يستمر الآلاف من المواطنين في إحياء ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين (ع) وأهله وأصحابه، في مناطق البحرين المختلفة للتعبير عن الحزن والرثاء لأهل البيت (ع) من خلال مواكب العزاء التي كان آخرها احتضان منطقة إسكان عالي يوم أمس المواكب العزائية.
وفي الوقت الذي تجمعت فيه تلك المواكب من مناطق مختلفة، استعد أهالي المنطقة للاحتفال بهذه المناسبة بما يليق بها، من خلال توزيع المأكولات والمشروبات.
«الوسط» التقت رئيس مأتم القائم بإسكان عالي عبدالأمير سرحان، وهو المأتم المستضيف لمواكب العزاء، فتحدث عن استعدادات المأتم لاستضافة تلك المواكب، قائلاً: «إننا كمسلمين نحيي ذكرى عاشوراء في اليوم الثاني عشر من محرم، وذلك لارتباط أهالي المنطقة وبقية المناطق بالمشاركة في مواكب العزاء في اليومين السابقين وهما العاشر والحادي عشر من محرم»، موضحاً «أن المأتم يبعث رسائل في كل عام إلى جميع المآتم الحسينية التي تخرج مواكب عزاء تدعوها فيها (الرسالة) إلى المشاركة في عزاء يوم الثاني عشر من محرم»، مشيراً إلى «أن تلك الرسائل تزيد على الـ 25 رسالة، إلا أن المستجيبين لها يقدرون بـ 9 مآتم».
وعن سبب عدم استجابة البقية أجاب سرحان «أن ذلك يعود لارتباطات تلك المآتم بمواكب أخرى في مناطق مختلفة»، لافتا إلى «أن العام الماضي شاركت 9 مواكب عزاء في اليوم الثاني عشر في إسكان عالي، بينما شاركت هذا العام 7 مواكب عزاء».
وأضاف «يشاركنا اليوم زنجيل من منطقة الديه، وموكب عزاء من منطقة سترة، وآخر من منطقة بوري، بالإضافة إلى موكب عزاء البنائين من منطقة المحرق، وموكب عزاء كرزكان، وعالي».
وفيما يتعلق بالاستعدادات، قال سرحان: «نركز في الاستعدادات على الضيافة، إذ إننا نحضر ما يزيد على 14 قدرا، بالإضافة إلى أكثر من 3 آلاف صحن محمول للتوزيع على المعزين. هذا، مع توفير المياه والعصائر»، موضحاً «أن الأهالي أيضاً يقومون باستضافة المعزين من خلال توزيع المأكولات والمشروبات».
وكشف سرحان «أن المأتم أنفق لغاية يوم أمس مع احتساب أجور الخطباء ما يقارب الـ 7 آلاف دينار».
من جهته، قال عالم الدين الشيخ علي الهويدي: «نقيم العزاء اليوم إحياء لذكرى الإمام الحسين (ع)، وهذا الإحياء يعتبر وفاء لدماء الحسين الطاهرة و أهدافه»، مؤكداً «قضية المحافظة على المواكب الحسينية كونها تقليدية، في ظل التطور السريع الذي دخل على مراسم إحياء تلك الذكرى، فالبعض يتساءل عن سبب عدم إدخال ذلك التطور إلى تلك المواكب، و نجيب بأن السبب الأول في ذلك هو تأكيد علماء الدين إحياء هذه المناسبات وعاشوراء بالشكل المؤثر، والأمر الثاني هو أن المواكب التقليدية استطاعت أن تأتي بنتائج مثمرة وبناءة، فرأينا الكثير من الوسائل التي تمتاز بالتطور وبطء المراحل إلا أن تلك الوسائل كثيرا ما تفشل في هذه المناسبات». أما فيما يتعلق بالجمهور فعقب الهويدي موضحاً «أن العلماء يؤكدون أن ثقافة المسلمين ووعيهم ما هي إلا استلهام من مبادئ الإمام الحسين (ع) باعتبار أن مبادئ الثورة الحسينية علمت المسلمين المواظبة على أداء الصلاة، هذا بالإضافة إلى تغليب المبدأ والعقيدة على العاطفة»
العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ