ذكرت منظمة ترانسبارنسي انترناشونال (الشفافية الدولية) في تقريرها هذا العام 2006 بشأن الفساد في العالم أن السرقة، الرشوة والفساد في القطاع الصحي على مستوى العالم يحرم الملايين من الاشخاص من الحصول على الرعاية المناسبة ويقوض على وجه خاص المعركة ضد مرض الايدز والفيروس المسبب له. وقالت المنظمة في تقريرها الذي نشر في لندن وبرلين أمس إن ملايين الفقراء في العالم أصبحوا "رهينة" بسبب الفساد، مضيفة أن "ثمن الفساد في قطاع الرعاية الصحية يترجم إلى معاناة بشرية". وأشارت الدراسة إلى الجهود المبذولة في مجال مكافحة انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) كمثال على هذا الفساد، مشيرة إلى أن الأموال التي خصصها المجتمع الدولي لهذا الهدف تم "تسريبها" في كثير من البلدان. من جانبه "قال رئيس المنظمة هوجويت لابيل إن المشكلات التي تواجه الخدمات الصحية تمتد من الرشاوى في عيادات الاطباء والمستشفيات إلى الابتزاز واختلاس الأموال مضيفا أن هناك "مبالغ كبيرة تتسرب إلى الكثير من الايدي" خلال رحلة وصول الدواء إلى المريض علاوة على شراء شركات الادوية لتأييد الاطباء لمنتجاتها من خلال وسائل "التسويق العدواني".
وأشارلابيل إلى وجود سوق كبيرة للأدوية المقلد، مشددا على أن ثمن هذا الفساد "لا يقاس بالمال وإنما بمعاناة البشر". في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى المعاناة الشديدة في كثير من الدول النامية في هذا الصدد، مؤكداً أن الأهداف التي أقرتها الامم المتحدة حتى العام 2015 في مجال الرعاية الصحية والتي تتعلق بالحد من معدلات وفيات الاطفال ومكافحة الايدز والملاريا ربما لن تتحقق في تلك البلدان بسبب الفساد. وخلصت الدراسة إلى مطالبة المجتمع الدولي بوضع آليات صارمة للمراقبة في قطاع الرعاية الصحية بهدف وضع حد للفساد.
العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ