كَأْنْ تَأْتِيْ بِهِ قَدَماهُ يا أَمْل
وَحْدَهُ الْحُزْنُ الذِي لا يُضَيع الدَرْبَ أبداً
أَمْ أنَهَا عَيْنَايْ خَارِطَةُ الأَحْزانْ؟!
لا أَعْرٍفُ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ نًفْسُها العَيْنينِ الْتيْ أَهْدَيْتِينِيْها
الْحُزْنُ أَعْمَاهَا. الْحُزْن يُعْمِي يا أَمَلْ
سَل يَعْقُوبْ ، أَوْ سَلَينِيْ
لا فَرْقْ
فَكِلانَاْ أَعْمَاهُ الْحُزْنُ يَاْ أَمَلْ
أَتَعْلَمِينَ يَاْ أَمَلْ
فَكَرْتُ أَنْ أَقْتًلِعَ رَأْسِيْ
أَنْ أَشُجَهُ فِلْقَتيْنِ يَاْ أَمَلْ
صُدَاعُ الْحُزْنِ مُرَوِعْ، مُرَوِعٌ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ إنِيْ أَرَىْ الْجِنانَ الْسَبْعَ فِيْ وَجْنتَيْكِ
وَ عُنْقُودُ حُزْنٍ يَتدَلَىْ مِنْهُمَا
إِنَهُ مُغْرٍ، مغرٍ يَاْ أَمَل!!
أَمَلْ لِمَ حَرَمَ اللهُ الْخَمْرَ يَاْ أَمَلْ ؟!
حَتَىْ الْسَلْوَىْ
مُحَرَمَةَ
إِنًكِ مُحَرَمَةُ عَلَيَّ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ أَمَاْرَةٌ بِالْحزْنِ نَفْسِيْ
حَتَىْ غَدَتْ لِلْحزْنِ مَذْهَبْ
الْحُزْنُ مَعْصَيَةٌ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ أَكَادُ أُصَابُ بِالْسِلِ لِشِدَةِ حُزْنِيْ يَاْ أَمَلْ
هَوَائِيْ مُلَوَثٌ بِاْلحُزْنِ
رِئَتَيْ تَخْتَنِقْ ، الْحُزْنُ يَخْنُقُهَاْ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ الْحُزْنُ وَضِيعُ وَمُنْحَطٌ يَاْ أَمَلْ
يَجَيئَنَيْ فِيْ كُلِ لَيْلٍ وَرِفَاقَهُ الْحَمْقَىْ
أَتَعْرِفيِنَهُمْ :
الْهَمْ وَالْبُؤسُ وَالْتَعَاسَة؛
إِنَهُمْ يَعَيْثُونَ فَسَادَاً فِيْ قَلْبِيْ
قلبي أنا يَاْ أَمَلْ !!
أَمَلْ
كَمَصَبِ الْنَهْرْ
حُزْنِيْ لا يَنْضِبُ أَبَدَاً يَاْ أَمَلْ
كَأَوْرَاقِ الْرَبَيْعْ
مُتَجَدِدٌ هُوَ أَيْضَاً يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ هَلْ الْحُزْنُ نَازِيَاً
أَمْ فَاشِيَاً
أتراه بعثياً يَاْ أَمَلْ ؟
أَيَاً يَكُنْ
فَهْوَ طَاغَوْتٌ لا يَرْحَمْ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ أَنَاْ لَسْتُ كَأَيُوْب أَلْعَنُ يَوْمَ مِيْلادِيْ
إِنَنِيْ أَلْعَنُ كُلَ أَيَاْمِيْ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ هَذَاْ الْمَوْتُ عَلَىَ الْضِفَةِ الأُخْرَىَ
يَمُدُ لِيْ رَاحَتَيْهِ
كَمْ هُوَ الْمَوْتُ حَنَوْنٌ يَاْ أَمَلْ
أَمَلْ
أَيَبِيِحُ لِيَ اللهُ أَنْ أُعَاشِرَ الْمَوْتْ
أَنًاْ عَلَىْ ذِمَةِ الْحُزْنِ يَاْ أَمَلْ!!
العدد 1261 - الجمعة 17 فبراير 2006م الموافق 18 محرم 1427هـ