العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

المسلمون يريدون فرض قيمهم على الآخرين!

مازالت محور اهتمام الصحف الأميركية مظاهرات الاحتجاج التي يشهدها العالم الإسلامي بسبب الرسوم المسيئة للإسلام.

وأجمع هؤلاء على ان المسلمين يريدون فرض قيمهم الخاصة على الآخرين!

وطالب أحدهم المسلمين المعتدلين التصدي لموجة الغضب المدروسة وإعلان رفضهم الإساءة إلى جميع المعتقدات إسلامية كانت أم مسيحية أم يهودية.

لكن هناك من لاحظ ان العالم يعيش حالياً صدام حضارات. وان الأمور ستهدأ مثلما حصل مع السود الأميركيين الذين كانوا ينتفضون لدى أقل مساس أو تعرض لحقوقهم وقيمهم بسبب المعاناة المزمنة من التمييز العنصري الذي مارسه البيض تجاههم. وها هم اليوم يمارسون التسامح في المجتمع الأميركي. «واشنطن بوست» واجب المسلمين المعتدلين التصدي للعنف.

وأعرب شارلز كروثامر في «واشنطن بوست» عن رفضه التام لكل أشكال العنف التي شهدتها تظاهرات الاحتجاج على الرسوم المسيئة للنبي محمد(ص)، مشدداً على أهمية حرية الإعلام في الغرب باعتبارها من القيم المقدسة التي تقوم عليها الحضارة الغربية.

ودعا المسلمين المعتدلين إلى الوقوف في وجه موجة الغضب المدروسة التي تعم العالم الإسلامي، وطالبهم بإعلان رفضهم الإساءة إلى جميع المعتقدات إسلامية كانت أم مسيحية أم يهودية. معتبراً ان المسلم المعتدل الحقيقي هو الذي يحتج على الإساءة إلى معتقدات غيره وإلا فإنه يعد انتهازياً ومتواطئاً مع منفذي أعمال الشغب. فحصر الاحتجاج بالإساءة إلى الإسلام فحسب يعني فرض عدد من المحرمات المتعلقة بالديانة الإسلامية من دون اعتبار ان حرية التعبير لدى الغربيين أمر مقدس أيضاً.

لكن كروثامر، اعتبر أيضاً ان ثمة في الغرب من يتواطأ مع مثيري الشغب ويدّعون الاعتدال، أي الذين رفضوا نشر الرسوم منعاً لتأجيج مشاعر الغضب لدى المسلمين، ولفت خصوصاً إلى الصحف الأميركية التي رفضت النشر والتي ذكر أنها كانت نشرت الرسم المشهور لأندريه سيرانو والذي يصور الصليب غارقاً في جرة من البول.

ووصف هؤلاء بأنهم جبناء رفضوا نشر تلك المتعلقة بالمسلمين بدافع من الخوف.

وأكد ان المحتجين على الرسوم ومن يقفون وراءهم يحاولون أن يملوا على الغرب إرادتهم. مؤكداً ان هذا الأمر مرفوض تماماً ويجدر بالمعتدلين الحقيقيين في الغرب وفي العالم الإسلامي أن يواجهوا هذه المحاولات.

المسلمون يملون قيمهم على الآخرين

ودافع مايكل كينسلي في «واشنطن بوست» عن نشر هذه الرسوم المسيئة في صحف أوروبية، مدرجاً ذلك في إطار حرية التعبير في الغرب.

واستغرب مواقف القيادات الإسلامية في العالم وعلى رأسها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيدعلي الخامنئي، الذي قارن بين إباحة التعرض لمقام النبي في الغرب وحرمة التشكيك بالمحرقة اليهودية. كما استغرب اتهام المسلمين للدول الغربية بأنها تسمح بالتعرض للمقدسات الإسلامية بينما تحظر توجيه الانتقادات للولايات المتحدة و«إسرائيل». فزعم ان أكثر الممارسات الغربية شيوعاً هي انتقاد السياسات الأميركية وحتى الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، أشار إلى مسرحية شهدتها مسارح نيويورك تحت عنوان «25 سؤالاً إلى أم يهودية» تنتقد أسلوب تربية اليهود لأبنائهم والتي تقوم بشكل أساسي على ترسيخ قضية المحرقة في أذهانهم وتنشئتهم منذ نعومة أظفارهم على فكرة انهم ضحايا دائمين للاضطهاد. لافتاً إلى ان صحيفة «نيويورك تايمز» وصفت المسرحية بأنها مسلية وصادقة لكنها لم تدع إلى إعدام مؤلف المسرحية مثلما يدعو المسلمون لقتل الناشر في الدنمارك. واستغرب رفض الصحف الأميركية النشر على رغم أنها تفرد حيزاً كبيراً للحديث عنها.

... وصراع حضارات وأمل التسامح

وعزا ديفيد إغناطيوس في «واشنطن بوست» الغضب الإسلامي العارم الذي تفجر في مواجهة الرسوم المسيئة للإسلام إلى حال الغليان والغضب الشديدين التي تعتمر قلوب المسلمين تجاه الغرب، والتي كانت تنتظر شرارة لتتفجر. لافتاً إلى ان ظروف المسلمين حالياً تشبه إلى حد بعيد أوضاع الأميركيين السود حين كانوا ينتفضون لدى أقل مساس بحقوقهم أو أي تعرض لقيمهم وذلك نتيجة المعاناة المزمنة التي تعرضوا لها عبر التمييز العنصري الذي مارسه البيض تجاههم.

غير انه لفت إلى ان السود في أميركا أصبحوا أكثر تسامحاً فهم لا ينزلون إلى الشارع للاحتجاج على التعرض لقيمهم أو رموزهم. وأعرب عن أمله بأن تكون هذه المرحلة بين الغرب والمسلمين هي مرحلة الغضب وحسب وأن المستقبل سيكون للتسامح والمصالحة كما حصل في الولايات المتحدة.

ودعا شعوب العالم إلى التنبه من حقيقة ان العالم يشهد صداماً بين الحضارات، مؤكداً أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو بالمصالحة الحقيقية

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً