جاء تقرير إخباري أعدته وكالة «رويترز»، مثيراً للاستغراب، فقد كشف عن احتمالات متوخاة لدى ناشطين عالميين في مجال حقوق الإنسان بشأن نقل التعذيب من غوانتنامو الى مكان آخر، فقد قال رئيس تحقيق أوروبي في مجال حقوق الانسان إن الولايات المتحدة نقلت معتقلين جوا إلى دول أخرى ليتعرضوا للتعذيب وان الحكومات الأوروبية من المحتمل انها كانت تعرف بذلك. وأشار رئيس اللجنة عضو مجلس الشيوخ السويسري ديك مارتي في تقرير أولي رفعه إلى مجلس أوروبا المعني بحقوق الإنسان إلى أنه لم يجد أدلة دامغة تؤكد مزاعم أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي. اي. ايه» كانت تدير مراكز احتجاز سرية في أوروبا. وأبقى التقرير الضغوط على الـ «سي. اي. ايه» والحكومات الأوروبية بشأن مزاعم أن وكالة المخابرات الأميركية نقلت سجناء من خلال مطارات أوروبية إلى سجون في دول أخرى، ولكن منتقدي التقرير قالوا إنه لم يقدم أدلة دامغة جديدة. وقال مارتي للمجلس المكون من 64 دولة ومقره في ستراسبورغ بشرق فرنسا في اجتماع عقد يوم الثلثاء 42 يناير/ كانو الثاني الجاري، ان هناك «قدراً كبيراً من الأدلة المنطقية والمتوافقة تشير إلى وجود نظام لنقل التعذيب إلى مكان آخر أو التعذيب بالوكالة». وأضاف «من غير المحتمل الى حد بعيد أن تكون الحكومات الأوروبية أو على الأقل أجهزة مخابراتها لا تعلم بذلك». وفي وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن رفض المتحدث شين مكورماك التقرير قائلاً: «إنه نفس التقارير القديمة مغلف في بعض التعبيرات الجديدة...لا شيء جديد هنا». وكانت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة أدت إلى حرب أميركية على الإرهاب على النطاق العالمي ضد القاعدة وأدت إلى غزو العراق. وزاد تأييد الرأي العام في أوروبا لهذه الحرب منذ الهجمات التي اودت بحياة العشرات في لندن في يوليو/ تموز 2005 ومدريد في مارس/ آذار 2004. لكن المزاعم بشأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي اطلقتها الصحف أولاً وجماعات حقوق الإنسان في مطلع العام الماضي أدت الى ضغوط على الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية لتقديم تفسير لأعمالها وأعمال أجهزة مخابراتها.
العدد 1240 - الجمعة 27 يناير 2006م الموافق 27 ذي الحجة 1426هـ