وصل الوفد الرسمي المرافق لرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة امس الى اسطنبول قادما من انقرة لاستكمال برنامج الزيارة التي تعتبر تاريخية لانه للمرة الاولى يزور خلالها رئيس الوزراء تركيا وهي تمهد الطريق لزيارة اخرى محتملة لجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة بهدف فتح الابواب الواسعة للتعاون الاقتصادي والسياسي مع دولة استراتيجية كتركيا التي ترتبط مع الاتحاد الاوروبي من جانب ومع «الشرق الاوسط» من جانب اخر.
وفي اسطنبول كان الحديث الاهم هو الاتفاق بين اصحاب الاعمال البحرينيين والاتراك على تأسيس مجلس الاعمال التركي البحريني الذي سيشكل مناصفة من نحو 24 من كبار اصحاب الاعمال الذين يمارسون نشاطا تجاريا وصناعيا ولديهم مصالح في البلدين. ومع تأسيس مجلس الاعمال التركي البحريني فان القطاع الخاص في البلدين ستكون له آلية تنفيذ بنود الاتفاقين اللذين تم توقيعهما في العاصمة التركية ( الاربعاء ) الماضي اذ وقع وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد ال خليفة اتفاق تنشيط وحماية الاستثمار بين البلدين واتفاق التعاون التركي. كما تم التوقيع على برتوكول للتعاون الاذاعي والتلفزيوني بين البلدين.
#زيارة سمو رئيس الوزراء تفتح أبواباً واسعة في تركيا
تأسيس مجلس الأعمال التركي البحريني#
أسطنبول - منصور الجمري
وصل الوفد الرسمي المرافق لرئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أمس إلى اسطنبول قادماً من أنقرة لاستكمال برنامج الزيارة التي تعتبر تاريخية لانها أول مرة يزور خلالها رئيس الوزراء لتركيا وهي تمهد الطريق لزيارة أخرى محتملة لجلالة الملك صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بهدف فتح الأبواب الواسعة للتعاون الاقتصادي والسياسي مع دولة استراتيجية (تركيا)، ترتبط مع الاتحاد الأوروبي من جانب ومع الشرق الأوسط من جانب آخر.
وفي اسطنبول فإن الحدث الأهم هو الاتفاق بين أصحاب الأعمال البحرينيين والاتراك على تأسيس «مجلس الأعمال التركي البحريني» الذي سيتشكل بالمناصفة بنحو 24 من كبار اصحاب الأعمال الذين يمارسون نشاطاً تجارياً أو صناعياً أولديهم مصالح في البلدين.
ومع تأسيس مجلس الأعمال التركي البحريني فإن القطاع الخاص في البلدين ستكون له آلية تنفيذ بنود الاتفاقين اللذين تم توقيعها في العاصمة التركية (الأربعاء) الماضي، إذ وقع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة اتفاق تنشيط وحماية الاستثمار بين البلدين، واتفاق التعاون الجمركي. كما تم التوقيع على برتوكول للتعاون الإذاعي والتلفزيوني بين البلدين، وعقد أصحاب الأعمال لقاءات مشتركة مع نظرائهم الأتراك وتم الاتفاق على استكمال ودراسة جدوى لتأسيس شركة مشتركة تستثمر في الفرص المتاحة لأصحاب الاعمال في كلا البلدين. أحد أصاحب الأعمال الاتراك، أزجون ما غلت، حرص على حضور اجتماع اسطنبول الذي أعلن خلاله عن تأسيس مجلس الأعمال التركي البحريني وقال لـ «الوسط» ان شركته المتخصصة في أعمال الانشاءات حريصة على تطوير العلاقات مع منطقة الخليج وهي تدرس امكان اتخاذ البحرين منطلقا لأعمالها، مطبقاً ان أصحاب الأعمال الأتراك يعلقون الآمال على التوجه الجديد لفتح آفاق التعاون بين تركيا ومنطقة الخليج، معتبرين زيارة سمو رئيس الوزراء دليلاً على شعور الجانبين، البحرين والتركي بأهمية الفرص المتوافرة حالياً.
وقال مصدر مطلع لـ «الوسط» ان زيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة فتحت الأبواب لأصحاب الأعمال، وخصوصاً وأن الاتفاقات بين الطرفين بالامكان تطويرها بهدف التوصل إلى إطار للتعاون في عدة مجالات استراتيجية لأن تركيا تعتبر من الدول التي نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء، ونجحت في خلق قطاعات ناجحة مثل النسيج وصناعة الاجهزة والمعدات، وبالإمكان اغناء التجربة البحرينية من خلال توفير فرصة للاتراك لاعتماد البحرين بوابة لهم في المنطقة.
واضاف المصدر ان البحرين لديها اتفاق تجارة حرة مع اميركا، وتركيا عضو مشارك للاتحاد الأوروبي، وهو بانتظار ان يحصل على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي خلال الـ 10 أو 15 سنة المقبلة، ولذلك فإن هناك فرصاً للاتراك لنقل خبراتهم للبحرين بهدف انشاء مؤسسات صناعية لمساعدة التصدير إلى الأسواق الكبيرة مثل الولايات المتحدة وينتظر حالياً الاعلان عن أعضاء مجلس الأعمال التركي البحريني، ومن المتوقع اشراك بعض أصحاب الأعمال الذين لديهم استثمارات في تركيا، مثل رجل الأعمال اسماعيل كازروني، كما من المتوقع ان يعلن عن تشكيل لجنة تنفيذية تأخذ على عاتقها الاشراف على تنفيذ بنود الاتفاقات بين الطرفين.
وفيما اذا كانت جميع العقبات قد ازيلت، قال مصدر بحريني لـ «الوسط» ان الحكومة قامت بما عليها وهذه الزيارة رفعية المستوى هي أكثر ما يمكن تقديمه وعلى القطاع الخاص ان يبادر في اغتنام الفرص فالريادة تعود اليه اساساً وليس إلى الحكومة، لان الاتفاق الآن يوفر حماية للمستثمرين ويؤكد عدم وجود ازدواج ضريبي، وتركيا تمتلك امكانات كبيرة وهي تتوجه للمنطقة وعلينا ان تتوجه إليها بحثاً عن المصالح المشتركة.
زيارة سمو رئيس الوزراء إلى تركيا نتج عنها آلية بين الحكومتين من خلال الاتفاق لتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون الجمركي، وآلية بين اصحاب الاعمال من خلال مجلس الأعمال التركي البحرين، وقد عبر سموه عن ارتياحه من الزيارة واشار أثناء لقائه الوفد الصحافي، قائلاً: «ان شاء الله نستفيد مما وصلت إليه تركيا من تصنيع في جميع المجالات، ونتعلم من كيفية تطوير المنتجات المحلية لدنيا، كيف نستفيد من الفرصة لخدمة شعبي البلدين، فنحن بحاجة إلى فتح اسواقنا الخليجية بعضها بعضاً، وبحاجة إلى تطوير التعاون مع بلد مثل تركياً. واضاف ان العالم قد تغير كثيراً، ويجب ان نصعد برامج التنمية بحيث نستطيع ان نحمي انفسنا ونطور بلداننا.
وبعد التوقيع على اتفاق انشاء مجلس الأعمال التركي البحريني قال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين عصام فخرو «ان هذه فرصة تعزيز البيئة الاستثمارية بين البلدين التي نأمل من خلال هذا المجلس إلى تعزيز التبادل التجاري في البحرين وتركيا، والبحرين هي بوابة الخليج وتأمل ان تستقطب المزيد من الخبرات التركية».
من جانبه قال وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو ان زيارة سمو رئيس الوزراء إلى تركيا تعتبر مهمة في المدى البعيد، وان هناك قواسم مشتركة بين البلدين، ونحن نزور تركيا بعد ثلاثة أشهر من زيارة رئيس الوزراء التركي وهو تأكيد على التماثل الايجابي الذي نستطيع الحصول عليه من خلال التجارة والتعاون الاستراتيجي وعلى رغم ان حجم التجارة البينية صغيرة حاليا فإننا نبدأ مرحلة جديدة، ونستطيع ان نسير قدما باتجاه مستقبل أكبر، فتركيا استطاعت ان تحرك قطاعها الخاص وبدعم من سياسة دنياميكية للحكومة، وتركيا تطرح نفسها جسراً بين أوروبا والشرق الأوسط والبحرين لديها التوجه ذاته بدعم من الحكومة اقتصاد متنوع يقوده القطاع الخاص بحسب برامج الاصلاح المطروحة حالياً التي ستنقل البحرين إلى مستوى الاقتصاد المعرفي وعليه فإن بيئتنا الخالية من الضرائب توفر محفزات كبيرة لأصحاب الأعمال ولدينا الآن مركز المستثمرين الذي يسرع تأسيس الشركات وتسهيل المعاملات والاجراءات.
وقال «اننا مؤمنون بالتجارة الحرة من أجل تنمية مستدامة، وقد استطعنا من اكمال التصديق على اتفاق التجارة الحرة مع أمركيا، ونحن ندعو تركيا للاستفادة بن كل ذلك لاتخاذ البحرين بوابة للمنطقة وقمنا باقتراح مشروع جديد للشركات سيتم عرضه على البرلمان، وهو يعتمد على أفضل الممارسات الدولية في الحوكمة وإدارة الأعمال. كما ان لدينا مشروعات لمناطقة صناعية وبحقيقة وهي في طور الانشاء على أسس حديثة ومتقدمة وكلها متوفرة للقطاع الخاص الباحث عن فرص نامية ومجزية».
رئيس مجلس العلاقات الاقتصادي التركي رونا يورجالي قال بأن تركيا بعدد كانها البالغ سبعين مليونا تحتل الموقع الثامن عشر من ناحية حجم الاقتصاد على مستوى العالم وهي دخلت مفاوضات منذ نهاية العام الماضي مع الاتحاد الاوروبي بهدف الحصول العضوية الكاملة، ولكن حالياً فان تركيا ليها اتفاق جمركي مع الاتحاد الاوروبي، ولديها اتفاق تجارة حرة مع 15 دولة، وخلال الاعوام الماضية انخفض الغلاء من 39 في المئة إلى 5 في المئة، وناتجها القومي كانت أكثر من 5 في المئة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وحجم الاستثمارات الخارجية في تركيا تبلغ نحو 35 مليار دولار نظراً للاصلاحات الهيكلية في الاقتصاد بحسب خطة الحكومة خلال السنوات الثلاثة الماضية».
خلال تشريف سموه حفل توقيع تأسيس المجلس الاقتصادي البحريني التركي بارك رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة تأسيس المجلس الاقتصادي البحريني التركي، مؤكدا سموه أنه خطوة جيدة تعزز ما تم بناؤه من أسس قوية للتعاون الثنائي بين البلدين، داعيا سموه رجال الأعمال في كلا البلدين إلى استقلال ما وفرته حكومتا البلدين من تسهيلات ومزايا وارضية راسخة للتعاون في المجالات التجارية والاستثمارية وخصوصاً في ظل ما تم توقيعه من اتفاقات ثنائية تشجع رجال الاعمال والمستثمرين وتعطيهم الثقة الكاملة في اقامه المشروعات المشتركة. جاء ذلك خلال حفل الغداء الذي اقامة مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي تكريما لصاحب السمو رئيس الوزراء والوفد المرافق لسموه. واشار سمو رئيس الوزراء إلى ان مملكة البحرين تسعى دائماً إلى تطوير اقتصادها خلال أسس علمية مدروسة وان البحرين تقدم كل التسهيلات والمزايا للمستثمرين ما يعطي الثقة لدى المستثمر، مؤكدا سموه سعي مملكة البحرين إلى اقامة شراكة اقتصادية كاملة مع جمهورية تركيا، موجها سموه في هذا الصدد رجال الأعمال في البلدين إلى ترجمة العلاقات الثنائية المتميزة واتفاقات التعاون بين البحرين وتركيا إلى مشروعات ملموسة على ارض الواقع، متمني
العدد 1260 - الخميس 16 فبراير 2006م الموافق 17 محرم 1427هـ