(أ) ربما هي المرة الأولى التي تقرأون فيها لبدر بن غازي، نص فاتن، ولغة لا تخلو من استفزازها وارباكها، يعرف تماما بن غازي من أين تؤتى اللغة.

عيون ليـــل وسلهمت رمش وجروح

وأغلب مواعيد الامل كلها ياس

شوق وخفــوق وهم ياغاية الروح

تجمّعت فيني وأنا قلب وانفاس

اروح وارجع من عنا البعد وآروح

وانا ان نظرت بخافقي شفت الاتعاس

مسموح لا والله ماني بمســموح

وشلون اذوب بشخــص ماهو من الناس

قاسي مُناك ابكيك وابكيك وآنوح

تتلذذ بتعذيب قلبـــي والاحساس

صار بعيوني من عنا خافقي فوح

حتى اوردة قلبــي من الهم يبّــاس

حرفي نطق بك يامنى دنيتي بوح

عطشان جيتك والعطــش شافك الكاس

بنيتك بقلبـــي تماثيــل وصــروح

ياللأسف واللي بنيته بلا ساس

روّح وانا عن دنيتك غصب باروح

لاينثني راسك ولا ثاني الراس

(ب) مثل هذه الأصوات تعلي من قيمة أي مشروع ... تدفعه الى أن يجترح فضاءات جديدة في التعاطي مع ما يرده من أصوات موهبتها اكتشاف الكنوز.