العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

«عزوف نسائي» عن الانخراط في الجمعيات السياسية الإسلامية

أجمعت بعض الفعاليات النسائية على «شبه عزوف» نسائي للانخراط في العمل السياسي ضمن صفوف الجمعيات السياسية، وخصوصاً الإسلامية منها. إذ تشير الاحصاءات أن أعداد النساء ونسبتهن ضمن التيارات السياسية الإسلامية لا تزال ضعيفة على رغم «تشجيع ملحوظ» لتلك التيارات على استقطاب النساء للعمل السياسي.

من جانب آخر أكدت عضو جمعية المنبر الوطني الإسلامي هيفاء محمود نية الجمعية في دعم مترشحات نساء، مشيرة إلى أن بعض الأسماء النسائية عرضت على مجلس إدارة الجمعية طلباً للدعم، إلا أن الجمعية مازالت في وضع تدارس تلك الأسماء. وذكرت محمود في حديثها مع «الوسط» أن المنبر يدعم « غير المنبريات» إن وجد فرصتهن قوية للفوز في دوائرهن، وتلاقت توجهاتهن مع توجهات الجمعية «الإسلامية».

كما أكدت كل من عضوتي شورى جمعية الوفاق الوطني الاسلامية سكينة العكري وعفاف الجمري عدم نيتهما للترشح في الانتخابات النيابية المقبلة كوجوه نسائية تابعة «للوفاق»، غير أنهما أشارتا إلى أنهما قد تقدمان على الترشح، إذا «استدعت مصلحة التيار ذلك».

في الوقت نفسه، أشار عضو مجلس بلدي المحرق الشيخ صلاح الجودر أن وجود النساء في عضوية بعض الجمعيات السياسية، وخصوصاً الإسلامية منها، وجود «شكلي» غير حقيقي أو فاعل، داعياً الجمعيات السياسية على اختلافها أن تفتح المجال لأن تترأس امرأة مجالس إدارتها.


المرأة البحرينية في التــــــــــــــيار الإسلامي السياسي كفاءات «محدودة» تدين بالــــــــــــولاء لتيارها وتدعم بنات جنسها

الوسط، السلمانية - ندى الوادي

يعاب على التيار الإسلامي على الدوام عدم تشجيعه المرأة على الانخراط في العمل السياسي، ووضعه العراقيل «الشرعية» دوماً أمامها لتحصرها في إطارات الأدوار التقليدية للمرأة. غير أن واقع الحال في البحرين يثبت أن النساء عززن وجودهن، على قلتهن، في بعض التيارات الإسلامية السياسية، واستطعن خوض الانتخابات والفوز داخل تياراتهن السياسية، منافسات بذلك باقي الأعضاء من الرجال، حتى وصلت بعضهن إلى إدارة تلك الجمعيات السياسية. «جهينة» تفتح هذا الأسبوع ملف «المرأة والعمل الإسلامي السياسي»، واختارت أن تلتقي ببعض الوجوه النسائية الموجودة على خريطة العمل السياسي الإسلامي في بعض الجمعيات. وعلى رغم قلة تلك الوجوه، وعدم ظهورها كثيراً على الساحة، إلا أن أحداً لا يمكن أن يغفل كفاءتها وعطاءها. وربما تعتبر كل من جمعية المنبر الوطني الإسلامي، وجمعية الوفاق الوطني الإسلامية «سباقتان» في تعزيز تلك الوجوه النسائية، وإشراكها في مواقع اتخاذ القرار. «جهينة» تلتقي عضوتين اجتازتا انتخابات شورى الوفاق الماضية بنجاح بعد أن دخلن في المنافسة مع كثير من الأعضاء الرجال في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، كما تلتقي طبيبة

«ماهرة» استطاعت أن ترأس مكتب قضايا المرأة في جمعية المنبر الوطني الإسلامي، وتفوز في انتخابات الجمعية أيضاَ لتصبح عضوة في مجلس إدارة الجمعية. ليتحدثن عن واقع المرأة في تيارهما، وعن العطاءات التي تبذلنها، والتضحيات التي تقدمنها.


المرأة الوفاقية:

إيمان بالتيار واتهام بتغييب الإسلاميات

عندما نتحدث عن التيار السياسي الإسلامي الشيعي في البحرين، تتبادر إلى الأذهان مباشرة جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، كأحد «أنشط» الجمعيات السياسية ذات التيار الإسلامي في البحرين. ولم يأت اعتبار الجمعية بـ «النشيطة» فقط للموضوعات التي تطرحها، ولتأثيرها في قطاع كبير من الشارع البحريني، ومواكبتها الحوادث المحلية التي تعبر عنها بردات فعل مستمرة بحسب «توجهاتها الخاصة»، بل أيضاً للمشاركة «الفاعلة» لوجوه نسائية مختلفة ضمن هذا التيار أو محسوبة عليه.

«الوفاق» التي يبلغ عدد عضواتها من النساء نحو 400 عضو، بما يشكل ما نسبته 30 إلى 40 في المئة من عضوية الجمعية، وصلت فيها المرأة إلى منصب عضوية مجلس الإدارة، ورئاسة بعض الدوائر في الجمعية، غير أنها لم تصل إلى منصب «الأمين العام» ولا يعتقد أنها ستصل «في وقت قريب» إذ لا يزال الوقت ربما مبكراً لكي تقتحم المرأة «الوفاقية» هذا المنصب الحساس، 3 عضوات من الجمعية خضن انتخابات «شورى الوفاق» الأخيرة، وتمكن من اجتيازها بنجاح ضمن قوائمهن نافسن من خلالها عدداً من الرجال وتفوقن عليهم.

«الوسط» التقت عضوتين من عضوات الجمعية، ممن تمكن من الفوز في انتخابات الجمعية الماضية، إذ بدين راضيات عن مواقعهن في الجمعية، متفائلات بأن تصل المرأة لمراكز أكبر في المستقبل القريب، مستعدات «للتضحية» من أجل مصلحة التيار الذي ينتمين إليه.

لا نريد الترشح للبرلمان، لكن سنفعل لو كان في «مصلحة» التيار

تحدثت عضوتا شورى جمعية الوفاق الوطني الإسلامي سكينة العكري وعفاف الجمري في لقائهما مع «الوسط» عن المرأة والعمل السياسي في التيار الذي ينتمين إليه، إذ أكدتا أن المرأة «بارزة وفاعلة» في تيارهن لعدم وجود «عائق نظري» في الايديولوجية الدينية التي يتبعها التيار، وإنما العائق متمثل في موروثات وتقاليد متعارف عليها، و يمكن التغلب عليها مع الوقت والإصرار على الدخول في المعترك السياسي.

وتؤكد كل من العكري والجمري أنهما لا تعتزمان الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، غير أنهما قد تغيران رأيهما لو دعاهما «تيارهما» لذلك، إذ اعتبرتاه واجباً عليهما الالتزام به و«التضحية» من أجل ما يراه التيار صالحاً.

من جانبها، ترى العكري أن الوقت لا يزال مبكراً بالنسبة إليها كي تتقدم للترشح في الانتخابات البرلمانية، إذ إنها تريد أن تبني شخصيتها السياسية أولاً وتعتقد أنه ما يزال أمامها بعض الوقت، مشيرة إلى أنها تحترم قرار مؤسسة الوفاق، وبهذا ارتأت العكري أن تعمل بهدوء ضمن مؤسسة «الوفاق» التي تؤمن بها بشكل «كلي»، متيقنة أن بإمكانها بناء كوادر نسائية قوية. فيما أكدت كل من العكري والجمري أنهما إن لم يشاركا في الدورة المقبلة في الانتخابات فربما تشاركان في الدورة التي تليها.

لا أمل لفوز مترشحة مستقلة في دائرة «وفاقية»

وترى الجمري أن العمل البرلماني يحتاج إلى تفرغ كامل وجهد كبير، لذلك فمن الصعب على المرأة الإقدام عليه بسهولة، فهي شخصياً غير متأكدة من تمكنها من التفرغ لهذا العمل على رغم «ثقتها» بقدرتها وإمكاناتها. كما ترى أن العائق الأهم في طريق المرأة هو نظرة المجتمع التي لا تزال تقف «إلى حد ما» في وجه خوض المرأة للعمل السياسي. بينما تخالفها العكري النظرة لتؤكد أن المجتمع «مستعد» برأيها لانتخاب المرأة لمنصب سياسي، تحتاج المرأة برأيها فقط إلى «دعم سياسي من تيار قوي»، إذ ترى العكري أنه في حال قررت «الوفاق» المشاركة في الانتخابات المقبلة، ودعمت في خوضها سيدة معينة، فإن مصير هذه المرأة مؤكد «بالفوز» على رغم أية موروثات اجتماعية أو تقليدية، إذ إن هذا الدعم قد يساهم بشكل أو بآخر في كسر أي حواجز مجتمعية، وتعتبر العكري إمكان دعم «الوفاق» لامرأة مترشحة «فرصة مواتية للمرأة» سيترتب عليها نجاح إحدى السيدات «بالضرورة»، وخصوصاً مع وجود نموذج نسائي قادر على القيادة السياسية. وتؤكد العكري نظرتها تجاه المرأة المستقلة في مواجهة التيارات الدينية بقولها «المرأة لو تقدمت للترشيح» مستقلة «في أحد المناطق التي يغلب عليها تيار الوفاق، أو أي من التيارات الدينية الأخرى التي تسيطر على بعض المناطق، فلا أمل لها بالفوز» نتيجة هيمنة التيار الديني على الشارع. وتعتبر العكري الوضع «مؤسفاً» في حال قررت «الوفاق» المشاركة في الانتخابات ولم توجد ضمن قائمة مرشحيها سيدة «كفؤة» للحصول على دعم الجمعية والاستفادة منه، معتبرة إياه بمثابة «خسارة كبرى» للمرأة وللتيارات الإسلامية في الوقت نفسه إذ تتهم في الكثير من الأحيان بالانغلاق وبنظرتها الضيقة تجاه عمل المرأة في السياسة في حين أنه أمر غير صحيح في رأيها.

المرأة ليست عدواً للمرأة

تصف الجمري إقدام بعض النساء على الترشيح «بالخطوة الجريئة»، إذ على رغم أنها ترى أن بعض النساء المترشحات لم يكنّ بالكفاءة المطلوبة، غير أنها أشادت بهن لأنهن كسرن الحاجز النفسي للمجتمع، كما تعبر الجمري عن أملها الكبير بنجاح المرأة هذه المرة إذا حصلت على دعم جمعية سياسية معينة كالوفاق، مشيرة إلى أن «لا أمل للمرأة في الفوز إن نزلت مستقلة».

«المرأة ليست عدواً للمرأة»، هذا ما تراه كل من الجمري والعكري، وإنما هي تيارات وخلافات طبيعية وعادية تحصل بين الرجال مثلما تحصل بين النساء، وهو وضع «صحي» في رأي الجمري وليس «ظاهرة»، وفي الوقت الذي تتحول فيه عداوة المرأة لأختها المرأة إلى ظاهرة منتشرة فستتحول إلى «مشكلة كبيرة»،إذ ترى العكري بدورها أن هذه الظاهرة قد تشكل عائقاً آخر يضاف إلى العوائق التي تقف في وجه المرأة، داعية المرأة المترشحة إلى محاولة كسب أختها المرأة.

غياب أو «تغييب» التيار الإسلامي السياسي

ترى العكري غياباً واضحاً للتيار الإسلامي من مواقع صنع القرار، والمناصب التنفيذية العليا في الدولة، مشيرة إلى أن التيارات الإسلامية «غائبة» بسبب معوقات «التمييز» بينها وبين التيارات الأخرى، وتشير إلى أن النساء المنتميات لهذه التيارات يعانين أيضاً بالضرورة من «تغييب واضح» يتمثل في صعوبة اختراق المناصب الرسمية، مشيرة إلى حاجة فعلية لتمثيل النساء من التيارات الإسلامية السياسية في مواقع صنع القرار وفي المراكز القيادية إذ يمثلن تياراً واسعاً لا يمكن تجاهله، بينما تؤيدها الجمري في رؤيتها بقولها ان المرأة في التيارات الإسلامية السياسية في البحرين تعاني إما التغييب إما بسبب عوائق نظرية متضمنة في أيديولوجية هذا التيار الدينية، أو من عوائق «التمييز» لصالح تيارات أخرى والتي تجعل هناك صعوبة حتى في ظهور وتمكن الرجال من التيار نفسه. من جانبها تشير العكري إلى أن هناك توجهاً من قبل جمعية الوفاق للتعامل مع جميع مؤسسات الدولة وخصوصاً معهد التنمية السياسية مستق

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً