(أ) يستمر سلمان الحايكي في رصد تفاصيل أمكنته... أمكنتنا... أمكنتكم الغابرة... يسلط مجهر خياله ولغته، في محاولة لعودته... عودتنا... عودتكم بالذاكرة قبل أن تتلوث بعصف وعواصف التحولات التي يشهدها العالم، الى حيث تشكل كل واحد منا في ظل عفوية المكان وبساطة الأفق ورهافة النفوس.
شيْ ناقص في خيالي...
زارني فـْ ليله وغادرْ
خلَّه اسمه فـْ كل أعصابي وطارْ
رحتْ له فـْ كل المواني...
زرتْ كل قريه قريبه من زرانيق المطارْ.
في المحرق...
أو قلالي،
في سماهيج البعيده...
كنها تكتب كلِّ عنوان القصيده...
يا صبايا الحد... كيف أمشي... وكيف...
شيْ ناقص في خيالي...
زارني فـْ لحظه... وسافر؟!
في صباح الليل... ناداني الصباح
في مساء الآخره... قلبي استراح.
شيْ ناقص في خيالي
زارني وهزِّ المشاعر
حطّ في عيوني كحل...
ريحته مْن الديه أو رملِ البديعْ
قلِّبت جوفي... لا تكون إهي الوحيده...
اللِّي كانت بين عسكرْ والرفاع؟
في غصون البارحه... مرَّت طوابير الشجرْ
في عيون الجارحه... رقصتْ على ناري الحجر
مَنْ تكون الزهره... هاذي اللِّي فـْ عروقي؟
عذّبت إنسان ينحت في الخيالْ...
مات في نهر الشموع...
في عيد ميلاده قصف برّ الجمالْ...
وانتظرْ... من عينها تْجف الدموع
واختفى لحظة غروبي... أو شروقي!
هاذي إنتي...
لما أتعبْ نلتقي... همّ وهمْ
هاذي إنتي...
في يدك قوس وسْهم
كنت آخذ موجة الصحرا... نغم يتبع نغم
والحين...
أزرع كل دموعي في ثيابي...
كنت في بحرك شفايف... عذِّبتْ آخر عذابي...
شيْ ناقص في عيوني... وفـْ خيالي
لمَّا أكتب أيِّ كلمه...
أنتظر طوفان همسك
يقتلع... بابك وبابي...
إنتي مثلي في الزمن...
حلمك...
سرا..... بي!
(ب) لا يروي... لا يسرد الحايكي طفولات لم تكن في يوم من الأيام جزءا من نقاء الحياة في صورتها الأولى... بعيدا عن ضجيج المكائن... وثرثرة التكنولوجيا... وسط
العدد 1261 - الجمعة 17 فبراير 2006م الموافق 18 محرم 1427هـ