كربلاء اسم قديم في التاريخ، يرجع إلى عهد البابليين، واستطاع المؤرخون والباحثون التوصل إلى معرفة لفظة «كربلاء» من نحت الكلمة وتحليلها اللغوي، فقيل: انها منحوتة من كلمة «كوربابل» العربية، وهي مجموعة قوى بابلية قديمة منها: «نينوى» التي كانت قرية عامرة في العصور الغابرة، تقع شمال شرقي كربلاء، وهي الآن سلسلة تلال أثرية ممتدة من جنوب سدة الهندية حتى مصب نهر العلقمي في الأهواز، وتعرف بـ «تلال نينوى». ومنها «الغاضرية» وهي أراضٍ منبسطة كانت مزرعة لبني أسد، تقع على نهر العلقمي. أما الأطلال الكائنة في شمالي غربي كربلاء فتعرف بـ «كربلاء القديمة»، وعبر عنها الإمام الحسين (ع) في خطبته المشهورة عندما عزم على السير نحو الكوفة حين قال: «وكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء».
كتاب سلمان هادي آل طعمه (تراث كربلاء) ينطلق من تلك المعلومات الأولية في بحث يستقصي جوانب متعددة من تاريخ هذه المدينة العريقة. ويفرد فصلا للحديث عن تاريخ كربلاء وأنهارها وتاريخ الروضة والحائر الحسيني، وفصلاً عن الآثار التاريخية فيها، كالمراقد والمقامات. وفصلاً عن أسر كربلاء الأدبية ومعاهدها العلمية. وفصلاً عن تاريخ الحركة العلمية فيها وجملة من أقطاب الفكر. كما يتحدث عن مجالس الشعراء والمكتبات الخاصة والعامة والوقائع والحوادث السياسية.
في حديثه عن الأسر العلمية والأدبية التي استوطنت كربلاء، يذكر المؤلف أسرة آل البحراني التي يصفها بأنها أسرة علمية ذات شرف باذخ ومجد شامخ، تنتسب إلى الفقيه الكبير السيدعبدالله البلادي البحراني المدفون في بهبهان، من ذرية السيدإبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم (ع)، ويذكر جملة من علماء هذه السلالة في كربلاء، منهم السيدعبدالله السيدمحمد البحراني و ابنه السيدمحسن وآخرون
العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ