قبل بداية كأس الأمم الإفريقية الخامسة والعشرين لكرة القدم (كروكونايل 2006) التي اختتمت فعالياتها أمس الأول (الجمعة) في مصر كانت جماهير الساحرة المستديرة في كل مكان بالعالم في حال ترقب شديد لما سيقدمه النجوم الكبار مع منتخبات فرقهم في البطولة.
واتجهت الأنظار إلى النجوم أصحاب الأسماء الإفريقية الكبيرة في عالم الاحتراف الأوروبي مثل الكاميروني صامويل إيتو والايفواري ديديه دروغبا والنيجيري أوستين جاي جاي أوكوشا والسنغالي الحاج ضيوف والمصري أحمد حسام (ميدو) والتونسي دوس سانتوس والغاني ستيفن أبياه والتوغولي إيمانويل أديبايور وغيرهم من النجوم البارزين في هذه المنتخبات الستة عشرة التي شاركت في البطولة.
ولكن القليل منهم فقط نجح في إثبات ذاته وكان عند حسن الظن خلال مباريات البطولة، بل إن بعض النجوم الذين ظهروا بمستوى جيد في الدور الأول فشلوا في مواصلة التألق وتحولوا إلى نجوم في قفص الاتهام لأسباب مختلفة ويأتي في مقدمتهم إيتو ودروغبا وميدو.
وإذا كان الكاميروني صامويل إيتو قد خاض البطولة وهو أقوى المرشحين للفوز بلقب الهداف وكان مرشحا بقوة أيضا لقيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية بل وإلى منصة التتويج باللقب فإن أداء ومسيرة إيتو مع الفريق الكاميروني في البطولة الإفريقية الحالية كانت أقل من المتوقع.
وعلى رغم الأهداف الخمسة التي سجلها اللاعب مع الفريق في الدور الأول بواقع ثلاثة أهداف في مرمى أنجولا وهدف واحد في مرمى كل من توغو والكونغو الديمقراطية ليعتلي قمة قائمة هدافي البطولة فشل إيتو في هز الشباك الايفوارية في المواجهة الأكثر أهمية.
والأكثر من ذلك أن نجم هجوم برشلونة، هداف الدوري الإسباني إيتو كان أحد الأسباب المباشرة في خروج فريقه من البطولة صفر اليدين بعدما أهدر إحدى ركلات الترجيح في مباراة الفريق بدور الثمانية أمام كوت ديفوار لينهي بذلك ماراثون ركلات الترجيح لصالح المنتخب الايفواري 11/12 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1.
وفجأة تحول النجم الكاميروني المرشح الأول للفوز بلقب أفضل لاعب إفريقي للعام 2005 على رغم المنافسة الشرسة من دروغبا والغاني مايكل إيسيان من «بطل قومي» إلى «متهم» أو كما يقال بالإنجليزية «من هيرو إلى زيرو» وتعني «من بطل إلى لا شيء».
وكان إيتو قد افتتح التسجيل من ركلات الترجيح لفريقه ورد عليه دروغبا وواصل لاعبو الفريقين تسديد ركلات الترجيح ليسجل جميع اللاعبين الـ 22 بواقع 11 في كل فريق ركلات الترجيح من دون أن يهدر أي منهم الضربة، ولكن عندما بدأت الجولة الثانية بعد التعادل 11/11 أخفق إيتو في ضربته الثانية وأطاح بها خارج المرمى ليطيح بآمال الأسود في البطولة.
وضاعف دروغبا من أحزان إيتو لأنه كان صاحب ركلة الفوز والتأهل للمربع الذهبي ليعلن تفوقه على إيتو هذه المرة.
ونجح إيتو في ترك بصمة حقيقية في البطولة إذ سجل ثلاثة أهداف في مرمى الفريق الانغولي ثم أتبعها بهدف عالمي في الشباك التوغولية ليصيب بلدغاته المميتة اثنين من الممثلين الخمسة للقارة السمراء في كأس العالم قبل أن يحرز هدفا آخر لفريقه في مرمى الكونغو الديمقراطية في ثالث مباريات الدور الأول ليرتفع رصيده في البطولة إلى خمسة أهداف على قمة هدافي البطولة.
لكن جماهير الكاميرون لن تنسى لايتو أنه كان السبب في خروج فريقها من هذه البطولة التي كان الفريق أقوى المرشحين للفوز بلقبها.
أما النجم الثاني للبطولة فكان حتى الآن عند حسن الظن به وهو الايفواري ديديه دروغبا وخصوصاً بعد هدفه في مرمى نيجيريا الذي قاد الأفيال إلى النهائي الثاني في تاريخهم حتى جاءت المباراة النهائية لتشهد ليلة سقوط دروغبا إذ تجرع من الكأس نفسه الذي شربه إيتو وأهدر ضربة الجزاء الأولى بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
ونجح دروغبا باقتدار في قيادة الفريق خلال مباراتيه أمام المغرب وليبيا في الدور الأول إذ سجل هدفا في كل مباراة ليقود الفريق إلى الفوز 1/صفر و1/2 على الترتيب وبالتالي ضمان التأهل للدور الثاني في البطولة قبل خوض المباراة الثالثة في الدور الأول أمام المنتخب المصري.
ولكن نجم تشلسي بطل الدوري الإنجليزي دروغبا أعلن عودته بقوة بعد التماثل للشفاء من الإصابة وقاد منتخب بلاده إلى الدور قبل النهائي للبطولة بعدما سجل ضربة الجزاء الحاسمة في مباراة دور الثمانية أمام المنتخب الكاميروني.
وبعد ذلك جاء الدور قبل النهائي ليشهد إنجازا جديدا لدروغبا عندما سجل هدف المباراة الوحيد في المرمى النيجيري ليقود الأفيال إلى النهائي.
ولكن المسيرة لم تدم على الحال نفسه فقد أهدر دروغبا هدفا مؤكدا لفريقه في المباراة النهائية أمام مصر وأطاح بالكرة فوق العارضة وهو في حلق المرمى في الوقت القاتل من المباراة.
وجاءت ركلات الترجيح في المباراة النهائية لتحول دروغبا إلى نجم آخر في قفص الاتهام إذ أهدر الضربة الأولى في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يخطف الأفيال الذين سجلوا 12 ضربة متتالية من إجمالي 12 ضربة سددوها في دور الثمانية اللقب بسهولة من الفراعنة بعد وصول المباراة إلى ماراثون ضربات الترجيح.
وفي المنتخب المصري كان من المتوقع أن يصبح أحمد حسام (ميدو) هداف فريق توتنهام الإنجليزي المنافس الأقوى لايتو ودروغبا على لقب نجم وهداف البطولة وخصوصاً أن جميع الظروف كانت مهيأة أمامه لتحقيق إنجاز بارز مع المنتخب المصري في البطولة الإفريقية الحالية التي تقام في مصر.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إذ كانت الإصابة اللعينة سببا في عدم ظهور ميدو بالمستوى المطلوب منه في البطولة.
وغاب اللاعب للسبب ذاته عن صفوف المنتخب المصري في مباراته أمام المنتخب الكونغولي في مباراة دور الثمانية.
وعندما عاد ميدو إلى صفوف الفريق في الدور قبل النهائي لم يكن بالمستوى المطلوب منه إذ فشل في هز شباك أسود داكار على مدار 80 دقيقة.
وعندما حان وقت التغيير كان ميدو على موعد مع دخول قفص الاتهام إذ اعترض على التغيير ودخل في مشادة كلامية مع مديره الفني حسن شحاته بجانب خط الملعب ليثير ضده الجماهير قبل أن يتعرض للإيقاف ستة أشهر عن المشاركات الدولية مع المنتخب.
وحرم الإيقاف ميدو من المشاركة في المباراة النهائية ولكنه حرص على الوجود بجانب الفريق في المباراة النهائية ونال التكريم نفسه الذي ناله باقي لاعبي الفريق عقب انتهاء المباراة بعد أن أحرز الفراعنة اللقب ونسوا كل شيء.
العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ