إلى العارفةِ الربّانيّة «أمّ البنين» في ذكرى رحيل أبنائها الأربعة
عــــذراءُ... قـانـتــةُ الــدجــى تـتـبـتّـلُ
ســـرّ الـسـمــاءِ بـدمـعِـهـا مـتـجــدولُ
عـبَــق إلــهــيّ وأنـــــت تــخـالــهُ
دون الـتـنـشُّــقِ أدمــعـــاً تـسـتـرسِــلُ
الـتـمـتــمــاتُ بـثــغــرهــا قِــدّيـــســةٌ
والــبــوحُ كــــان مـلائـكـيّــاً يـمــثُــلُ
خُــلُــقٌ تــــأرّج والـعـفــافُ يُـزيــنــه
وصـــلاةُ لـيــلٍ بـعــضُ مـــا تتـنـفّـلُ
تُنشـيـك فـــي الظـلـمـاءِ مـــن قـرآنـهـا
ســـــورٌ تــجـــوّدُ آيِــهـــا وتــرتّـــلُ
أمُّ الـبـنـيـنَ الـصِّـيــدِ مـــــا أدراكــهـــا
في الحسنِ تزهو... في المحامدِ ترفُلُ
قـــــد أنـجـبـتـهـا لـلــزمــانِ فـحــولــةٌ
عُـلـيـا بـنــي أســـدٍ فـفـاخــرَ أشــبُــلُ
مــا بـعـد فـاطـمـةٍ وعِـصـمـةِ نفـسِـهـا
لـمُــقــامِ حــيـــدرَ يُـسـتـطــاعُ تـبــعُّـلُ
مـــا بـعــد فـاطـمــةٍ تــكــونُ جــديــرةً
إلاّكِ فـاطــمُ فـالـبِـشـارةُ مــــن عَــــلُ
مــهْ يــا لِـسـانَ الشـعـرِ إنـــك عـاجــزٌ
أو قــل بـهـا مــا شـئـتَ فـهـو تـطـفُّـلُ
فـكـفــاك يـومـاهــا الــلـــذانِ تـسـابـقــا
فــضــلاً وأيــــمُ اللهِ كــــلٌ أفــضـــلُ
يــــومٌ تــقــولُ لـحــيــدرٍ لا تـدعُــنــي
بـاسـمـي فـأفـئِـدةُ الـصـغـارِ تُــزَلــزَلُ
يـتـذكّـرون جـــوىً مـصـائــبَ أمِّــهــم
والقلـبُ يغلـي كيـف يغـلـي المِـرجَـلُ
هــذا ويــومُ تصـيـحُ ثـكـلـى بـالأســى
لا تـدعُـونّـي - لـشــدّ مــــا تـتـحـمّـلُ
لا تـدعُـونّـي ويــــكِ بــعــد فـراقِـهــم
أمَّ الـبـنــيــنَ إذِ الــبــنـــونَ تـقــتّــلــوا
يـــا صـبـرهــا إذ فــارقــت أقـمـارَهــا
دون الحسـيـنِ وعــن حسـيـنٍ تـســألُ
فـكــأنــه كـــــان ابــنهــا وكــأنــهــم
دِرعٌ فـيـنـجـوا أو ظُــبَـــىً فـيـجـندِلُ
العدد 1253 - الخميس 09 فبراير 2006م الموافق 10 محرم 1427هـ