العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ

سلمان رمضان: قرار الرحيل نهائي... وأفكر في التدريب الخارجي

أكد أن غياب سيطرته أدى إلى ضياع البطولتين في آخر موسمين (1 - 2)

سلمان رمضان، أشهر المدربين المحليين وأكثرهم إنجازات وبطولات محليا وخارجيا، ويكفيه فخرا أنه حقق أول بطولة خارجية لمنتخبات السلة مع منتخب الشباب الذي توج بطلا للخليج، كما أن إنجازاته مع المنامة محليا من الصعب إحصاؤها إلى جانب بطولاته الخليجية وأخيرا حصوله على المركز الرابع في البطولة العربية الأخيرة في العاصمة اللبنانية (بيروت) في إنجاز غير مسبوق لأي فريق محلي.

رمضان بعد ابتعاد دام 4 مواسم عن تدريب نادي المنامة قضاها في المنتخب الوطني عاد قبل موسمين مجددا لقيادة ناديه الأم المنامة، لكنه اليوم يفضل الرحيل مجددا بعد إخفاقه في استعادة الدوري لموسمين متتاليين.

أمام الإخفاق وفي ظل المشكلات التي لاحقته، جاء قراره بشكله النهائي بحسب قوله والذي لا رجعة عنه، فالرحيل معناه الرحيل ولا شيء آخر!.

«الوسط الرياضي» التقى المدرب رمضان في حوار مفصل تناول فيه مختلف قضايا وشئون نادي المنامة وأسباب ابتعاده ووجهته المستقبلية، وإليكم نص الحوار في نصفه الأول.

* بعد تصريحاتك السابقة بالرحيل من تدريب المنامة، ما هو قرارك النهائي الآن بعد إنجاز البطولة العربية؟

- قرار الرحيل بالنسبة إلي لا رجعة عنه وهو قرار نهائي اتخذته منذ منتصف الموسم الماضي ولا يمكن لي بأية حال من الأحوال العودة عنه لأن الأجواء لا تساعد أبدا على المواصلة في هذا الوقت.

وحتى لو أصرت إدارة النادي التي أكن لها كل الاحترام على أن أستمر مع الفريق وقاموا بتلبية كل شروطي فإني سأرفض ذلك وأرجو منهم احترام قراري النهائي.

وفي الفترة الحالية فإني مستمر مع نادي المنامة وحتى نهاية الفئات العمرية، وذلك التزاما مني بالكلمة التي قطعتها لإدارة نادي المنامة ولرئيس جهاز كرة السلة تحديدا الأخ فؤاد العباسي، وبنهاية شهر يونيو/ حزيران المقبلة ستكون كل الأمور منتهية مع المنامة.

لقد بقيت مع الفريق في البطولة العربية على رغم قراري بالاستقالة احتراما لإدارة نادي المنامة التي طلبت مني الاستمرار في مثل هذه الظروف الصعبة ولا يمكن لي أن أخذلهم في مثل هذا الوضع.

أما قرار الرحيل فقد اتخذته قبل خروجنا من المربع الذهبي، لأني حتى في حال حققت البطولة كنت سأرحل.

* الإنجاز الذي تحقق في البطولة العربية هل غير من قرارك في الاستمرار مع الفريق؟

- الإنجاز الذي تحقق بوصولنا إلى المربع الذهبي بعد أن تخطينا الدور الأول للمرة الأولى ومن ثم نجحنا أيضا في تخطي الدور الثاني لم يغير أبدا من قراري الذي اتخذته مسبقا.

نحن عملنا في هذه المشاركة وقبل السفر إلى تغيير صورة الفريق واستعادة الثقة بالنفس واجتهدنا بقوة من أجل ذلك وتمكنا من تحقيق المطلوب والظروف لم تساعدنا على تحقيق مركز أفضل من الرابع.

حقيقة الجميع كان متعاونا في لبنان وعملوا بروح الفريق الواحد وأنا أشكرهم على كل ما بذلوه من أجل الفريق.


أسباب الرحيل

* ما هي الأسباب الحقيقية وراء رحيلك، هل تعود للجمهور أو اللاعبين أو الإدارة؟

- ليس للجماهير أو اللاعبين أو الإدارة أي سبب في ابتعادي، وإنما رحيلي جاء في هذا الوقت لأني لم أضع شروطي منذ البداية لدى عودتي، وبالتالي الآن لا يمكنني فرض الشروط التي أريدها والتي في ضوئها أتحمل المسئولية كاملة عن أي اخفاق.

لدى عودتي تجاوزت عن كثير من الأمور وقبلت ببعض الأمور التي لا يمكن أن أقبل بها في السابق، وبالتالي فإنا أحمل نفسي مسئولية ما حدث في النهاية لأني لم أضع النقاط على الحروف منذ البداية.

* يقال أن لاعبين معينين يضغطون لأجل عدم التجديد معك وهذا سبب قرارك في الرحيل؟

- لم أسمع بهذا الكلام من قبل، ولم أسمع أن لاعبين لن يستمروا مع الفريق في حال استمراري، وإذا كان هناك من خلافات بيني وبين أي لاعب فهذا أمر طبيعي ويحدث في جميع الأندية وبين جميع المدربين لأن كل لاعب في النهاية يريد أن يلعب ويحصل على أكبر قدر من الوقت داخل الملعب والمدرب لديه 12 لاعبا وهو صاحب القرار في من يدخل ومن يخرج، وبالتالي لا بد أن يحدث نوع من المشكلات أو سوء الفهم.

* ما هي وجهتك المقبلة بعد رحيلك من المنامة؟

- شخصيا لا أستطيع الابتعاد عن كرة السلة لأنها جزء من حياتي، والآن هي مصدر عيشي الوحيد وبالتالي فانا مستمر في التدريب، وما أتمناه في الفترة المقبلة هو خوض تجربة التدريب الخارجي في احدى الدول المجاورة وهو خياري الأول وإذا كان ولا بد فإني سأدرب محليا.

* ما صحة ما يقال عن تلقيك عرضا من أحد أندية الإمارات؟

- رسميا لم أحصل على أي عرض خارجي حتى الآن، والدوري الإماراتي مازال مستمرا والفرق الستة المشاركة فيه تلعب مبارياتها، وكل ما هنالك هو كلام شفوي لا يعتد به، على عكس الموسم الماضي الذي تلقيت فيه عرضا رسميا من نادي الشارقة رفضته لارتباطي مع المنامة.

في تجربتي الخارجية المقبلة إذا حدثت فإن الإمارات ستكون بالتأكيد وجهتي المفضلة وذلك لمعرفتي بالمجتمع الرياضي هناك وعلاقاتي القوية التي ستساعدني على التاقلم السريع.


100 في المئة أتحمل الخسارة

* بعد خسارتك بطولة الدوري للموسم الثالث على التوالي، كم تحمل نفسك من مسئولية آخر خسارة؟

- أتحمل خسارة الدوري في الموسم الأخير بنسبة 100 في المئة، وشخصيا كان هدفي الحصول على بطولة الدوري وليس الكأس وهو هدف النادي أيضا، وعندما فشلت في تحقيق الهدف الذي رسمته لنفسي فضلت الرحيل، إلى جانب أن الأجواء لا تساعد على الاستمرار.

* ما هي أسباب خسارة الدوري وهل كان للحظ دور في ذلك؟

- لا أعتقد أن للحظ أي دور في الخسارة، لان الحظ يأتي للفريق الأفضل، وأنا لا أرغب في تحميل أسباب الخسارة لأي أحد آخر.

عندما عدت لنادي المنامة قبل موسمين كان هدفي أن أقود المنامة للعب كرة سلة بطريقة حديثة من خلال التركيز على التحرك من دون كرة واللعب السريع والانطلاق المفاجئ وهذا ما فشلت بنسبة كبيرة ونجحت بنسبة قليلة؛ لأن اللاعبين كانوا معتادين على نظام معين في اللعب كان من الصعب تغييره.

أيضا طريقة تفكير اللاعبين واصرار بعضهم على تطبيق ما يريده هو لا ما يريده المدرب، كلها أمور أثرت على اسلوب اللعب وعلى نجاحه.

في الموسم الأول كنا نلعب بلاعب ارتكاز صريح في ظل وجود الأميركي دونالد ليتل، وفي الموسم الماضي لعبنا من دون لاعب ارتكاز صريح وهذا استلزم تغيير نظام اللعب.

وقبل 6 سنوات كنا نلعب بطريقة هجومية واحدة وكنا أفضل هجوم في الخليج وليس البحرين فقط. كرة السلة لعبة متغيرة ولذلك لابد لنا من أن نتغير معها.

* يقال أنك تريد أن تطبق طريقة لعب لا تتناسب مع الدوري المحلي وتبالغ في أمور أكبر من دورينا؟

- نحن لابد لنا أن نتطور وأن نواكب كرة السلة العالمية، ونحن نسير على طريقة كرة السلة الأوروبية وليس الأميركية، وما عملت على تطبيقه هو ما يطبقه حاليا أفضل مدربي أوروبا.

نحن إلى متى سنظل نقول أننا لا نستطيع أن نسير بطريقة اللعب هذه أو تلك، ولا بد لي من اللعب بطريقة لعب واحدة لكي أقوي من تجانس الفريق.

هناك لاعبون يهضمون الفكرة بشكل سريع ولاعبون آخرون يلعبون بطريقتهم، ولا يمكن لأي لاعب أن يلعب الدفاع باسلوبه وإنما باسلوب الفريق.

* لقد لعبت بطريقة دفاع سيئة أمام المحرق وهو ما تسبب في خسارتكم البطولة؟

- المدرب هو من يضع خطة الدفاع وعلى اللاعبين أن يقوموا بتطبيقها، واللاعبون يظنون مثلا أن طريقة دفاع المنطقة تسمح للفريق المنافس بتسجيل الرميات الثلاثية وهذا غير صحيح لأن الاحصاءات في الدوري الأوروبي أثبتت أن تسجيل الثلاثيات في طريقة دفاع المنطقة أقل بكثير منها في طريقة دفاع رجل لرجل.

نحن عندما لعبنا بطريقة دفاع المنطقة مع المحرق لم يسجلوا علينا الكثير من الثلاثيات على عكس عندما لعبنا بطريقة دفاع رجل لرجل في الربعين الأخيرين.

* ولكنك أخطأت في أسلوب الدفاع؟

- بعد المباراة من السهل على أي شخص سواء يعرف كرة السلة أو لا يعرفها أن يحلل ويعطي الآراء ويضع السيناريوهات.

ولكن في لغة كرة السلة وفي الرياضة عموما لا توجد كلمة «لو»، لأن القرار يجب أن يتخذ في وقته وبحسب ظروف المباراة و»لو» لا تنفع أحدا ولا تحقق انتصارات وبطولات.


بهذا اختلفت عن السابق

* يبدو أنك لم تستطع ضبط الأمور في نادي المنامة كما كنت في السابق، فقد كنت صاحب السيطرة المطلقة سابقا والآن تنازلت عن كثير مما كنت تملك للآخرين من إداريين ولاعبين؟

- نوعا ما كلامك صحيح، ولكن في داخل الملعب لا يمكن لأي كان أن يتدخل في صلاحياتي وفي من أقوم بإشراكه أو إخراجه ولو تدخل أحد في هذا الأمر لاستقلت فورا.

سابقا كنت مسيطرا بشكل كامل على كل أمور اللعبة، وباعتقادي اني لو كنت في هذه المرة أعمل بالطريقة نفسها لما حدث ما حدث.

قد يختلف معي الآخرون وهذا حقهم، ولكن لو عدت مستقبلا للمنامة فلن أقبل أبدا بما حدث في الموسمين الأخيرين؛ لأن الكثير من الأمور قد حدثت وأدت إلى غياب تركيزنا ونقله إلى خارج الملعب، ولا أريد أن أتحدث عن هذه الأمور في هذه الفترة.

العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً