العدد 1274 - الخميس 02 مارس 2006م الموافق 01 صفر 1427هـ

بلد المليون نخلة شاهد على جرائم «قتل الشجرة المباركة»

من يحمي ما تبقى من أراضينا الزراعية؟

ثمة حلقة مهمة ضائعة في الصورة الاحتفالية التي شهدتها البلاد خلال الأسبوع الماضي (ابتهاجاً) بأسبوع الشجرة... تلك الحلقة هي الوضع المقلق للأراضي الزراعية في البلاد وتقلص المساحات المزروعة بشكل يثير اشكالاً كبيراً يرتبط بالأمن الغذائي والسلامة البيئية وجمالياتها.

يوم أمس الأول (الأربعاء)، شهدت المحافظة الشمالية احتفالاً بهذا الأسبوع الجميل، وفيه أعلن وزير شئون البلديات والزراعة علي صالح الصالح أن الوضع الزراعي في المملكة يسير على مستوى معين ونأمل من خلال مشروع هيكلة الزراعة الذي تدرسه احدى الشركات الخاصة بشأن المواءمة بين المساحات الخضراء والتشجير والرقعة الزراعية وبين التطور العمراني الذي تشهده البلاد أن يتم الارتقاء بشكل أفضل بهذا القطاع المهم.

وفي تصريح الوزير نقاط مهمة... فلم يكن تصريحاً احتفالياً مجرداً! لقد حوى الكثير من الأمور التي تشير إلى ما ينتظر القطاع الزراعي في البلاد من (زيادة تدهور) إن لم تتداركه الحماية من جانب الحكومة! فالوزير يتطلع إلى اصدار تشريعات جديدة لتشجيع المستثمرين على الدخول في المشروعات الزراعية لتكون مغرية وجاذبة للاستثمار في إطار خطة مدروسة تستعين فيها بالخبرات الدولية والعربية والإقليمية، بالإضافة إلى ادخال التقنيات الحديثة المحفزة للإنتاج الزراعي في ظل الإنفتاح الذي يشهده العالم على القطاعات كافة.

الوضع الزراعي متدهور!

لاشك في أن الوضع الزراعي في البلاد لا يتطلب مشقة لتأكيد ما تتعرض له المزارع والمساحات الخضراء والبساتين للتدهور، فعلاوة على مشكلة الانخفاض المخيف لمخزون المياه الجوفية وارتفاع نسبة تملح التربة وعدم وجود البدائل الحديثة للقضاء على مثل هذه المعوقات، يمكن الإشارة إلى أن الاستثمار العقاري دفع بالكثير من ملاك البساتين إلى تحويلها إلى قسائم سكنية، عدا تلك التي تدخل في اطار (الحزام الأخضر)... ويطالب الكثير من المتخصصين والمسئولين ومنهم الوكيل المساعد لشئون الزراعة جعفر حبيب، ومنذ سنوات، بإيجاد الوسائل والتسهيلات التي تضمن للبحرين تحولاً مهماً في قطاع الزراعة، بدءاً بقوانين وتشريعات الحماية مروراً بتوفير المساعدات المالية والفنية للمزارعين انتهاءً عن تنشيط الاستثمار في هذا القطاع الذي يعد ركيزة لكثير من الدول المتقدمة.

نصيب الأسد في المحافظة الشمالية

وتستحوذ المحافظة الشمالية على نصيب الأسد من ناحية وجود المزارع والمساحات المزروعة والأراضي الزراعية المستصلحة، وفي هذا الشأن يصرح محافظ الشمالية أحمد محسن بن سلوم بأن قطاع الزراعة قطاع لا يمكن الاستهانة به من ناحية كونه ركيزة اقتصادية ورمزاً اجتماعياً وتراثياً وكذلك يمثل رافداً بيئياً طبيعياً مهماً، ولذلك، أولت المحافظة اهتماماً بالمشروعات التي تنفذها القطاعات ذات العلاقة وتسهم بطرح المقترحات والأفكار الكفيلة بدعم القطاع الزراعي.

ولا يقتصر الدور عند التحرك الرسمي فحسب، بل من المقترحات المهمة التي طرحت بالمحافظة الشمالية هي تلك الفكرة التي تقدم بها جعفر المصلي مدير مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة وحظيت باهتمام المحافظ بن سلوم، إذ تقوم على إنشاء متحف للنخيل بالمحافظة التي تعبر الحاضنة للنخلة كعنوان لتراث وتاريخ وحضارة البلد، إذ يصبح هذا المتحف مركزاً علمياً وثقافياً واجتماعياً، ويعبر بن سلوم عن ذلك بالقول إن العمل في دعم القطاع الزراعي يجب أن يستمر وصولاً لتحقيق مؤشر متقدم من استقطاب المشروعات الاستثمارية في هذا القطاع.

وفي ذات التوجه، يرى رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية مجيد السيدعلي أن يتم تأسيس مشروع زراعي ينطلق من المحافظة الشمالية ويعنى بالاهتمام بالتشجير ونشر الخضرة في ربوع المملكة، وخصوصاً أن المساحات الخضراء تقلصت بنحو 60 في المئة خلال السنوات العشر الماضية، مرجعاً السبب إلى نقص التشريعات التي تحمي الرقعة الزراعية.

اهتمام الدولة بالقطاع الزراعي

في زيارته الأخيرة إلى تركيا، عكس سمو رئيس الوزراء جانباً مهماً من اهتمام الحكومية بالقطاع الزراعي، إذ تطرق سموه إلى برامج الحكومة وجهودها في حماية الثروة الزراعية وزيادة المساحات الخضراء والعمل على تطوير الزراعة كأحد روافد الاقتصاد الوطني. ودعا سموه القطاع الخاص إلى التركيز على الصناعات الغذائية والاستفادة مما هو متوافر في البلاد من منتوجات زراعية كالرطب والتمور وتطويرها لاستخدامها كمواد أولية في هذه الصناعات وخصوصاً أن إقامة مثل هذه المصانع والمصانع الأخرى كفيل بتوفير المزيد من فرص العمل الجديدة. كما شدد سموه على أهمية تسويق المنتجات البحرينية بالشكل المناسب وجعلها تفرض جودتها في الأسواق، كما حث سمو رئيس الوزراء القطاع الخاص على الاستفادة من دول مجلس التعاون كسوق واعدة للترويج للصناعات البحرينية وتسويقها وخصوصاً في ظل الانظمة والقوانين التي اتخذها المجلس الأعلى لمجلس التعاون والعمل على تضافر الجهود.

القضاء على مشكلة الري

تعد الأسابيع القليلة المقبلة الفرصة الأخيرة في محاولة لوضع حلول لمشكلة نقص المياه الجوفية وتملح التربة، عملت وزارة الأشغال والإسكان وكذلك وزارة الكهرباء والماء ووزارة شئون البلديات والزراعة على تقديم خيارات وحلول للمزارعين واصحاب المزارع للانتفاع بتوصيل مياه الصرف الصحي المعالجة لمزارعهم بالمجان ضمن المرحلة الثانية من المشروع الكبير الذي تنفذه شئون الزراعة بكلفة تصل إلى 55 مليون ديناراً، لتوصيل المياه المعالجة وتغطيتها لنحو 3 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، أي ما يعادل 60 في المئة من مزارع البحرين في المنطقة الشمالية والغربية ومساحات التشجير وعدد من الشوارع الرئيسية في المملكة التي تنتهي في منتصف العام .2007

بحسب تصريح صحافي لمدير إدارة الهندسة الزراعية بوزارة شئون البلديات والزراعة أحمد المدني فإن المشروع يوفر فرصة ذهبية للمزارعين في الانتفاع بتوصيل المياه المعالجة مجاناً لمزارعهم، مشيراً إلى أن عدد المزارع التي من المؤمل أن تنتفع بتوصيل المياه المعالجة تبلغ 600 مزرعة بينما تم توقيع اتفاقات توصيل المياه المعالجة لنحو 400 مزرعة بين ملاك المزارع والإدارة يتم على اثرها تمديد الانابيب وتوصيل المياه بالمجان، علماً بأن المياه المعالجة تحمل ميزات أعلى بكثير من المياه الجوفية التي ترتفع نسبة ملوحتها بشكل كبير. واوضح ان المرحلة الأولى من مشروع معالجة مياه الصرف الصحي بدأت في العام 1986 وغطت مساحة 600 هكتار في منطقة بوري وعذاري وعدد من المزارع الحكومية في هورة عالي والبحير وبعض مشروعات التشجير الرئيسية. واثبت المشروع نجاحه في تخفيض استهلاك المياه الجوفية بشكل كبير ما حدا بالإدارة إلى المبادرة بإطلاق المرحلة الثانية التي بدأ الإعداد لها في العام 1997 والتنفيذ الفعلي في العام ،2001 وبموجب المرحلة الثانية ترتفع الطاقة الإنتاجية من 40 ألف متر مكعب إلى 200 ألف متر مكعب لري ما يقارب من 3 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في المنطقة الشمالية والغربية من المملكة والتي تتركز فيها المزارع بشكل كبير.


أهم انواع التمو تي اشتهرت بها البحرين

أم ارحيم - تنقوب - حاتمي - حلاو أبيض واشهل وحلاو تاروت - حمري خصبة صبور - خصبة - عصفور بحريني - شبيبي - غرة - مرزبان - هلالي - مواجي - مدلل - بريسمي - خلاص - رزيز - سلس - شمبري - صبو - عوينات - مبشر - شيشي - سلمي - شهل - حاتمي برحي.


أشهر المزارع في المحافظ الشمالية

البديعة - الجبيلات - الجوهرية - السردحة - أبو خروف - الضويعة - الشحامات - الشاذبية الصغيرة - السلطانية - النارجيلة -الهربدية - شمسة - القاعدة - عين أم البقر - مروزان - الصاغة - السفسيف.

العدد 1274 - الخميس 02 مارس 2006م الموافق 01 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً