العدد 1244 - الثلثاء 31 يناير 2006م الموافق 01 محرم 1427هـ

«البيطريين البحرينية» تبحث عن نفسها وتعديل «الكادر العتيق» هاجسها

«انفلونزا الطيور» قد لا يستثني البحرين!

في وقت كانت فيه جمعية الأطباء البيطريين البحرينية غائبة عن الأضواء، وكانت تعمل خلف الكواليس من دون مقر ولا موارد، بدأت تظهر الآن وبدأ المسئولون الذين لطالما أهملوا الأطباء البيطريين لأسباب غير معروفة يلجأون إلى هذه الجمعية. وكيف لا يكون ذلك والعالم يتحدث في هذه الآونة عن خطر مرض انفلونزا الطيور الذي لا يعرف الحدود، ولا يعترف بنوعية ضحاياه؟... فيا ترى ما الأسباب التي جعلت جمعية الأطباء البيطريين البحرينية تغيب عن الساحة؟ وهل صحيح أن «انفلونزا الطيور» كان الفرج الذي سيفسح المجال لأطباء البيطرة بأن يكون لهم شأن كبير بعد أن كانوا يعملون على الهامش من دون اعتراف ولا تقدير؟ والأهم من ذلك كله، هل أن البحرين في حل وأمان من وصول هذا المرض القاتل؟ وما دليلنا على صحة المعلومات التي تناقلتها الجهات الرسمية ومفادها أن البحرين خالية ومحمية من هذا المرض؟أسئلة كبيرة بحاجة إلى إجابات كبيرة وصريحة، نحاول الحصول على إجابات عنها في لقائنا مع أعضاء جمعية الأطباء البيطريين البحرينية... في تصريح عن مرض انفلونزا الطيور تقول رئيس جمعية الأطباء البيطريين البحرينية ثريا أحمد: «تفاجأت بأن أكثر المصابين بالمرض هم من الأطفال بحدود 35 طفلاً من 160 إصابة وهي نسبة كبيرة، ففي تركيا مثلاً وفي الأرياف الفقيرة يعمل الأطفال في مزارع الطيور لنزع ريش الطير، وإذا كان الطير مصاب ينقل المرض والأطفال مناعتهم ضعيفة، وهناك عائلة أصيب طفل وأخوه الآخر في طور الإصابة، فهل تحول الفيروس من بشر إلى بشر وهذا أمر غير معلوم حتى الآن، وهنا تكمن خطورة المرض». وعن إمكان وصول المرض إلى البحرين تنوه إلى أن «المشكلة في المهاجرة لأن البحرين هي مستوطن جيد وملائم للطيور التي تأتي من بلغاريا وروسيا عبوراً على تركيا والعراق نزولاً إلى البحرين، فهناك أسراب من الطيور المهاجرة في جزر الجنوب. وقد يقول قائل إن الطير المصاب لا يستطيع أن يكمل طريقه للبحرين، ولكن يمكن أن تكون الهجرة وسيلة لانتقال المرض فيمكن أن المرض لم يكن قاتلاً في الطير حين بدأ هجرته ولكنه يتفاعل عندما يصل، أن ينقل المرض لطير آخر، والمهم في هذا الموضوع أن الفيروس حين يخضع لعملية غلي جيد فإنه يموت وبالتالي يستحيل وصوله إلى الجسم»، وننوه إلى أن «أكثر الناس عرضة للمرض هم العاملون في مزارع الدواجن».

«البيطريين البحرينية»... لا مقر ولا هوية،

وتتحدث أحمد عن بدايات تشكيل الجميعة قائلة: «تأسست جمعية الأطباء البيطريين في التسعينات، وحاولنا في فرص كثيرة الحصول على مقر، ولكن لم نوفق في ذلك، حتى يسنا ومللنا من المطالبة. والآن وبعد أن أصبح مرض انفلونزا الطيور هاجس العالم يجب أن نعود، لأن هناك مرضاً خطيراً قد يسبب مخاطر حقيقية للناس، وآخر الإحصاءات تشير إلى وصوله إلى بغداد، وبغداد قريبة من الخليج». وتقول: «يتساءل كثيرون عن المرض، من أين يأتي، فالفيروس له طفرات يتحول من ساكن إلى مضر قليل، إلى أن يكون شرساً، والفيروس ذكي جداً لأنه يغير من جميع أجزاء جسمه، وكأنه ساحر، والإنسان لا يتمكن من عمل أي شيء غير الإجراءات التوعوية في الفترة الحالية على الأقل». وعن ظهور الجمعية في هذا الوقت بالذات تشير رئيس جمعية الأطباء البيطريين البحرينية إلى أن الجمعية لم تكن تود أن تعلن نفسها بقوة في هذه الفترة، ولكن شاءت الظروف ذلك، وكما يقال فإن مصائب قوم عند قوم فوائد. وتتطرق ثريا أحمد إلى نشاط الجمعية موضحة أنه «يمكن أن نكون مقصرين، لكن المشكلات التي يعاني منها الطبيب كبيرة، فعدد الأطباء قليل مقارنة بالثروة الحيوانية الموجودة بكل قطاعاتها ابتداءً بحيوانات المزرعة ووصولاً إلى الطيور، هذا إلى جانب الإمكانات البسيطة، فهناك خليط من العوامل التي تحتم على الطبيب أن يعمل بهذه الطريقة». أما رئيس الموارد المالية في جمعية أطباء البيطرة البحرينية فجر سلوم فتقول: «حاولنا أن نجتمع وكانت الطبيبة ثريا الحاضن لنا في عيادتها برعايتها الخاصة وجلسنا في نادي العروبة ونادي الخريجين، وأصبح المكان المشكلة الأساسية بالنسبة إلينا، فلو أردت مراسلة أية جهة لن تتمكن من ذلك، ونستغرب من أن هناك جمعيات كثيرة حصلت على مقار على رغم كونها جديدة». وتتحدث عن أهمية الجمعية في علاج مرض انفلونزا الطيور «لابد أن يكون لدينا دور أساسي في مرض انفلونزا الطيور من خلال عمل المحاضرات والندوات والمقابلات التلفزيونية، واللقاءات المباشرة، ويمكن أن يقول قائل إن الجهات الرسمية وضعت خطاً ساخناً ولكن ليس بمقدور كل الناس أن تدق على هذا الخط. والأكثر من ذلك كان بإمكاننا الحصول على دعم الجمعيات العالمية في هذا المجال وعلى رأسها رابطة الأطباء البيطريين العالمية، ولكن كيف لها أن تدعمنا ونحن لا نملك مكاناً ليخاطبونا من خلاله». دخلنا في فترة ركود، فليس لدينا المكان وليس لدينا المجهودات، وتعرّج سلوم على أهمية عمل الطبيب البيطري، موضحة أن وظيفة البيطري ليست علاج الحيوان فقط، بل الأهم من ذلك هي حماية الإنسان من أمراض الحيوان والعمل على تنمية الموارد الحيوانية. وتعود رئيس الجمعية مرة أخرى: «الطبيب البيطري في المجتمعات المتحضرة مهم للغاية، ولكن المجتمعات العربية لهم نظرة أخرى، فالطبيب في الأساس هو حاجز لوقاية البشر من انتقال أمراض الثروة الحيوانية إلى الإنسان».

«الاستقصاء الوبائي»... أهم وظائف البيطري

تقول سلوم: «نحن نتحدث عن رقابة للأمراض الوبائية، نراقب هل المرض موجود أم لا، هناك أمراض فصلية، ناهيكم عن الأمراض التي تنتقل من دول الجوار، و«الاستقصاء الوبائي» هي وظيفة أساسية ليسبق الطبيب وجود المرض». ويدخل رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام في جمعية الأطباء البيطريين البحرينية إبراهيم يوسف في الحديث: «الطبيب البيطري قريب من الناس أكثر من الطبيب البشري، فالطبيب البشري أهميته للبشر عند المرض، بينما أهمية الطبيب البيطري تمتد من فترة النوم حتى عودة الإنسان للسرير مرة أخرى، ابتداءً من الريش المستخدم في وسادة النوم، فهل هو صالح أم لا، وعند الجلوس من النوم يتناول الإنسان الفطور بأنواعها، فالطبيب هو المسئول عن سلامة البيض وغيره، ويأتي وقت الغداء وكل المنتجات التي تستخدم يكون الطبيب البيطري مسئولاً عنها كذلك». وتقول سلوم: «الطبيب البيطري كان مُهْمَلاً ولا أحد يعترف به، الآن الجميع يجري وراء الطبيب البيطري... هناك الأمراض العابرة للحدود، نحن نخاف من الطيور الحاملة للمرض، فهي تنقل المرض حتى تضعف مناعتها ويقضي عليها المرض، ولكن قبل ذلك يمكن لها أن تنشر المرض».

الكادر الطبي... لماذا استثنى البيطريين؟

يقول يوسف: «عملنا منذ فترة لتطوير الكادر الطبي المهني للطبيب البيطري لكي يتناسب مع المهنة ومع أهميته ومع السنوات التي قضاها، ونحن نطالب بتطوير هذا الكادر لتتطور هذه المهنة وتستقطب الكفاءات، فعددنا لا يتعدى 13 طبيباً بيطرياً بحرينياً، وعندما نطلب من طلبة الثانوية الانخراط في هذا المجال يتساءل الطلبة أول ما يتساءلون عن المدخول، وحين تخبره عن المبلغ يرفض هذا العمل مقارنة بالجهود وبالمخاطر». ويستطرد: «في الكويت كان الأطباء يواجهون المشكلة نفسها، وطرحوا المشكلة في مجلس النواب الكويتي وضغط المجلس وتم تعديل الوضع والآن هناك 7 أطباء بيطريين كويتيين تخرجوا... لابد أن نؤكد أن الحكومة وديوان الخدمة ظلما الطبيب البيطري، فالديوان حدد لنا الدرجة الثانية عند الانخراط في العمل وصولاً إلى الدرجة الرابعة، ولكن عند انضمامنا إلى الوزارة نجد أنفسنا على الدرجة الأولى ويوافق الديوان على ذلك»، وتنوه سلوم «لا يوجد نظام معين وواضح لتطور درجات الطبيب البيطري، فيمكن أن تبقى على الدرجة نفسها لسنين، على عكس بقية الوظائف التي تتطور فيها الدرجات نظير سنوات الخدمة. فالطبيب البيطري يعرض نفسه لمخاطر البيئة ومخاطر الحيوان، وفي مقابل ذلك نجد الوضع صعباً للغاية، فقسمنا يخدم جميع مناطق البحرين، وأصابتنا مشكلات التنقل من قسم إلى آخر وكأن قسمنا هو مجرد ملحق».

«الكادر العتيق»... متى سيتغير؟

وعن كادر الأطباء البيطريين يقول رئيس لجنة الإعلام: «الكادر قديم جداً، ومرت فترة طويلة والتطور الكبير الذي حصل في المهنة قابله استقرار في الكادر، نحن نتحدث عن مخاطر كبيرة، فلا يدري الطبيب متى يدهسه الحيوان ومتى يعضه، وأنا شخصياً تعرضت لـ «رفسات» وضربات من الحيوانات، هذا إلى جانب الأمراض التي يتعرض لها الطبيب ومساعده، ونحن نعلم أن غالبية الأمراض التي يتعرض لها الحيوان من بيئته، وأقلها الحساسية في العين، ونحن نحرم من أبسط من شيء يعرف بـ «علاوة خطر»... ويواصل: «طالبنا بضمنا إلى الكادر الطبي مع الأطباء البشريين، ونحن نؤكد أننا نعرف أهمية وميزة الطبيب البشري الذي يوظف على الدرجة الثالثة التخصيصة، ولكن الكادر الذي كان مطروحاً هو كادر طبي يشمل الجميع، وقد تم ضم أطباء الأسنان على رغم أن دراستنا أكثر من دراسة الأسنان، وأكثر شمولاً لأننا نتحدث عن الفك». ويشير إلى أن الطبيب البيطري يتسلم حين يضم على الدرجة التخصيصة الأولى وعلى الرتبة صفر 370 ديناراً، فهل هذا راتب طبيب بيطري، والأدهى من ذلك أن لدينا طبيبين بيطريين تركا العمل في البيطرة ودرسا الطب البشري مرة أخرى، وعلى هذا الأساس طلبنا ضمنا في الكادر الطبي، طلبنا من جمعية الأطباء ضمنا وهي الجمعية نفسها التي رفضت جمعيتها العمومية ضمنا كرابطة تحت مظلتها، وبعد ذلك لجأنا إلى مجلس النواب لنبدأ التحرك الرسمي، وتكلمنا في البداية مع النائب سعدي محمد وساعدنا كثيراً، وطلب منا رسالة نشرح فيها ما نعاني منه وعلق علينا برسالة وتوجه فيها إلى وزيرة الصحة وردت بأن الأطباء البيطريين هم من ضمن وزارة الزراعة، ولذلك فإنهم يقعون تحت مظلة أخرى ولم نتمكن من الدخول في الكادر. يواصل: «توجهنا إلى وزارة الزراعة، وشكّلنا لجنة تطو

العدد 1244 - الثلثاء 31 يناير 2006م الموافق 01 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً