العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ

الدنمارك والنرويج تدعوان مواطنيهما مغادرة سورية

شهدت الدنمارك أمس مظاهرات متباينة بين اليسار واليمين المتطرف بشأن تداعيات نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص)، فيما دعت أوسلو على غرار كوبنهاغن مواطنيها إلى مغادرة سورية فورا، بعدما أحرق متظاهرون مقر سفارتي البلدين في دمشق. فقد تظاهر دنماركيون من اليسار في هيلرود (شمال غرب كوبنهاغن) رداً على تظاهرة نظمتها «الجبهة الدنماركية» (يمين متطرف) وعبرت شارع في المنطقة نفسها. وعبر اليسار عن رفضه للهجمة العنصرية ضد المسلمين.

إلى ذلك، قال المسئول في الوزارة النرويجية اويستاين بو بعيد إعلان مماثل للدبلوماسية الدنماركية «استطيع التأكيد أننا ندعو النرويجيين إلى مغادرة سورية». وكان متظاهرون سوريون اقتحموا مقري السفارتين وأضرموا النار فيهما احتجاجاً على نشر الرسوم.

ومن جهته، أصدر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أوامر لمراجعة العلاقات التجارية مع جميع الدول المتورطة في الرسوم.


إحراق سفارة كوبنهاغن في دمشق... وطهران تفسخ عقوداً اقتصادية مع الدول المقاطَعة

تظاهرة لليسار الدنماركي ضد الرسوم المسيئة للمسلمين

دمشق، الرباط، عواصم- الوسط، المصطفى العسري، وكالات

تظاهر دنماركيون من اليسار أمس في هيلرود (شمال غرب كوبنهاغن) احتجاجا على موقف اليمين المتطرف من نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص)، فيما أدان رئيس الوزراء النرويجي يانس شتولتنبرغ نشر صحيفة في بلاده تلك الرسوم، مع استمرار الاحتجاجات في العالم.

وقالت الشرطة إن نحو مئة شاب ارتدى معظمهم اللون الأسود واعتمروا قبعات هتفوا «النضال مستمر، ينبغي سحق النازيين»، قبل أن يتجمعوا في احد مواقف السيارات. وجاء هذا التجمع الذي واكبته الشرطة بكثافة رداً على تظاهرة نظمتها «الجبهة الدنماركية» (يمين متطرف) وعبرت شارع هيلرود.

وقال الأمين الإقليمي للشباب في حزب الشعب الاشتراكي (يسار متطرف) دانييل سافي «نقوم بذلك لنظهر أننا كمنظمات محلية نقول (لا) للتظاهرات العنصرية والجاهلة للجبهة الدنماركية ضد مسلمي الدنمارك والعالم».

وفي مقال للرأي كتبه أمس في صحيفة «داجسافيسن» قال رئيس الوزراء النرويجي الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي إن من قبيل المفارقة أن تعيد مجلة مسيحية هي «مغازينيت» نشر هذه الرسوم.

وأعرب شتولتنبرغ عن سعادته إزاء انضمام حزب الشعب المسيحي وممثلي الكنائس المسيحية في النرويج إليه في إدانة تصرف الصحيفة. وقال إن الحكومة النرويجية لا تشكك في مبدأ حرية الصحافة ولكن الحق في نشر أي شيء لا يلزم بالضرورة بنشر كل شيء.

وفي دمشق هاجم متظاهرون غاضبون أمس مبنى السفارة الدنماركية وقاموا بإحراقه، وشهدت سورية تظاهرة شعبية كبيرة، انطلقت من ساحة الروضة باتجاه السفارة تمت الدعوة إليها عبر الإعلام ورسائل نصية، شاركت فيها شخصيات دينية وسياسية واجتماعية.

وأعرب النائب محمد حبش لـ «الوسط» عن أسفه واستيائه من «الممارسات الاستفزازية» التي شكلتها الرسوم وإعادة نشرها، واعتبر المسيرة الغاضبة «مبادرة شعبية وعفوية». كما دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى تنظيم مظاهرة جماعية.

وفي الجزائر أقيل مدير التلفزيون وطاقم إعداد نشرة الإخبار بعد بث الرسوم وتم توقيف رئيس تحرير أسبوعية «شيحان» الأردنية. وهاجم فلسطينيون غاضبون القنصلية الألمانية ومكاتب للاتحاد الأوروبي في غزة وأطلق نحو 12 شخصا الكثير منهم ملثمون صواريخ على نوافذ القنصلية التي كانت مغلقة في وقت الهجوم وتظاهر آلاف الأشخاص في الناصرة شمال «إسرائيل».

كما أعطى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعليمات بفسخ عقود اقتصادية أبرمتها بلاده مع الدنمارك والدول التي نشرت فيها رسوم. وطالب تجمع لشخصيات دينية إسلامية وغير إسلامية في بغداد بسن قانون دولي يحول دون نشر أي إساءات ضد قيم ومفاهيم ورموز دينية مقدسة لدى الأمم. ووصف الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو الرسوم بأنها «انعدام حس صريح». ومن جانبه وصف رئيس الوزراء الماليزي نشر الرسوم بأنه تصرف مؤسف وتجاهل صارخ لمشاعر المسلمين».

وفي مواقف لافتة، أعلن الفاتيكان أن الحق في حرية التعبير لا يشمل الحق في «إهانة» المعتقدات الدينية داعيا إلى توفير جو من الاحترام المتبادل. وندد بطريرك القدس لطائفة اللاتين ميشال صباح بالرسوم، ومن جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها تتفهم موجة الغضب العارم بيد أنه من غير المقبول اعتبارها مبررا للعنف.

العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً