(أ) هي المرة الأولى التي ينثر فيها الشاعر العماني جاسم آل محمد صباحاته، وأحيانا انكساراته، ولكنها انكسارات لها ألف قامة وقامة. نص يدفعك الى الانحياز الى هكذا ذروة من الكلام/الفعل.

مدائن مظلمة ضجّت زفير(ن) مع غياب النــــــور

فحيح الآه والحسره... خناجــر و الطعون أســراب

غياهب و الصبح يشهق... غصب عنه رحل مجبـــور

تلفّظ آخـــر أنفاسـه... تهشّـم و الزمان أنيــــاب

زمان(ن) يصرخ ابغصّه... يلملم ما بقى و يثـــــور

و لا باقي سوى جمر (ن) عشق نــار (ن) وسطـــها ذاب

صفة منصوبة (ن) بيضـــــا يلونها خبر مكســـور

(زأيـر الصدق مـا عـرّا ملامــح وجـهنـا الكــذّاب)

تموت الأرض و العزّة... تموت تموت (ف) المبـــــذور

بريق العز في وجهــك قتيل (ن) و اندفــن (ف) تــراب

أنادي و انكســر صوتي و شفت العز بكـى مقهـــور

أنادي و انتحر عرقي و حزني في ضلوعـــي شــــاب

إذا قلبك بكــى الأقصـــى حنين (ن) تنفــعل و تثـور

صراخ المــجد في ذاتك جــريح (ن) في شريعةْ غـــاب

و اذا ثارت بك العزّة يقولوا مـارق (ن) مأجــــــور

صـدر حكم (ن) بإعدامك لِتهمه اسمها... ( إرهـــــاب )

تبي تغرس غصن أخضــــر و تجني من أراضي بـور

تجي تكذب على نفسك و عرقــوب (ن) من الأصحــــاب

تبي تغزو فكر أخرس و سيفــك في الوغى مبتـــور

تبي تلغي ألِف فكرة و عندك (مـ) الرجــال أذنـــاب

تبي طيرك يجيك يحــن و بيتك في الخــلا مهجــور

تبي يسكن قفــص صدرك و عنده للهجـر أسبـــاب

نعم أول بنيـــــنا العز ولا عشنا ظـلام قبـــور

شربنا المـجد ورهامـه... عدونا يرتجف و يهـــاب

نعم أول زمان العــز عدونا مــا قـــرب محظـور

وإذا جينا نمر صوبــه صدى خوف (ن) يسـد أبــواب

هنــا الإسلام و العزة... هنــا ربي وضع دستــور

هنا «محمــد» أجـل صلّى صلاتـه في وسِط محـــراب

هنا «التوبه» هنا «الكوثر»... هنا «قاف (ن)» بعــدها «الطور»

هنـا «خالد» رفع سيفه... هنـا عز (ن) لبنت حجــــاب

مدائن و الصبح ينعــي كرامـــةْ فارس (ن) مأســور

تغربـل في مطـر جاحــد و يرسـم للظلام أهــــداب

بقايا آخـــر أحلامــه شظايا مـن كسر بلـــــّور

نقش حلمه على نهد الكرامــــه وانتثر وارتــــاب

مدائــن والشتــا ينهش عظِم طفل (ن) ينادي النــور

ينادي عزّة الفارس... ينـــادي والطعون أســـراب

(ب) في سلطنة عمان لا تستطيع الا أن تتذكر عددا من الأصوات الفاعلة والمحركة، وان بدت منغلقة على نفسها في الساحة هناك. ربما يكون أكثرها حضورا في الذاكرة، على رغم تشعب اهتماماته وتعددها، الشاعر حميد البلوشي، ليؤكد لنا الشاعر آل محمد إمكان أن تحتفي الذاكرة بأسماء آخرين هم في الذروة والجميل من الكلام