمة للجمعية اذ يقول «إنه في لقاء تشاوري عام للتعليم للجميع، تم اختيارنا لمنسق محور التعليم والتنمية للتعليم للجميع في الوطن العربي ضمن فريق يضم ستة أعضاء من فريق التنسيق العربي، وارتأت اليونسكو وبناءً على نشاط جمعية المعلمين البحرينية تنظيم منتدى بعنوان (بناء قدرات المؤسسات غير الحكومية العاملة في مجال التعليم للجميع لمنطقة الخليج والجزيرة العربية) في الفترة من 24 إلى 26 يناير/ كانون الثاني بقاعة النخلة في مركز البحرين الدولي للمعارض». ومن ثم، والكلام لأبوذيب، «بدأنا بالاتصالات لوضع رؤية ولايزال بيننا تواصل في هذا الجانب لأنه إذا أنجز لن يمثل جهة بعينها وإنما سيمثل كل البحرين ومؤسساتها».
فعاليات المنتدى
تتوزع فعاليات المنتدى على مدى ثلاثة أيام... يشمل اليوم الأول حفل الافتتاح والجلسة الافتتاحية التي تتناول التكنولوجيا ووسائل الاتصال وأثرهما في بناء القدرات للمؤسسات غير الحكومية في مجال التعليم للجميع. ويحاضر فيها رئيس الجمعية مهدي أبوديب، وتتوزع فعاليات اليوم الثاني في جدول يشمل تعريفاً ببرنامج اليونسكو (التعليم للجميع) والمحاضر من وزارة التربية والتعليم المنسق الوطني للتعليم للجميع فائقة الصالح، والمنسق الإقليمي للتعليم للجميع للمؤسسات غير الحكومية سهام نجم من لبنان، وبمشاركة عبدالأمير الليث في ورقة مهارات بناء القدرات على التخطيط ووضع الاستراتيجيات في مجال التعليم للجميع. وفي الفترة المسائية يتناول تقي الزيرة في ورقته بالمنتدى بناء القدرات المالية لمؤسسات المجتمع المدني وأثرها في التعليم للجميع، ويتحدث المنسقون الإقليميون عن تجارب حية في مجالات التعليم للجميع، وتختتم الفعاليات في اليوم الثالث من خلال عمل زيارات سياحية لمعالم البحرين وعمل طاولات عمل وعرض نتائج طاولات العمل وقراءة التوصيات والمقترحات.
قلة الموارد المالية والبشرية
تواجه جمعية المعلمين البحرينية معضلات متعددة، وهنا يوضحها رئيس الجمعية مهدي أبوديب بالقول: «إننا نواجه الكثير من الصعوبات المادية والبشرية، ولكن وبقدر الحماس الذي أبداه المعلمون وتوزعهم في لجان الجمعية استطعنا وبالقدر الذي أبدوه في تفاعل لإقامة هذا المنتدى أن نحقق وبقدراتهم الكبيرة وتطور أدائهم من خلال المكتسبات التي لقوها في أدائهم في أنشطة الجمعية قبول تدشين وتنظيم هذا المنتدى». وأضاف «القائمون على المنتدى هم مجموعة قليلة لا تقدر إذا ما قيست بالمعلمين كلهم وعلى رغم ذلك فإنهم استطاعوا أن ينهوا الكثير من المتطلبات والاستعدادات الأولية للوفود لبدء المنتدى وعلى مستوى إقليمي، ولذلك فإن المنتدى يقام بالتنسيق مع مكتب اليونسكو بالدوحة وبدعم من اليونسكو وبعض مؤسسات القطاع الخاص»، بحسب تعبير أبوذيب.
بناء قدرات المنظمات الأهلية
ماذا عن أهداف المنتدى؟ يشرحها لنا بقوله: «يهدف إلى تفعيل توصيات الاجتماع العربي الإقليمي للمنظمات غير الحكومية الذي عقد في بيروت 2004 والذي دعا إلى تعزيز وبناء قدرات المنظمات الأهلية والمجتمع المدني من أجل تحقيق أهداف التعليم للجميع. والمنتدى إذا نجح فإنه يصب في مصلحة الوزارة وخصوصاً أن هناك جهتين منظمتين في المنتدى فرئيس المنتدى وزير التربية والتعليم والمنسق الوطني للتعليم للجميع فائقة الصالح من الوزارة والجهة الثانية هي لجنة البحرين الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بدرية الأحمد».
وفود من 11 دولة
انتهت لجنة الاستقبال والضيافة في الجمعية من إكمال استعداداتها، ولكن كيف سارت الأمور؟ رئيس اللجنة عبدالجليل أحمد يشير الى أن اللجنة انتهت من كل التجهيزات والاستعدادات للوفود المشاركة في المنتدى والتي تتوزع في تجهيز الصالات وحجز مكان الإقامة وتجهيز تأشيرات وتذاكر للوفود. ويزيد أحمد بقوله إنه تم إعداد موازنة للجنة من الجمعية وبعض المؤسسات الخاصة، إذ اجتهدت الجمعية لتوفير المبالغ لاستقبال الوفود. وتتوزع اللجنة في ستة أشخاص قاموا بعملية الاتصال المباشر بالتعاون مع لجنة العلاقات العامة في الجمعية للاستعداد لاستقبال الوفود المشاركة» من دول الخليج خمسة مشاركين واليمن، ومنسقين إقليميين من مصر والأردن والمغرب ولبنان وفلسطين كمشاركين في المنتدى. من جانبه، يعرب عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين البحرينية سلمان سالم عن ارتياح أعضاء الجمعية من خلال مبادرة وزارة التربية والتعليم لموافقتها المبدئية على رعاية المنتدى الذي يعقد لأول مرة في البحرين بتنظيم من جمعية المعلمين البحرينية وينظم لمؤتمر بهذا الحجم من قبل جهة خاصة غير حكومية، إذ من المؤمل أن يدعم المنتدى وتتجاوب المؤسسات التعليمية، إذ إن هذا المنتدى يعنيها خصوصاً، وتجاوب الوزارة واضح في استجابتها الأولية لدعم المؤتمر إذ يعكس حرص الوزارة على إنجاح مثل هذه المنتديات. وتبرز منظمة اليونسكو من خلال هذا المنتدى مكانة المعلم في البحرين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لأن كادر المعلمين كادر معطاء وبه طاقات بارزة في جميع المحافل التربوية والتعليمية. أهمية التعليم، ليست مجرد شعار فضفاض، فسلمان سالم يعرج على الحديث عنها بالقول: تتضح أهمية التعليم للجميع في تأثيراته الوطنية الإيجابية، إذ من المؤمل أن يكون له صدى كبير للمؤسسات المعنية بالتعليم سواء الحكومية أو الخاصة لتوليه اهتماماً أكبر وللجمعية الدور الأكبر في الترويج له، إذ ينعكس الدور الإيجابي تلقائياً على البحرين ومنطقة الخليج عموماً.
آلية عمل لجان المنتدى
اللجان العاملة بحسب سالم موزعة كل بحسب عمله وبدأ الاستعداد قبل أسبوعين واللجان في انتظار لحظة الصفارة وتفاعلها واضح من خلال حرص المعلمين على الحضور من الصباح إلى ما بعد الساعة 11 وأكثر أحيانا في الليل لمتابعة تطورات ومتطلبات الاستعدادات للمنتدى، وهذا دليل على أن هناك كوادر تعليمية حريصة على تدشين وإنجاح مثل هذه المنتديات. ويبين توزيع اللجان «في فرق بواقع ستة أعضاء على سبع لجان، هي: اللجنة المنظمة العليا برئاسة نائب رئيس الجمعية يحيى زكريا ولجنة السكرتارية برئاسة أمين سر الجمعية عبدالقهار السكران، واللجنة المالية برئاسة الأمين المالي للجمعية السيد مهدي ماجد، ولجنة الدعم التقني برئاسة عضوة مجلس إدارة الجمعية جليلة السلمان، ولجنة العلاقات العامة برئاسة عضوة مجلس إدارة الجمعية مريم الحايكي، ولجنة الاستقبال والضيافة برئاسة عضو مجلس إدارة الجمعية عبدالجليل أحمد واللجنة الإعلامية برئاسة عضو الجمعية عبدالرسول سهوان».
دعوة أكثر من 100 شخصية ومؤسسة وجمعية
تختتم رئيسة لجنة العلاقات العامة بالجمعية مريم الحايكي جولة «الوسط» في قاعة الاستعدادات للمنتدى فتقول: «كلجنة علاقات عامة قمنا بإعداد قوائم للمراسلة وصلت إلى 108 جمعيات أهلية وتعليمية وتربوية ومؤسسات الدولة ودعوات للوزراء والوكلاء وبعض المسئولين وتم إرسال الدعوات لخارج المملكة إلى 11 دولة من خلال دعوتين لكل دولة، فيما نتوقع تفاعل وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي في نقل تدشين فعاليات المنتدى»
العدد 1236 - الإثنين 23 يناير 2006م الموافق 23 ذي الحجة 1426هـ