يبدو أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بدأ يهيء العالم إلى قرب اجراء مزيد من خفض القوات الأميركية في العراق عندما قال أمس يتعين على العراقيين ممارسة سلطة أكبر على بلدهم. وقال رامسفيلد في نادي الصحافة القومي اثناء جلسة اسئلة وأجوبة تخللها احتجاج مناهض للحرب «في نهاية المطاف هذا بلدهم».
وأضاف رامسفيلد الذي لم يذكر خطوات محددة يريد ان يراها «لقد ارسلنا افضل الرجال والنساء الذين لدينا إلى هناك لمساعدتهم. والآن اجروا انتخاباتهم.
يتعين عليهم ان يستعيدوا السيطرة على بلدهم وأن يجعلوه ينجح». لكنه قال «سيكون الطريق وعرا لكن المهمة ستتم. وبلدنا سيكون لديه الصبر ليرى ذلك يتحقق».
وبعد الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول يقوم الزعماء العراقيون بتشكيل حكومة دائمة وسط توترات عرقية وطائفية مستمرة وتمرد شرس.
وقتل نحو 2250 جنديا أميركيا في الحرب التي بدأت في مارس/ آذار العام 2003.
وعندما انتهى رامسفيلد من شرح الأسباب التي من أجلها لم تعثر الولايات المتحدة حتى الآن على زعيم تنظيم القاعدة الهارب اسامة بن لادن وقفت محتجة وصرخت في وجه وزير الدفاع البالغ من العمر 73 عاماً.
وصرخت المرأة قائلة «انت تعذب الناس... أوقف هذه الحرب... هذه الحرب الاجرامية. انت مجرم حرب».
وقال شخص آخر من الحاضرين للمرأة «اخرسي». وقال رامسفيلد مازحا «سنحسبها شخصا لم يحسم امره».
ويوجد للولايات المتحدة نحو 138 ألف جندي في العراق بعد نحو 3 سنوات من بداية حرب للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين الذي اتهمته إدارة الرئيس جورج بوش بحيازة اسلحة دمار شامل تمثل تهديدا للولايات المتحدة والعالم. ولم يعثر على هذه الاسلحة.
وخفضت الولايات المتحدة قواتها بأكثر من 20 الف جندي من نحو 160 ألفا تم نشرهم للاستفتاء على الدستور في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وانتخابات 15 ديسمبر/ كانون الأول.
وقال مسئولو دفاع ان البنتاغون يبحث خيارات للعام 2006 تشمل خفض القوات إلى نحو 100 ألف جندي أميركي إذا سمحت الأحوال الأمنية واستمر التقدم السياسي.
وعندما سئل رامسفيلد إذا كان يعتقد انه من الممكن خفض القوات إلى 100 ألف جندي قال «لم أذكر ذلك».
وقال رامسفيلد «لقد خفضنا القوات من 160 ألف جندي إلى العدد الأساسي عند 138 ألف جندي» وأوصى الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة المركزية وجورج كاسي أكبر قائد أميركي في العراق بخفض القوات بضعة الاف في الأسابيع المقبلة.
وبعد أن قال إن صدام دفن الطائرات الحربية لاخفائها بدا ان رامسفيلد يلمح إلى انه مازال من الممكن ان تظهر اسلحة الدمار الشامل في العراق.
وقال رامسفيلد «لذلك فانني لا اعرف ما الذي سنعثر عليه في الأشهر والسنوات المقبلة. قد يكون أي شيء».
*صحافي أميرك
العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ