جلست تيسير حجازي تدعو والدموع تغطي وجهها في انتظار أية معلومات عن الناجين من كارثة العبارة المصرية «السلام 98» التي غرقت قبالة سواحل ميناء سفاجا المصري على البحر الأحمر ويخشى من غرق المئات من ركابها.وقالت تيسير حجازي وهي أم لأحد العاملين بالعبارة: عمره 25 عاماً وهي تنتحب «أنا أريد نجلي فقط». وأضافت «جئنا هنا للسؤال عنه ولكنهم أبلغونا إنه ليس لديهم معلومات».
وكانت السيدة وهى في أواسط العمر والقادمة من القاهرة جالسة في استراحة للضيوف ضمن جمهرة من الناس القلقين في تلك المدينة الساحلية إذ كانت العبارة المنكوبة متجهة إليها قبل غرقها في رحلة مساء الخميس الماضي من ميناء ضبا بالسعودية.
وأصطف العشرات من شرطة مكافحة الشغب مرتدين الخوذ وممسكين بالدروع الواقية أمام ميناء سفاجاً ومكتب الشركة صاحبة السفينة ومنعوا أي شخص من الدخول واضعين في الاعتبار حال الإحباط بين الجمهور.
وقال المسئولون المصريون إن نحو 1400 من الركاب وأفراد الطاقم معظمهم من المصريين كانوا على متن العبارة السلام وأن 293 شخصاً جرى إنقاذهم.
وجرى نقل الكثير من المصابين إلى أحد المستشفيات في منتجع الغردقة الذي يبعد 60 كيلومتراً شمال سفاجا. ولاتزال الآمال معقودة على نجاح عمليات البحث والإنقاذ في انتشال المزيد من الناجين.
ووصل الكثير من الشاحنات الضخمة المحملة بالمصريين من قرى الجنوب الواقعة على طول نهر النيل إلى سفاجا للبحث عن معلومات عن أقاربهم. واصطف آخرون عند الهواتف العمومية محاولين الحصول على بيانات من المسئولين ولكن من دون جدوى. في الوقت ذاته تدخل سيارات الإسعاف وتخرج من الميناء وهي خالية لا تحمل أية جثث. ومعظم ركاب العبارة من المصريين العاملين في دول الخليج وعدد من الحجيج الذين تأخروا عن العودة بعد أداء الفريضة بالسعودية.
وقال أقارب الركاب إنهم طلبوا من السلطات قائمة بأسماء الناجين ولكنهم لم يحصلوا على شيء ما زاد من مشاعر القلق لديهم.
وقال مسئول في مكتب محافظ البحر الأحمر: إن فرق الإنقاذ أرسلت للبحر وإنه من المقرر وصول 30 من الناجين إلى مصر في وقت لاحق. وقال المصدر انه تم انتشال الناجين من منطقة تبعد بمسافة 90 كيلومتراً جنوبي ميناء سفاجا القريب من ميناء ضبا السعودي. إلا أن الانتظار يحطم الأعصاب. فهذا عز الدين عبدالحكيم رجل طاعن في السن من محافظة قنا وقف يبكي ويحيط به حشد من الناس. وقال وهو يلوح بيده دليلا على الرفض: «كل مرة نسألهم فيها يقولون انه ليس لدينا معلومات ولم تصدر أية بيانات». وأضاف يقول إن «المسألة هي لماذا السلطات المصرية لاتزال لا تعرف من غرق ومن مات. لقد أجرينا مليون اتصال تلفوني ولكن أحداً لا يريد الرد علينا».
وقال عز الدين عبدالحكيم وهو من محافظة قنا وكان ابن عمه البالغ من العمر 42 عاماً عائداً على العبارة من السعودية، إذ يعمل مدرسا إنه هو وعدد من أقاربه الآخرين وقفوا ساعات في الميناء من دون تلقي أي نبأ. وقال عبدالحكيم «لقد ذهبنا إلى مستشفى سفاجا ولكن الشرطة لم تسمح لنا بالدخول»
العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ