العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ

بين صبحٍ ومساء

مع زوال كلّ نهار تُبدي الشمس خجلاً يشبه في عذريته

أنثى عفّة...

ومع حلول كل ليلٍ تختال النجوم بأجسادها الأثيرية لتسبغ على تأملي

القَلِق شيئاً من الطمأنينة...

أو لربّما قليلاً من الترقب...

ذاك الذي إن تفاقم سافر بي إلى ذروة الاحتراق!

ولا يبدأ العذاب اللذيذ إلا حينها!

فكلّما تمايلت نجمةٌ غَنَجاً أو احمرت خجلاً أذكركْ...

وكلّما تغضّن وجه القمر ثم لان وانبسطت أساريره أذكركْ...

وكلّما تهادى إلى مسامعي لحنٌ شجيٌ بمعانيه وغريبٌ بتكوينه أذكركْ!

إذْ لا غريب بين أضلعي سواك...

وكذلك لا قريب من حدود القلب سواك!

فكيف تملك أن تجمعَ في لحظة بين القرب والبعد؟

وكيف ينقلب يقيني باقتراب خطواتكَ إلى شكٍّ فجائي يسحق بسرعة وصوله قوايَ...

ليغدو جلّ مُناي ثانيةً أعود بها إلى الوراء...

وأمسح ابتساماتك الهشّة بكل صورها وأشكالها...

وأرسمكَ عابساً...

أو باكياً...

فينجلي شوقي القاتل إلى رنين صوتك حين تضحك...

ولو لدقيقةٍ من الزمن!

فأنا في غمرة تيهي بكَ مسيّرةٌ لا مخيّرة!

أخاف على نفسي من برد الانتظار الطويل...

ومن مطر الاشتياق إنْ اعتزم الهطول بجنون...

ومن سطوة الحلم إن عمّه الاضطراب...

اضطرابي بكَ...

ومن أجلكَ...

ومن دونك!

أفما آن لي إذاً أن أكتفي من العبث مع طيفكَ كلّما تهادى

بالقرب من دياري...

وكلّما تهدهد على مدى بصري كالريشة حين تعلق بفعل هبّات النسيم بين الشيء واللاشيء...

وبين الهنا... والهناك...

تُرى...

هل أصبح بهذا الخدر الرحيم لكَ ولنفسي ظالمة؟

ربّاه...

إنّي أظلم الحرف كلّما أرغمته أن يمنح الهوية لطيفٍ وهميٍ لا يملك وجهاً أو تقاسيماً أو ملامح!

فهل يخترق ندائي الخافت يوماً سكينةَ غفوته الطويلة؟

ويدفعه بإلحاحٍ إلى قوة الحضور...

العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً